تقارير

بعد 9 سنوات من الحرب.. ما هي عوائق التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن؟

27/03/2024, 15:30:33

يعود الحديث عن السلام في اليمن إلى الواجهة، مع حلول الذكرى التاسعة لعاصفة الحزم، التي انطلقت في 26 مارس من العام 2015.

وبالرغم من حالة التهدئة النسبية التي سادت مختلف جبهات القتال منذ أبريل 2022، فإن احتمالات العودة للحرب لا تزال أكثر من احتمالات السلام.

واليوم، تقول مليشيا الحوثي إنها جاهزة للتوقيع على خريطة السلام، فيما يتهمها الاخرون بالعمل على تكريس هيمنتها في اليمن، فهل لا يزال السلام بعيد المنال؟

استعداد حوثي

في ظل حالة اللاحرب واللاسلم تتجاذب الأطراف اليمنية مخاوف جمة من عودة الصراع، خصوصاً أن إجراءات وممارسات الحوثيين تصب في خانة عسكرة المجتمع وتهيئته لجولة حرب قادمة.

والاثنين الماضي 25 مارس 2024، أبدت مليشيا الحوثي جاهزيتها للتوقيع على خريطة الطريق الأممية للسلام، لكن في المقابل توسع الجماعة من أنشطتها المهددة له، وتخوض اشتباكات مع القوات الحكومية، آخرها كان في مأرب.

هذه الفجوة بين القول والفعل مردّها اطمئنان الجماعة لما لديها من أوراق قوة، في مقابل ضعف الحكومة الشرعية، وتحول السعودية من طرف داعم للشرعية اليمنية إلى وسيط بين طرفي النزاع في اليمن.

رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، مهدي المشاط، قال في كلمة أدلى بها بمناسبة الذكرى الـ9 لـ"عاصفة الحزم" إن جماعته حريصة على المضي قدماً في طريق السلام، مؤكداً أن "اليمن لا يمثل خطراً على أحد".

وأكد جاهزية الجماعة للتوقيع على خريطة السلام التي تم التوصل إليها في المفاوضات التي ترعاها سلطنة عُمان، متهماً الولايات المتحدة وبريطانيا بعرقلة جهود السلام في اليمن.

ومنذ مطلع العام 2023، أبدت مليشيا الحوثي تحولاً في الخطاب تجاه السعودية، كما استقبلت الجماعة وفداً سعودياً برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، وكذلك أرسلت وفوداً إلى الرياض.

جهود أممية

وخلال الأشهر الماضية كثف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ من تحركاته في عواصم المنطقة لاستئناف السلام في اليمن، وتقليل تأثير الحرب في غزة على هذا الملف.

ويوم الاثنين 25 مارس 2024 التقى غروندبرغ في مسقط، بوزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، لمناقشة التطورات الأخيرة، ودعم الاستقرار الإقليمي، والبحث عن سبل نحو عملية سلام يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة.

وفي ديسمبر الماضي، توصلت الأطراف اليمنية، إلى مجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار شامل، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

كما وافقت الأطراف اليمنية، في بداية أبريل 2022، على هدنة ترعاها الأمم المتحدة، وتم بموجبها وقف القتال لمدة شهرين، ثم تجددت مرتين، وبالرغم من عدم تجديدها لاحقاً، فإن وتيرة القتال انخفضت بشكل كبير طوال الأشهر الماضية.

شبح الحرب

تشير المعطيات الراهنة داخلياً في اليمن إلى أن البلاد أقرب للحرب منها إلى السلام، ووفقاً لرئيس مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، عاتق جار الله، فإن السلام في اليمن لا يزال يفتقر إلى كثير من العوامل.

ويفيد جار الله بأن استمرار الصراع هو الوارد في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن احتمالية العودة للحرب، أعلى من الجنوح للسلام.

وأرجع جار الله ذلك لثلاثة أسباب، الأول يتمثل في موقف القوى الدولية، التي لا ترى في استمرار الصراع في اليمن خطراً على مصالحها، ومن ثم فهي تسعى لإيجاد توازن في الحالة اليمنية أكثر من الرغبة في بناء السلام.

أما العامل الثاني، من وجهة نظره، فيتمثل في العامل الإقليمي حيث لم تتوصل القوى الإقليمية، خصوصاً إيران والسعودية والإمارات إلى رؤية أو أرضية مشتركة يمكن البناء عليها، بل هناك تباينات تزداد يوماً بعد آخر.

