منوعات

مواقع التواصل الاجتماعي: ساحة اليمنيين لتصفية حساباتهم

10/06/2023, 11:52:52
المصدر : قناة بلقيس - خاص

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، خاصة خلال سنوات الحرب، إلى منصات للتشهير بالخصوم والابتزاز والإساءة والتهديد، ولم يقتصر ذلك على العاملين في مضمار السياسة فقط، بل أصبح بين المواطنين أنفسهم.

بأسماء وهمية وأخرى حقيقية، تحوّلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين بعض اليمنيين، حتى وصلت إلى المتزوِّجين، فقد شهدنا عدّة حالات قام بعض الأزواج فيها بنشر صور خاصة لزوجاتهم بعد الطلاق بدافع الانتقام.

وبعض المتنافسين في مختلف مجالات العمل هم، أيضا، استهدفوا بعضهم بالإساءة بمختلف أشكالها للنيل منهم، سواء بالاستعانة بصفحات وهمية، أو عن طريق مشهورين على السوشيال ميديا.

- فضاء مفتوح

ومع تزايد استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي كمنصات لاستهداف البعض، يؤكد الخبير بالأمن الرقمي، فهمي الباحث، أن ذلك يرجع إلى أن تلك المواقع في متناول الجميع، وتوفّر إمكانية التسجيل بأسماء مستعارة وشخصية وهمية، فاستغل البعض تلك الشبكات بشكل سيِّئ، فليس هناك الكثير مما يمكن فرضه وتقنينه، كما أنها فضاء مفتوح للجميع.

إضافة إلى أن حدود ما يُنشر ما من ضابط له سوى معايير تختلف من موقع إلى آخر، ولكنها مصممة بطريقة ما لتنطبق على العالم أجمع، مما ولَّد مشاكل في المجتمعات المحافظة والمتباينة ثقافيا، حسب الباحث في حديثه لـ"بلقييس".

- حافظ على خصوصيتك

ويبدو أن تعاطي بعض الذين تعرضوا للابتزاز بدافع الخوف مع المُبتز، وتحقيق طلباته، ساعد على استمرار وقوع ضحايا جدد.

وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع مثل هذه المواقف وقبل المواجهة، يؤكد المختص بالأمن الرقمي الباحث على أهمية الحرص على ألا تمنح الآخرين فرصة لاستغلالك، وذلك من خلال المحافظة على البيانات والمعلومات الخاصة بك والآخرين، وبخاصة الصور والفيديو، والحرص عند تبادل أي شيء يُعد خاصا.  

وفي حال وقع الشخص ضحية لأي نوع من الابتزاز أو التشهير، يجب –وفق الباحث- عدم الاستسلام، وبدء البحث عن المساعدة، سواء من الأصدقاء أو المختصين، وكذلك التواصل والإبلاغ عن المحتوى الذي يسبب لك الأذى مع المنصات نفسها، التي تم نشر المحتوى فيها.

كما يُذكِر الباحث بالتذكير بمقولة "إيريك شميت"، المدير التنفيذي ورئيس شركة جوجل السابق، حيث قال: "إذا كان لديك شيء تخشى أن يطلع عليه أحد في الإنترنت، فلا تضعه في الإنترنت منذ البداية".

- القانون والجرائم الإلكترونية

في بعض الدول، هناك قوانين صارمة بشأن مرتكبي الجرائم الإلكترونية، ويمكن للجهات الأمنية تتبع المجرمين والوصول إليهم حتى في حال استخدامهم حسابات وهمية، أما في اليمن، فما يزال هناك قصور كبير في هذا المجال.

تؤكد المحامية والحقوقية أمل الصبري أن القانون في اليمن يُجرم الأفعال أو الأقوال التي تعبّر عن الإساءة أو التشهير أو القذف، وتعتبر من جرائم الشكوى أو النشر.

وفي حديثها لـ"بلقيس"، ذكرت أمل أن هناك نوعا من الحماية في القانون اليمني فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية، لكن ذلك غير كافٍ، فهناك قصور في التشريع، ويحتاج إلى تعديل في النصوص القانونية بخصوص ذلك، وبما يتوافق مع متغيرات الوقت الراهن التكنولوجية والرقمية.
وأشارت إلى أن هناك تعاملا بشكل جدي من قِبل الجهات المختصة حين تصلها جرائم إلكترونية، وفي ظل ظروف كهذه يعتبر الأمر جيد وإيجابي، كما ترى المحامية أمل.

وبحسب الناشطة اليمنية، فهناك صعوبات عديدة تعيق السلطات عن التحري وفقا لآليات متطورة وحديثة، فضلا عن استخدام حسابات وهمية في مثل هذه الجرائم.

أما بخصوص الصعوبات، التي تواجه من يتعرض لمثل هذه الجرائم، فأبرزها إطالة الإجراءات القانونية ومتابعتها، بسبب الظروف المحيطة في الأجهزة الأمنية والقضائية، وضعف الإمكانيات، وتظل القضايا معلقة، مما تسبب أضرارا نفسية ومادية للحالة التي تصل إلى المؤسسة العدلية، حسب أمل.

وأضافت: "إذا كان هناك أسماء معروفة هي من قامت بأي جريمة إلكترونية، يتم التعامل معها وفقا للقانون والنصوص السارية حاليا"، مستدركة "لكن يظل القصور بالتعامل مع مثل هكذا حالات بسبب التشريعات.
وتنصح المحامية أمل المواطن إذا تعرض لجريمة إلكترونية، بالتوجه إلى الجهات المختصة، لتقديم الشكاوى والبلاغات، وعدم السكوت، وذلك للإسهام بالحد من هذه الظاهرة.

وخلال السنوات الأخيرة، ومع تكرار ابتزاز بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، قام عدد من الشباب المختصين بالأمن الرقمي، بتتبع مرتكبي هذه الجرائم وتعاونت الجهات الأمنية مع بعض الحالات، وأخرى لم تقم بدورها، وتم اللجوء إلى بعض الوجاهات الاجتماعية لمعالجة بعض تلك القضايا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.