تقارير

ترتيب العلاقة مع المجلس الرئاسي والحكومة.. ما الذي يريده المجلس الانتقالي؟

27/04/2024, 08:47:29

على وقع عودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، واللقاءات الدبلوماسية، التي يجريها المبعوثان الأممي والأمريكي مع مسؤولين إقليميين بغرض عودة المشاورات، من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، تأتي تصريحات مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي للحديث عن إعادة هيكلة السلطة الشرعية، أو على الأقل وضع ما أسماه أحد قيادات المجلس محددات سياسية للتعامل مع الوضع الراهن.

- علاقة غير منسجمة

يقول الصحفي صلاح السقلدي: "العلاقة هذه غير منسجمة أساسا منذ بداية الحكومة الأولى، التي أفضى إليها اتفاق الرياض، وكانت هذه العلاقة يشوبها كثير من التوجسات وكثير من عدم الثقة بين الأطراف بحكم المشاريع المختلفة، أو المشروعين المتصادمين في هذه التوليفة".

وأضاف: "ما نراه اليوم هو عملية تصاعد لهذه العلاقات المتأزمة مع قُرب الحديث عن توقيع اتفاق على ما يسمى بخارطة التسوية، التي أبرمتها السعودية مع الحوثيين".

وتابع: "هذا في تقديري إزعاج له ما يبرره، وإن كان المجلس الانتقالي لا يقوى على مواجهة المملكة العربية السعودية، وعلى رفض تلك الخارطة صراحة، إلا أنه يفرغ شحنة غضبه باتجاه المكونات الشرعية والمجلس الرئاسي والحكومة".

وأوضح أن "الحكومة -بالذات أحمد بن مبارك- أتت لتوها بالتوافق ورضا المجلس الانتقالي"، معتقدا بأن "المشكلة والذريعة والمعضلة ليست موجودة في الحكومة، ولا حتى في المجلس الرئاسي".

وأشار إلى أن "مشكلة الانتقالي والحراك الجنوبي والثورة الجنوبية والقوى الجنوبية بشكل عام لم تعد مع القوى الشمالية على الإطلاق".

وأكد أن "المعضل الأساسي هو الذي يواجهه المجلس الانتقالي مع التحالف تماما".

وبيّن أن "التحالف هو الذي يمسك بكل خيوط اللعبة في الداخل، بالإضافة إلى أن هناك قوى دولية وقوى عظمى وقوى فاعلة تلعب دورها داخل المنطقة".

وقال إن اجتماع هيئة الرئاسة قبل يومين جاء بسبب خطاب الانتقالي الحاد والأول من نوعه منذ أتى أحمد بن مبارك إلى الحكومة.

وأضاف أن "هذا الخطاب يعبِّر عن مدى تبرّم الانتقالي، ومدى انزعاجه من أي اتفاق يتم إبرامه بمعزل عنه، وبتجاهله تماما".

وأشار إلى أن "القيادي الانتقالي، عامر الدين، حاول يثير الكثير من المخاوف من المملكة العربية السعودية والتحالف بشكل عام، ويشير بالأصبع إلى البحر الأحمر"، مؤكدا أن "المشكلة ليست في البحر الأحمر".

وحول شكل الدولة وخارطة السلام، أكد السقلدي أن المجلس الانتقالي تم تجاهله كما تم تغييب أعضاء المجلس الرئاسي عن المشاورات التي جرت في "مسقط".

وبتجاهل المجلس الانتقالي، يرى السقلدي أن ذلك "تأجيل للحروب والصراعات التي يتم طيها في هذه المرحلة وتسطيحها، وهذه الضحالة التي نراها اليوم".

ويرى أن "المملكة العربية السعودية تحاول اليوم أن تخرج نفسها من هذا المأزق، وتحاول أن تنسل من هذه الورطة التي هي فيها، على حساب الجدار القصير"، متمنيا على المجلس الانتقالي "أن لا يكون هو الجدار القصير"، حسب توصيفه

وأوضح أن "القضية الجنوبية ليست الوحيد التي تم تجاهلها، بل حتى مطالب الحكومة، التي تتمسك بها، والمرجعيات كلها لم تطرح أمام المفاوضات التي تمت في مسقط ما بين السعودية وما بين الحوثيين".

وقال: "حتى ولو تم تجاهل القضية الجنوبية، نحن نتحدث عن قضية سياسية بحجم الكون، قضية وطنية لا يمكن لا للسعودية بكل ما أوتيت من ثقلها، ولا يمكن لأي قوة عظمى أن تتجاهلها، أو أن ترمي بها خلف الشمس على الإطلاق".
 
- معمعة ومشاريع صغيرة

يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج: "نحن نريد أن يخرج اليمن من هذه المعمعة، ومن هذه المشاريع الصغيرة، التي مزّقت اليمن".

