مقالات

سنوات الأكاذيب

24/02/2025, 10:00:00

هذه الأيام على اليمنيين أصعب أيام العشر السنوات الماضية، أسوأ من عام الرمادة، حيث تغوَّل اللصوص والفاسدون، وانتشر الغلاء، وانقطعت المرتبات، وظهر الفساد في البر والبحر والجو. وازداد الظلم والجبروت والطغيان والجبايات، وقلَّ حياء الظالم، وتبجح وتمطى وتوحش وبطش وتجبر وعتا، وانتُزِعَت من قلبه معاني الرحمة والعدل، وتأله وتفرعن…

طبعًا، ما فيش قلق أبدًا!

فلدينا مخزون عظيم من الأكاذيب…

ولدينا كوادر مؤهلة في مجال أحدث ابتكارات الأكاذيب، وابتكارها، وإعادة هيكلتها من أجل الوفاء بنص الراتب المغيّب والغائب، ونشرها والترويج لها…

أكاذيب استراتيجية وتكتيكية…

لدينا مخزون يعجب الجميع…

وأكاذيب تكفي الوطن العربي والعالم…

أليسوا هم الذين اتفق العالم كله على أنهم يكذبون كما يتنفسون؟

لدى اليمنيين فائض يكفي العالم من الأكاذيب، لدى جميع أطراف الحرب: المعتدية والرخوة، الفاسدة واللصوصية، أمراء الحرب والفساد والكانتونات، في عصر الدويلات الهزيلة المرتهنة للقوى الخارجية، التي أفرقت الجميع بالعمالة والموت والفساد والتبعية العمياء.

شرعية رخوة تكاد تلفظ أنفاسها من شدة الإعياء والفساد…

مجلس انتقالي مزيف سرق ويسرق أحلام الجنوبيين، ويساهم في ضعضعة الواقع المرّ والغلاء الفاحش، جنبًا إلى جنب مع الشرعية المهاجرة في الفنادق وعواصم الخليج الخبيث.

سقوط أخلاقي وسياسي وقِيَمي عند جميع الأطراف…

بدأت الحرب بكذبة كبيرة اسمها “تحالف دعم الشرعية”، فاتضح أنها حرب لتركيع اليمنيين، وتمزيق اليمن، وإفقار الشعب الأبي المارد الشرس…

تحويل اليمنيين إلى متسولين ووقود لحروب لا نهاية لها، والجميع يمارس غواية الأكاذيب وسياسة التضليل.

عمليات تجويع بشعة تلحق بالشعب اليمني فوق كل أرض وتحت كل سماء، منذ عشر سنوات.

القطط السمان كثيرة…

تعيش على الأكاذيب من صعدة إلى المهرة.

عملة تنهار بسرعة البرق كل يوم تحت مبررات كثيرة، أكبرها فساد وضعف الشرعية، و”خابور” الانتقالي.

وثبات العملة بـ”الصميل الأخضر”، وغلاء خفي يأكل الأخضر واليابس، واستقرار وهمي.

وأكاذيب “فاتورة المرتبات”، التي ليست في حقيقتها سوى ذلك النصّ قبل رمضان ونصّ العيد…

رمضان على الأبواب…

المولات، على كثرتها، لا يدخلها إلا القطط السمان!

الجو رمضاني تمامًا منذ ١٤ شعبان، شوارع فارغة، كساد تجاري كبير، والجميع يتوجَّعون للداخل.

لا أحد يريد “السلل” والتسوّل، لكن “السلل” طوال سنوات لم تنقطع عن أبناء صعدة أينما كانوا…

وها نحن نقرأ اليوم مناشدة للأمم المتحدة بعدم إيقاف السلل الغذائية على أبناء صعدة، بلا حياء أو خجل!

اليمنيون جميعًا يعرفون عدوهم، لكنهم يعرفون الجوع أكثر من أعدائهم…

هل تعايش اليمنيون مع الجوع والإذلال والفقر والمرض؟

لقد تحول كل شيء إلى سلعة: الإنسان، والدواء، والصحة، والمرض، والتعليم، وكل تفاصيل الحياة، صغيرها وكبيرها، حقيرها وعظيمها…

حتى الشمس والهواء والرغيف!

أصبح اليمني يدفع مبالغ طائلة مقابل دواء مزيف وخطير، والطفل اليمني يتحول إلى لغم مع كل حصة، وكل كتاب، ومع بزوغ شمس كل يوم…

“حاكم بليدٌ… للأذى فَطِن!”

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

مقالات

فؤاد الحِميري: فبراير الذي لا يموت

عندما تتأمل قصائد وكتابات وأشعار فقيد الوطن وأديب فبراير، الأستاذ الثائر فؤاد الحِميري، تجد أنها جميعًا تصب في ينابيع مبادئ الحرية والكرامة ومقاومة الظلم. هذه المبادئ هي ذاتها الأهداف السامية لثورة 11 فبراير، ثورة الشباب السلمية اليمنية، التي كان الحِميري أحد أبرز شبابها وشاعرها الملهم.

مقالات

للورقة الباذخ بالشجاعة في جبال السلفية

أعتقدُ جازمًا أن طبيب الأسنان قد فخخ ضرسي تمامًا ببقايا تلك الهدايا التي أرسلها القذافي كعطيةٍ نفطيةٍ كريمة، ليجود بالحياة على من تبقّى بيدٍ واحدة أو بقايا أقدام، وهو يحتفل بأن النبض لا يزال فيه.

مقالات

قبائل برط الجوف: سوسيولوجيا التوظيف الإمامي للقبيلة

ليست هذه الورقة بحثًا مكتملًا، بقدر ما هي دعوة مفتوحة للباحثين والمختصين لتسليط الضوء على ظاهرة تاريخية مقلقة، تعود جذورها إلى أكثر من ألف عام، ولا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. إنها ظاهرة توظيف قبائل معيّنة، وعلى رأسها قبائل "ذو محمد" في منطقة برط بمحافظة الجوف، كمخزون بشري عسكري في خدمة حروب الأئمة الزيدية في اليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.