تقارير

لماذا تتجاهل الحكومة حالة الانهيار الاقتصادي ولم تلتفت للغليان الشعبي المطالب بالإصلاحات؟

09/02/2025, 09:31:50

يتواصل الغليان الشعبي في عدد من المحافظات بسبب تدهور العملة الوطنية وتردي الخدمات، فيما تغيب الاستجابة الحكومية.

في ظل ما يحدث، من المفترض أن يستنفر مجلس القيادة الرئاسي ومعه الحكومة لإيجاد حلول عاجلة، إلا أن ذلك لم يحدث، فتتعالى الأصوات والتحذيرات من انزلاق الوضع إلى حالة لا يمكن تداركها.

يرى اقتصاديون أن تراخي الشرعية يجسد عجزها في إيجاد معالجات حقيقية، كونها تنتظر الحلول من الخارج، خاصة وأن قرارها بيد التحالف السعودي الإماراتي الذي يتنصل من مسؤولياته القانونية والأخلاقية.

نتيجة التفكك

يقول الخبير الاقتصادي رشيد الآنسي: “إن المواطن اليمني قد وقع بين مجموعة من الجهات التي كل جهة ترمي بالأخطاء على جهات أخرى، مجلس القيادة يحمل الحكومة المسؤولية، والحكومة تتذرع بمجلس القيادة.”

وأضاف: “هذه الأزمة نتيجة التفكك ما بين سلطات الحكومة الشرعية، وبين مؤسساتها. فإلى الآن لم نجد شخصًا يتحدث ويقول، أنا المسؤول عن هذه المشكلة.”

وتابع: “نتذكر سابقًا عند أول ما تم تعيين بن مبارك، قدم اعتذاره للمواطنين بشأن الكهرباء، ونتفاجأ هذه المرة عندما يقول إنه سوف يتم محاسبة المتسببين. فإذا كان قد اعتذر في المرة الماضية، هذا يعني أنه هو المسؤول، وهو الآن يبحث عن المسؤولين ويتوعد بأنه سوف يحاسب.”

وأردف: “هم يعلمون أن الكهرباء ستنقطع وأن المشتقات النفطية لم تصل، وهناك من يقوم بقطع الطريق حتى لا تصل المشتقات النفطية إلى مدينة عدن. ولا يوجد تحصيل مستحقات الكهرباء، وهناك نافذون يقومون باستهلاك الكهرباء دون أن يدفعوا حق المؤسسة، لذلك هي غير قادرة على دفع تلك المشتقات.”

وزاد: “هناك أمور كثيرة وهذا يعكسه التفكك الحكومي والتفكك في مؤسسات الشرعية المختلفة.”

وقال: “الحكومة تسافر وتحضر مؤتمرات وتشارك في ندوات. تصريح بن مبارك السابق عندما وعد المعلمين كان يريد أن يغطي إعلاميًا على فشل المؤتمر الذي ذهب إليه وكوكبة من رجالاته إلى نيويورك.”

وأضاف: “فشل المؤتمر، وهو أراد أن يغطي هذا الفشل بتصريحه ووعوده للمعلمين، وسرعان ما جاءت أزمة الكهرباء.”

وتابع: “المشكلة عندما نطالب الحكومة، لا تنفذ شيئًا. طلبنا بالخدمات، ولم توفر الخدمات. أين مجلس النواب من هذه القضية بكاملها؟ أليس هو من يمثل الشعب؟ والنواب يمثلون الشعب؟ لماذا لا يعبرون عن ذلك؟ أم أننا أصبحنا ضحية للابتزاز وتبادل الأدوار لكل من يريد أن يبقى في منصبه ويستنزف المقدرات والإيرادات الموجودة؟”

حكومة فاشلة

يقول الصحفي نشوان العثماني: “إن ما يحدث في عدن يبرهن بشكل واضح وجلي أن الحكومة الحالية هي حكومة فاشلة، لم تقم بدورها كما يجب.”

وأضاف: “نحن نعرف أن هذه الحكومة شكلت بطريقة كانت تأخذ بعدًا في المحاصصة، ولم تأخذ مسارها الأهم في وحدة الصف الداخلي الحكومي، ومن ثم الانسجام لقيادة هذا المجال وتوفير الخدمات للمواطنين.”

وتابع: “الأمر لا يقترن بما يحدث حاليًا في عدن فيما يخص ملف الكهرباء فقط، بل مضافًا إليه انهيار العملة المتسارع والمرعب أمام كل اليمنيين، وبالتالي هذه الحكومة بحكم الفاشلة.”

وأردف: “هذه الحكومة يجب أن تُغيَّر، بدءًا برحيل رئيسها وبكل الوزراء في كل الحقائب المشكّلة. وعلى المجلس الرئاسي أن يشاطر هذه الحكومة.”

تقارير

الحوثيون يوسعون الانقسام النقدي.. وخبراء يحذرون من "مسار اللاعودة"

في خطوة تصعيدية جديدة تهدد بتفكيك ما تبقى من النظام المالي الموحد في اليمن، أعلنت مليشيا الحوثي، عبر "البنك المركزي" في صنعاء، عن إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة 200 ريال وطرحها للتداول اعتبارًا من الأربعاء، وذلك بعد أيام من سك عملة معدنية من فئة 50 ريالًا.

تقارير

مدرستان في وطن واحد.. الانقسام التعليمي يُعمّق جراح اليمن

في اليمن، لم تعد الحرب تكتفي بتقسيم الجغرافيا والسياسة؛ بل امتدت إلى تقسيم التقويم المدرسي، والمناهج الدراسية، وحتى نُظم الامتحانات، إذ أعلنت وزارتا التربية في صنعاء وعدن -الخاضعتان لسلطة الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا- عن بدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في تاريخين مختلفين، وفق تقويمين، ومناهج، ونُظم تربوية متباعدة، ما يُعمّق الانقسام الوطني ويهدد مصير جيل بأكمله.

تقارير

تواطؤ أممي وتحايل حوثي.. كيف تحولت "نوتيكا" إلى منصة لتهريب النفط وتمويل الحرب؟

كانت السفينة «صافر» العائمة قرب سواحل اليمن في البحر الأحمر تُعد قنبلة موقوتة، لكن بفضل الأمم المتحدة، تحولت إلى قنبلتين، وفوق ذلك أصبحت أداة جديدة لتعزيز اقتصاد ميليشيا الحوثي الحربي، ووسيلة لتربّح الموظفين الأمميين، ومحطة لعبور النفط الإيراني والروسي المهرّب.

تقارير

كيف استلهم الحوثيون مساوئ الطائفية في إيران وبعض الدول العربية؟

بعد استكمال سيطرتها على المساجد في المدن الرئيسية وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم فيها، بدأت مليشيا الحوثيين حملة ممنهجة للسيطرة على المساجد وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن في المدن الثانوية والأرياف النائية، ويتخلل ذلك حملات قمع وترويع واعتقالات، مثل قتل أحد أبرز معلمي القرآن في محافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، والسيطرة على عدد من المساجد في بعض أرياف محافظة إب بعد طرد أئمتها أو اعتقالهم، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في المحافظة ذاتها، وامتداد هذه الحملة إلى محافظة البيضاء، وقد تتسع في الأيام المقبلة لتشمل مناطق أخرى تسيطر عليها المليشيا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.