أخبار سياسية
بسبب انقطاع الكهرباء.. النساء في عدن يواجهن مخاطر عديدة
حذّرت مجموعة العمل الفرعية للعنف، القائم على النوع الاجتماعي في اليمن، من أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء في عدن تهدد سلامة النساء، وتحد من وصولهن إلى خدمات الحماية الأساسية، وتضعهن في مواجهة مخاطر متزايدة.
وأشارت المجموعة، في تقرير صادر عنها، إلى أن انهيار شبكة الكهرباء في عدن ليس مجرد خلل تقني عابر، بل نتيجة تراكم سنوات من الإهمال والانقسام السياسي والنزاعات المتكررة، التي دمرت البنية التحتية وأضعفت قدرة المرافق الحيوية على تقديم الخدمات الأساسية، في ظل حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية يوميًا.
وأوضح التقرير أن انعدام الطاقة يشكل تهديدًا يوميًا لحياة النساء والفتيات، خصوصًا في المناطق المهمشة ومواقع النزوح.
وأفاد التقرير أن المراكز الآمنة، التي تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي للنساء، أصبحت غير قادرة على العمل بكفاءة بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء، مؤكدًا أن عددًا من هذه المراكز يعتمد على الطاقة الشمسية، ولكن معظم هذه الأنظمة غير كافية أو معطلة أو لا تغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات.
وأوضح التقرير أن النساء يتأثرن بشكل أكبر بموجات الحر، نظرًا لطبيعتهن البيولوجية، حيث تؤدي التغيرات الهرمونية وارتفاع نسبة الدهون في الجسم إلى صعوبة تنظيم حرارة الجسم، كما أن الحرارة المفرطة تؤثر سلبًا على الصحة الإنجابية، وتزيد من احتمالات الإجهاض ومضاعفات الحمل، بالإضافة إلى الإجهاد النفسي والبدني.
وأشار التقرير إلى أنه، في المقابل، تعاني العاملات في مراكز الحماية من ظروف صعبة لا تقل قسوة، إذ يعملن في بيئة تفتقر إلى التهوية والمياه ووسائل الراحة.
وسلط التقرير الضوء على معاناة المجتمعات المهمشة؛ مثل مجتمع المهمشين، الذين يعيشون في مساكن عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بلا كهرباء ولا مياه ولا وسائل تبريد، مؤكدًا أن النساء يتعرضن بشكل خاص لمخاطر أمنية وصحية مضاعفة في ظل غياب الحماية وضعف الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، منها تعزيز قدرة المراكز الآمنة على الصمود أمام الأزمات المناخية من خلال تزويدها بأنظمة طاقة شمسية فعالة، وتوفير المياه النظيفة ووسائل التبريد.
واعتبر التقرير أن ما تشهده عدن اليوم لا يمثل أزمة خدمات فقط، بل هو انهيار شامل تمسّ تداعياته كرامة وأمن النساء والفتيات، وتدفع بهن نحو العُزلة والخطر.