النخيل في حجر حضرموت.. ثروة زراعية في مواجهة خطر عوامل الانحسار

بدأ مزارعو النخيل في مديرية حجر، الواقعة على بُعد 156 كيلومتراً غرب مدينة المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، خلال النصف الأول من شهر أغسطس/آب 2025 عملية حصد التمور للموسم الزراعي. 

وتُعد المديرية الأشهر في إنتاج التمور باليمن، إذ يقدّر مكتب الزراعة والري في حجر عدد أشجار النخيل في بلدات المديرية بنحو مليوني نخلة، تشكّل المصدر الرئيس لعيش المئات من سكانها البالغ عددهم نحو 45 ألف نسمة.

وتقدَّر كمية إنتاج التمور سنوياً في المديرية بحوالي 20 ألف طن، في عملية ليست بالسهلة عند المهتمين بزراعة النخيل، حيث تسبقها عملية تجهيز تبدأ مع خروج التمر من النخيل وصولاً إلى الحصاد، الذي يستغرق ما بين أربعة إلى خمسة أشهر.

يقول عوض مبارك بابادي، رئيس اللجنة الزراعية في بلدة الحول (المركز الإداري لمديرية حجر)، في حديثه لموقع "بلقيس":
"مع بداية أغسطس تبدأ عملية حصد التمور في وادي حجر، ويستعد لها مزارعون ذوو خبرة في قطع ثمار النخيل، يُسمَّون القطّاعة". 

وأضاف: "يستخدمون وسائل عدة، منها المرقد المصنوع من جلود الإبل أو الثور، إضافة إلى أداة حادة (شَفرة أو شَريم)، وحبل يربطه القاطع بنفسه ليصعد إلى أعلى النخلة ويحصد الثمار". 

وتابع: "تُعبَّأ التمور في أوعية تُنزَّل إلى المتلقي أسفل النخلة، ليضعها في أوعية أخرى ثم تُنقل بالسيارات إلى أماكن الحفظ. بعد ذلك تُفرش في الدرع، وهو مكان مُعد سنوياً، حيث تُعرَّض التمور لأشعة الشمس المباشرة لأكثر من ثمانية أيام، قبل بيعها للقادمين من خارج المديرية، وما تبقى يُعبَّأ في أكياس ويُخزَّن في بيوت خاصة".

من جانبه، يصف عبد الله بابكيلي، الشخصية الاجتماعية البارزة، مديرية حجر بأنها "جوهرة الزراعة والمياه الجارية في الجزء الجنوبي الغربي من حضرموت، وخاصة في إنتاج التمور". 

ويضيف: "المديرية تصدر خلال موسم الخريف من كل عام ما يزيد عن 60 ألف سلة من التمور الطازجة (بوزن 20 كجم للسلة) إلى مختلف محافظات الجمهورية، إضافة إلى تغطية احتياجات السوق المحلية في حضرموت من التمور المجففة طوال العام".

وأوضح أن أغلب التمور الطازجة تُصدَّر إلى المكلا، ومنها إلى باقي المحافظات عبر موردين محليين. ويباع محصول التمور من المزارع إلى المورد داخل المديرية بسعر يتراوح بين 20 إلى 40 ألف ريال للسلة الواحدة جملة، ليُباع لاحقاً في أسواق المكلا بسعر مضاعف. 

وأضاف: "في بداية الموسم، تُباع السلة الواحدة محلياً بحوالي 60 ألف ريال، لكن خلال أسبوع إلى عشرة أيام ينخفض السعر إلى 20 ألفاً بسبب زيادة العرض. أما ما يتبقى من المحصول في النخيل، فيُقطف في نهاية الموسم ويُجفف تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع، ليُخزن للأكل طوال العام حتى اقتراب الموسم الجديد".

- تحديات ومخاطر

يشير عوض مبارك بابادي إلى أبرز الصعوبات التي تواجه زراعة النخيل في المديرية، ومنها:
إهمال صيانة القنوات والسدود التي تحمي التربة من الانجراف، تهديد السيول العارمة التي يستقبلها الوادي من مناطق أخرى، إهمال نظام الري القائم على توزيع مياه الوادي المغذية للقنوات السفلية، انتشار أشجار السيسبان بين أوساط النخيل، غياب الحماية للأراضي الزراعية من السيول والأمطار.

أما عبد الله بابكيلي فيرى أن التحديات الأبرز تتمثل في عدم توفر مصادر مياه مستمرة بسبب انجراف قنوات الري جراء السيول والأمطار، والانخفاض الحاد في أسعار التمور خلال فترة قصيرة نتيجة زيادة العرض على الطلب بسبب البيع العشوائي، وغياب تنظيم عملية التسويق والتصدير.

- بيانات زراعية

بحسب بيانات مشروع وادي حجر الزراعي ومكتب الزراعة في المديرية، تقدّر كمية السيول التي تصب في الوادي سنوياً بحوالي 340 مليون متر مكعب، يتدفق منها ما يقارب 1800 لتر/ثانية، تتوزع المياه بنسبة: 40% إلى البحر، 30% لتغذية الخزانات الجوفية، 30% للاستخدام الزراعي السطحي.