وأضاف: "مشروع السلالة الكهنوتية يريد أن يعود النظام الملكي الإمامي بطريقة جمهورية، ولاية فقيه جديد، والأخوة في الجنوب كل الوزارات السيادية أصبحت من نصيبهم، بغض النظر إن كانوا يمثلون المجلس الانتقالي أو لا، لكن هم قد أصدروا قرارات لكل جنوبي، سواء كان في المجلس الانتقالي الجنوبي، أو كان في الحزب الاشتراكي، أو غيره، اعتبرهم أعضاء أو قيادات في المجلس الانتقالي".

ولفت إلى أن "الانتقالي يحصل على كثير من الأمور، ولا يقوم بما يجب أن يقوم به".

وأوضح أن "تردي الخدمات نتيجة أن كثيرا من المسؤولين في المناطق الجنوبية هم جنوبيون، ومفترض أن يبذلوا جهدهم لتحسين الأوضاع، وقدرات الدولة أصبحت الآن تحت سيطرتهم".

وزاد: "موارد ميناء عدن، موارد نفط حضرموت، موارد نفط شبوة، كل هذه أصبحت تحت سيطرة المجلس الانتقالي بطريقة أو بأخرى"، مشيرا إلى أن "الوضع وضع كارثي بامتياز؛ نتيجة ضعف الحكومة وتشتتها"، لافتا إلى أن "المشكلة هي تفصيل الدولة على أساس مناطقي".

وأكد أن "هناك أخطاء في الحكومة، وهناك ضرر كبير جدا، توقفت موارد الدولة نتيجة أن الحوثي منع تصدير كميات النفط القليلة والبسيطة، التي تقدّر بخمسين ألف برميل في اليوم".

وبيّن أن "نفط مأرب يمد عدن بكهرباء وغيرها، لكن إخواننا في المحافظات الجنوبية، وخاصة المجلس الانتقالي، لا يقيّمون الوضع تقييما حقيقيا".

وقال: "نريد لهذا البلد أن يتوحّد حول مواطنة متساوية، حول حكم اتحادي، حول حكم رشيد، يعطي فرصة للجميع من شرق اليمن إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها للمشاركة في توزيع الثروة والسلطة التي هي ثروات مكتنزة".

وأضح أن "اليمن تمتلك ثروات ضخمة جدا من الثروات الغازية والنفطية في شرق اليمن، وفي أرخبيل سقطرى الذي يُراد له أن يُسلخ من اليمن".

وحذّر من أن الانشغال بالحروب سيؤدي إلى أن تُسلخ اليمن كما سُلخت بعض أجزائه باتجاه الربع الخالي، وجيزان  ونجران، وعسير؛ نتيجة الحرب بين الإمام يحيى والمملكة العربية السعودية.

وقال: "نريد أن يتوحّد البلد، وأن يستخدم قدراته وإمكانياته، وأن يتوحّد مجلس القيادة الرئاسي، الذي شُكّل لتوحيد اليمنيين نحو معركة لإزالة هذا الكهنوت الحوثي الذي أتى من ظلامية ولاية الفقيه".

وأضاف العوج أن المجلس الانتقالي يستخدم موضوع الخدمات والانهيار لمصلحة مشروعه السياسي، ويجيّش الشارع بحُجة أن الشماليين مسيطرين، مؤكدا أن الشماليين لم يعودوا مسيطرين على شيء، وأن المسيطر الآن هم الجنوبيون.

تقارير

كيف يمكن إنقاذ قطاع الكهرباء من حالتي الفساد والفشل؟

يعاني قطاع الكهرباء في اليمن من أزمة عميقة تلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة، فمع انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم في بعض المناطق، ومتكرر في مناطق أخرى، يصبح الحصول على الطاقة، وتوفير الكهرباء المستقرة، هاجسا يشغل بال جميع اليمنيين.

تقارير

كيف تمكنت شركة فيليب موريس إنترناشونال من تأمين حصتها في أحد أسواق السجائر المتنامية القليلة في العالم

هذه القصة جزء من سلسلة تحقيقات "التدخين من أجل الدولة" ، وهي سلسلة تتناول شركات التبغ التي تحت سيطرة الحكومة، والقصة مدعومة جزئيًا بمنحة من مركز بوليتزر. و تم إعداد هذا الجزء بالتعاون مع مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.

تقارير

آخر ملجأ للفلسطينيين.. تداعيات إنسانية وكارثية على الأبواب

اجتياح معبر رفح جريمة حرب جديدة على مرأى ومسمع من العالم، حيث أعلنت هيئة المعابر الفلسطينية توقف حركة المسافرين، ودخول المساعدات بالكامل إلى قطاع غزة، بعدما اقتحمت الدبابات الإسرائيلية معبر رفح، وأغلتقه أمام المساعدات الإنسانية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.