مقالات

الإمارات كدولة منبوذة

02/02/2024, 16:56:06

إلى ما قبل سنوات، كانت الإمارات رمزا للسلام والوئام، ومصدرا للرفاهية والرخاء الذي لا مثيل له في المنطقة.

عندما كنت تفتح وسائل إعلامها وصحفها تصاب بالدهشة لإثارتها قضايا ومشاكل هامشية جدا في الحياة اليومية.

مجرد مشكلات مجهرية، تحاول الصحافة تكبيرها وتضخيمها كي تجد لها سوقا في التناولات اليومية.

الأهم وسط ذلك كانت هناك رسائل شبابية ومجتمعية حارقة، تفيض دمعا وألما حيال ما يجري من اضطرابات ودماء في بعض المناطق العربية والإسلامية.

كانت هذه الصورة الطيبة في الداخل، أما الجانب المظلم من الإمارة هو التحول المفاجئ، خلال سنوات وجيزة، إلى مصدر للشرور، وتعزيز الانقسامات بين الشعوب، ودعم الانقلابات والحروب، واستئجار المرتزقة لتنفيذ الاغتيالات بدوافع سياسية.

في كل بقعة دم وبؤرة اضطراب وحروب فتش عن الإمارات، ستجدها حاضرة بالمال والسلاح والمرتزقة.

قبل أيام، اتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الإمارات صراحة بدعم عدوان متعدد الأطراف.

قال في كلمته أمام مجلس الأمن إنها جلبت مرتزقتها من موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو؛ للمشاركة في القتال ضد السودان.

الجزائر أيضا، ليست بعيدة عن مخلب الشيطان. أدانت، مؤخرا، من خلال بيان صادر عن المجلس الأعلى للأمن، الأعمال العدائية المنسوبة إلى الإمارات، دون أن تسميها.

لكن الصحافة أوضحت وأوجزت، قائلة إن "الوضع أكثر خطورة مما يوحي به هذا البيان"، مؤكدة الحقيقة: "الإمارات تؤجج جبهة عسكرية جديدة معادية للجزائر، على حدودها الجنوبية".

في اليمن، ليس خافيا على الجميع سلسلة التقارير عن المشروع الدموي، الذي أغرقتنا به منذ سنوات. لا تقوم بالدور الوظيفي التقليدي فقط، تجاوزته إلى الإيغال في الدم والقتل والتعذيب والتلذذ بدماء الضحايا.

الحقائق صادمة حتى لاولئك المرتزقة، الذين جندتهم لعمليات الاغتيال في عدن، حيث عبر أحدهم عن أسفه، كما جاء في الفيلم الأخير الذي أنتجته "بي بي سي عربي"، قائلا: "مؤسف أن تكون طبيعة النزاعات الحديثة مُبهمة".
هو لا يعلم لماذا جندته الإمارات للقتل؟ وليس لديه معلومات عن الضحايا. أكثر من 160 شخصا جرى اغتيالهم بطرق حقيرة وبشعة، فضلا عن جرائم التعذيب المتنوعة في السجون السرية.

دلائل كثيرة، تكشفت أيضا عن تجنيدها عناصر القاعدة ضمن مشروعها السياسي في المحافظات الجنوبية.

وحول تنامي خطاب الكراهية في البلد، كانت يدها ممدودة لتعميق الانقسام الجغرافي وتمويل حملات إعلامية ودعائية عبر وسائل الإعلام المختلفة لخلق وتعميق الكراهية بين اليمنيين.

حتى في تحالفها الشرير مع السعودية داخل البلد، لا تخلو العلاقة من لؤم وغدر.
توارت عن أنظار المجتمع الدولي إلى الخلف، وصدرت للعالم الرياض كواجهة وحيدة للانتهاكات وجرائم الحرب، بينما هي ظفرت في مناطق السيطرة والاستحواذ على أهم المواقع الإستراتيجية.

لن تستعيد اليمن عافيتها بسهولة بعد أن بسطت أبوظبي يدها على الموارد النفطية والسواحل والجزر الإستراتيجية. ما فعلته خلال السنوات الأخيرة يفوق قدرات الحكومة المشتتة في الخارج على الرتق.

جففت أهم الينابيع الإيرادية للحكومة الشرعية، وزرعت في طريقها، وفي مناطقها المسماة محررة، ألغاما ومليشيات مسلحة بمنطق "حفظ الله إمارات الخير".

لا أحد يستطيع أن يغمض عينيه حيال هذه الحقائق المرعبة والدمار الذي أصاب المنطقة بفضل سياسة الحاكم الإماراتي، محمد بن زايد.

فتشوا عن مذابح ما يجري في غزة الآن؛ ليست الإمارات بعيدة عن الهندسة والدعم. سيبدو نتنياهو مجرد تلميذ لدى حاكم أبو ظبي.

رغم قلة الحيلة في بلاد العرب، ثمة خجل وعار يكسو الوجوه، زلزال هز الضمير الإنساني العالمي. فقط في البقعة المدنسة بخطوات الشيطان، لا خجل ولا احتجاجات، ثمة مجاهرة ومفاخرة بخطوات التطبيع مع إسرائيل بشروط كاملة، ومن دون خطوط أو حدود.

الحقيقة، تبدو الإمارات كبقعة عار في المنطقة، حتى إن الصورة، التي يظهر بها محمد بن زايد على هيئة شيطان، في رسم كاريكاتوري، لم تكن من فراغ.

هذه الحقائق الصادمة والمريرة لكل المتضررين من سياستها التدميرية يفترض تصديرها إلى كافة المحافل الدولية والإقليمية للتعامل معها كدولة منبوذة على أقل تقدير.

مقالات

حقوق المرأة في الولاية بين قادة السلف وبناتهم

في المطلب الثاني: انتهاكات وإهانة الأمم المتحدة للمرأة، يتناول الدكتور بعض قرارات الأمم المتحدة، ويعتبرها انتهاكًا لأعراض النساء في العالم، وجنايةً على البشرية من فرض الزنا والفاحشة، وانتهاك السيادة الوطنية.

مقالات

القائد.. فاعل خير!

الوضع المعيشي في اليمن يتدهور على نحو مروّع، في حين تعمد بعض قيادات السلطة إلى إنتاج مشاهد مؤذية ومهينة لليمنيين بلا خجل. هؤلاء الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مواجهة الانهيار الاقتصادي المريع في البلاد ووضع حلول للمجاعة، اختاروا استغلال المجاعة ذاتها، تلك التي ساهموا في صناعتها، فصيّروا أنفسهم “فاعلي خير”!

مقالات

قيادة منذورة للفشل

التفاصيل، التي أحيطت بتشكيل مجلس الثمانية بقيادة رشاد العليمي في أبريل 2022، كانت من بدايتها غير قابلة للحلول على الأرض.

مقالات

أطماع خليجية ساذجة وصرخات حوثية مؤجلة!

في زمن تُدار فيه الصراعات كسيرك جيوسياسي، تقف دول الخليج، بقيادة السعودية والإمارات، على خشبة مسرح اليمن، تُلوح بسيوفها اللامعة وهي تُغنّي أناشيد النصر، غافلة عن أن الأرض تحت أقدامها تتحرّك، والحوثيون -بدعم إيراني وتغاضٍ دولي- يُحكمون قبضتهم على الحبال.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.