واستطرد قائلاً: "وبناء عليه لا أتوقع أن هناك حتى الآن مؤشرات حقيقية وجادة، بأن هناك تقارباً يخدم السلام، وإنما هناك استقطاب يسهم في استمرار الحالة الراهنة، أو قد يؤدي ذلك إلى انفجار الحرب مجدداً".

وأما العامل الثالث فيتمثل في الأطراف اليمنية المحلية، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك "ضعف في الثقة فيما بينهم، فالحوثي يريد أن يحكم الشمال، والانتقالي يريد أن يحكم الجنوب، والشرعية تريد استعادة صنعاء، وكل طرف يريد تحقيق هدفه، الذي يتجاوز ربما قدراته أو المساحة المتروكة له".

كما أشار إلى أنه "لا يزال هناك تباعد في وجهات النظر، على مستوى نمط الحكم ونمط السلام، فالحوثي يريد فرض نظام وطبيعة معينة، والشرعية لا تزال متمسكة بالجمهورية، وبأنها هي الدولة، والانتقالي يريد أن يفرض نفسه كطرف ثالث وممثل للجنوب".

ولفت  إلى أن "الأطراف المحلية، لا تملك القرار بشكل كامل ومطلق، فالسلام مرتبط بأبعاد إقليمية وربما دولية، ومن ثم لا يملك لا الحوثي ولا الشرعية ولا الانتقالي قرار الحرب أو السلام".

كما أوضح أن "كل الأطراف اليمنية ملزمة بإملاءات إقليمية واشتراطات لحلفاء إقليميين، ومن ثم أرضية السلام غير متوفرة حتى الآن، إلا في المنصات الدبلوماسية، والتصاريح الإعلامية التي لا يمكن البناء عليها، لبلورة رؤية للمستقبل".

ويرى  أن "الحوثيين يمكن أن يقبلوا السلام إذا ما وافق شروطهم التي وضعوها مرحلياً"، لافتاً إلى أن "السنوات العشر الماضية أثبتت أن الجماعة تفضل استمرار النزاع البارد على السلام والتوافق".

واستطرد قائلاً: "مليشيا الحوثي تشعر أنها لا تزال مهددة شعبياً باعتبار أنها جاءت بنظام يختلف عن النظام الجمهوري، الذي تشربه الشعب اليمني، وأيضاً ربما أنها أقلية من الناحية الأيديولوجية، ومن ثم لديها الكثير من التحديات، وهذا يجعلها راغبة في استمرار النزاع، لصهر وتجييش المجتمع نحو عدو خارجي، من أجل ألا يفكر هذا المجتمع في تنمية ولا في تدافع سياسي، ولا في تعددية".

وأشار إلى أن "الحوثي استطاع أن يهرب من الاستحقاقات أمام الداخل إلى ملف الحرب في غزة، وهذا يدل على أن الجماعة بحاجة حتى الآن إلى نزاع خارجي، بحاجة إلى شد المجتمع إلى ملفات خارجية؛ بعيدة عن السياسة بعيدة عن التنمية بعيدة عن السلام".

واستطرد المتحدث قائلاً: "أعتقد أن جماعة الحوثي غير مستعدة وغير جاهزة للسلام حتى الآن، فالجماعة ليست في خطر أو تهديد عسكري، أو في مواجهة ثورة شعبية، وإلى جانب ضعف الشرعية، وتفتت القوى المنضوية تحتها، والتباين داخل دول التحالف، كل هذا دفع الجماعة إلى ترسيخ حالة النزاع البارد، أفضل من خيار الحرب الحاسمة، أو السلام الدائم، الذي يشترط وجود تعددية، وشفافية، ويشترط وجود شراكة بدرجة أساسية" ( الخليج اون لاين) 

تقارير

ترتيب العلاقة مع المجلس الرئاسي والحكومة.. ما الذي يريده المجلس الانتقالي؟

على وقع عودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، واللقاءات الدبلوماسية، التي يجريها المبعوثان الأممي والأمريكي مع مسؤولين إقليميين بغرض عودة المشاورات، من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، تأتي تصريحات مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي للحديث عن إعادة هيكلة السلطة الشرعية

تقارير

فرص السلام في اليمن.. تصعيد حوثي وتناقض في الموقف الأمريكي

ناقش المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، مع وكيل الشؤون السياسية في وزارة الخارجية العُمانية، خليفة الحارثي، جهود إنهاء التوتر القائم في البحر الأحمر، لإحراز تقدّم في خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.