أخبار سياسية
غروندبرغ: الاضطرابات الإقليمية تقوض جهود السلام في اليمن والحل الدبلوماسي ما زال ممكنا
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن الحرب في غزة والتوترات الإقليمية، بما في ذلك التصعيد في البحر الأحمر، تقوّض آفاق السلام في اليمن وتزيد من تعقيد الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.
وأضاف غروندبرغ في مقابلة مع مركز "سوث24" أن "هناك خطرًا حقيقيًا من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع"، لكنه أكد أن "الحل الدبلوماسي ما زال ممكنًا"، مشيرًا إلى نجاح جهود الوساطة العُمانية في تهدئة المواجهات بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثي.
وأوضح المبعوث الأممي أن الأطراف اليمنية تتفق على أولويات أساسية مثل وقف شامل لإطلاق النار، وتخفيف الأعباء الاقتصادية، وبدء عملية سياسية جامعة، لكنه لفت إلى استمرار خلافات عميقة بشأن هيكل الدولة والمرحلة الانتقالية.
واعتبر أن "خارطة الطريق" التي يطرحها مكتبه تمثل "مسارًا ضروريًا" نحو تسوية سياسية، لكنها تتطلب إرادة سياسية وتنازلات متبادلة.
وأشار غروندبرغ إلى أن انعدام الثقة بين الأطراف ما زال عائقًا أمام عقد جولة جديدة من المشاورات، مؤكدًا أن نجاح أي حوار سياسي يتطلب "خفض التوترات، وضبط الخطاب، والالتزام بالتعهدات السابقة".
وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية، قال المبعوث الأممي إنه يدرك "أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير"، لكنه شدد على أن هذه المطالب ينبغي أن تُناقش ضمن العملية السياسية الشاملة التي يقرر مخرجاتها اليمنيون أنفسهم.
كما جدّد غروندبرغ التزامه بإشراك منظمات المجتمع المدني، ولا سيما النساء والشباب، في أي مفاوضات مقبلة، مؤكدًا أن "أي عملية سياسية تستبعد نصف السكان ليست فقط غير عادلة، بل ببساطة لن تنجح".
وختم المبعوث الأممي بالقول إن اليمن لم يعد يحتمل مزيدًا من الجمود السياسي أو التشرذم، داعيًا الأطراف إلى "تقديم المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، وتهيئة المجال لحوار شامل يمهّد لسلام دائم".