وسط تحذيرات من كارثة.. تدهور الأمن الغذائي للنازحين في اليمن

حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من تدهور حاد في الأوضاع الغذائية للنازحين داخليًا في اليمن، مع تفاقم معاناة النازحين في المخيمات مقارنةً بالمجتمعات المستضيفة، نتيجة تقلص توفر الغذاء وصعوبة الوصول إليه في ظل تراجع المساعدات الإنسانية.

وأوضحت نتائج التقييم الدوري عالي التواتر للأمن الغذائي، الصادر عن المنظمة الأممية، أن 53% من الأسر النازحة تعاني من استهلاك غذائي غير كافٍ، بزيادة قدرها 6% عن أبريل الماضي.

وسُجلت أعلى مستويات الحرمان الغذائي بين نازحي المخيمات في لحج (77%)، تليها تعز (69% بين نازحي المخيمات)، ثم نازحو المجتمعات المستضيفة في عدن (66%).

وبيّن التقييم تصاعد معدلات ضعف التنوع الغذائي، حيث ارتفعت نسبة الأسر التي تستهلك عددًا أقل من مجموعات الغذاء من 18.6% في مارس إلى 35.7% في مايو، فيما بلغت النسبة 42.3% بين نازحي المخيمات.

كما ارتفعت معدلات الجوع المعتدل إلى الحاد لتصل إلى 28% بشكل عام، وتجاوزت 36% بين نازحي المخيمات.

ووفق التقييم، في ظل شح الموارد، زادت نسبة الأسر التي اضطرت للجوء إلى إستراتيجيات تأقلم غذائية قاسية إلى 28%، أبرزها تناول أطعمة أقل تفضيلًا، فيما أظهرت البيانات أن 70 إلى 80% من الأسر اعتمدت إستراتيجيات تأقلم معيشية شديدة، ما يعكس استنفاد الخيارات في ظل تقلص شبكات الأمان الاجتماعي.

وأشار التقييم إلى أن الأسر التي تعتمد على الدخل الزراعي والموارد الطبيعية سجّلت مستويات أعلى من انعدام الأمن الغذائي، خاصة خلال موسم العجز الغذائي الذي يتسم بانخفاض المخزون الغذائي وندرة فرص العمل الزراعي، ما يفاقم الاعتماد على الأسواق في ظل ارتفاع الأسعار.

كما كشف التقييم أن 56% من النازحين تعرضوا لصدمات اقتصادية في مايو، بينما أبلغ 60% منهم عن تراجع في مستويات الدّخل، ما يعكس استمرار تأثير الأزمة الاقتصادية على قدرة الأسر الشرائية.

ولفت تقييم منظمة "الفاو" إلى أن التغطية الإنسانية شهدت انخفاضًا مقلقًا، إذ لم يتلقَّ سوى 24% من النازحين مساعدات غذائية خلال مايو، بانخفاض 5% عن أبريل، الأمر الذي يستدعي تحركًا عاجلًا لتوسيع نطاق المساعدات لتفادي انتشار الجوع وخطر حدوث كارثة إنسانية واسعة النطاق.