تقارير

شردهم القصف والإهمال.. ضحايا العدوان الإسرائيلي بلا مأوى

24/09/2025, 09:49:36
المصدر : بلقيس - خاص

ما بين لحظة وأخرى، قد تلقى عائلة يمنية تعيش بسلام نفسها بلا مأوى ولا مُعين، بلا ذنب ارتكبته إلا أن الظروف جعلتها تعيش في إحدى المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي التي أقحمت اليمن في حرب تفوق قدراتها، وتتلقّى فيها الضربات القاتلة التي دمّرت البنى التحتية، وزادت وضع المواطن تدهورًا.

وتحت شعارات "دعم الفلسطينيين في غزة"، وجدت مليشيا الحوثي ضالتها في تبييض جرائمها وانتهاكاتها ضد المواطنين في الداخل، لترسم لها صورة تجميلية مزيّفة للشعوب في الخارج، دون مُراعاة لتبعات معركة خاسرة تنهك اليمن وتدمّر مقدراته.

-ضحايا خارج المشهد

في آخر الضربات الجوية الإسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء، التي استهدفت مبنى التوجيه المعنوي في منطقة التحرير، قُتل 38 شخصًا وجُرح 147 آخرون، بحسب وزارة الصحة التابعة للحوثيين.

لم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، وكثير من الضحايا لم يظهروا في الصورة، ولم يسمع الناس بمعاناتهم التي بدأت بتضرر منازلهم بدرجات متفاوتة، وصل بعضها إلى تهدم الجدران أو سقوط الأسقف، ولم تعد تلك البيوت صالحة للعيش.

"عبدالرحمن" ليس إلا واحدًا من عشرات الأسر التي تضررت منازلها في منطقة التحرير، ووجد نفسه عالقًا في العراء، ينتظر الدّعم الحكومي للانتقال إلى منزل مؤقت حتى يتدبّر أمره، ويجمع شتات أسرته.

يقول عبدالرحمن -اسم مستعار نظرًا للمخاوف الأمنية- في حديثه لـ"بلقيس": "تمثلت الأضرار بسقوط أجزاء واسعة من السقف، وتحطم الأبواب والنوافذ، وتحوّل المنزل إلى أكوام من التراب والحطام".

ويضيف عبدالرحمن: "نحن نعيش في حِيرة تامة بعد القصف، ونتساءل أين سنعيش، وكيف سنتدبر أمورنا بلا منزل، لاسيما أن ظروفنا المعيشية ليست ميسورة، جاء مندوبون من الحوثيين لتصوير المنزل والأضرار التي لحقت به، ووعدونا بتعويضات من اللجنة لكن بدون سقف زمني، ولم تقدّم لنا معونات طارئة لتعين المتضررين على تجاوز الأزمة".

ويؤكد عبدالرحمن أنه لم يجد مكانًا ليسكن عائلته، واضطر إلى الانتقال للسكن هو وعائلة متضررة أخرى من أقاربه إلى منزل أخيه، حتى يجدوا حلًا آخر، ويستطيعوا استئجار منازل خاصة بهم، وشراء أثاث جديد بديلًا عن التالف.

-هجر الأماكن

على الرّغم من أن عبدالرحمن وعددًا من العائلات المتضررة يعيشون في قلب العاصمة، إلا أن بيوتهم قديمة مبنية من الطين وأخرى شعبية، ولا تبعد بعضها عن سور مبنى التوجيه المعنوي سوى أقلّ من متر واحد، ممّا جعلها تتعرّض لأضرار كبيرة.

يعرف عبدالرحمن أنه لن يستطيع ترميم منزله، ولن يقدِّم له الحوثيون التعويض كما وعوده، ولذا قرر ترك البيت على حاله، والبحث عن حياة جديدة بعيدًا عن منزل العائلة الذي توارثته منذ عقود.

"محمد" -أحد جيران عبدالرحمن- هو الآخر انتقل للعيش في منزل العائلة الصغير بصنعاء القديمة ليتشارك السكن مع أخيه وأخته على الرّغم من ضيق المنزل وعدم قدرته على استيعاب ثلاث عائلات، حسب قوله.

وكما عبدالرحمن، لا يتوقع محمد الحصول على الدّعم لترميم أضرار البيت الذي وعده به الحوثيون أو الحصول على مساعدة مالية للانتقال إلى مسكن آخر، ويتساءل بتعجّب: "متى قدّم الحوثيون تعويضات طوال هذه السنوات؟".

يتمنَّى محمد أن يستطيع بيع البيت، لكنه يعرف أن لا أحد سيفكّر بشرائه وهو شعبي وطاله الدَّمار، علاوةً على أنه في منطقة خطرة.

الأضرار التي لحقت بالمنازل ليست فقط ناتجة عن ضغط انفجار الصواريخ والبيوت القريبة من مكان القصف، فقد طالتها شظايا الصواريخ وأجزاء من أعمدة مبنى التوجيه المعنوي المتطايرة، على الرّغم من أن السُّور تصدَّى لكثير منها، وخفف قوة بعضها، كما يقول أصحاب البيوت المجاورة.

-استغلال الضحايا

على شاشة قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، كان الوضع مختلفًا، وخرج الضحايا وكأنّهم غير آبهين بما حدث، ولم يتحدّثوا عن معاناتهم ومرارة الفُقد، وإنّما عن صمودهم واستعدادهم للتضحية أكثر، كما لقَّنتهم المليشيا.

وظهر الناجي الوحيد من أسرة الضمدي، التي فقدت 13 شخصًا من أفرادها، وما زالت جراح حزنه تنزف، ليصرّح أن عائلته كلها فداءٌ لغزة، مما أثار استياءً واسعًا في أوساط الناس التي رأت في المتاجرة بمعاناة الضحايا جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة استهداف المدنيين.

ويستنكر مراقبون طريقة تعامل الحوثيين مع ضحايا الحرب الذين سقط منهم العشرات في محافظات صنعاء والحديدة والجوف وغيرها، وكيف أنهم لا ينظرون إليهم إلا كأرقام تُضاف إلى رصيدهم البطولي في حربهم المزعومة مع دولة الاحتلال الصهيوني.

ما تزال تهديدات الجيش الإسرائيلي تثير قلق المواطنين في صنعاء والمحافظات التابعة للحوثيين من تعرّض مساكنهم لأضرار القصف، لاسيما أن التهديد باستهداف صنعاء ما يزال يتزايد للرّد على هجمات الحوثيين.

تقارير

تعز بين الغضب والخوف.. هل سيتم إنصاف "إفتهان" وكشف دوافع اغتيالها أم ستُترك تعز ضحية للانفلات؟

صباح يوم الخميس، وتحديدًا في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، اُغتيلت مديرة صندوق النظافة والتحسين بتعز، إفتهان المشهري، وهزّت الجريمة مدينة تعز وريفها، وأوجعت قلوب الناس فيها، وفي البلاد كلها.

تقارير

أمهات الأطفال ذوي الإعاقة بين ثقل الرعاية وغياب الدعم الأسري

منذ اللحظة التي اكتشفت فيها أن ابنها يُعاني من إعاقة ذهنية وهو في الثالثة من عمره، تغيّرت حياة "أم عمر" بالكامل. وجدت نفسها تحمل عبء الرعاية وحدها، بعد أن تنصّل الأب من المسؤولية وتركها تواجه رحلة طويلة من العلاج والتعب والدموع.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.