تقارير

عدن تحت قبضة الانتقالي.. سجون سرية وتجاوزات أمنية

14/10/2024, 12:58:41

عدن تحت قبضة المجلس الانتقالي، تعيش تجاوزات أمنية وسجون سرية، حيث كشفت مذكرة رسمية صادرة عن وكيل نيابة الأمن والبحث بالعاصمة المؤقتة عن تجاوزات وخروقات قانونية تتعلق بإنشاء سجون خاصة واحتجاز مواطنين بشكل غير قانوني. 

تأتي هذه الممارسات في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى ترسيخ سلطة موازية في عدن، حيث يسعى المجلس الانتقالي إلى بسط نفوذه على القضاء والأجهزة الأمنية، متجاهلا توجيهات النيابة وتعطيل مسار العدالة. 

هذه الوثيقة تثير قلقا متزايدا في أوساط اليمنيين الباحثين عن شكل الدولة والمدافعين عن حقوق الإنسان كما تكشف عمق الأزمة التي تعصف بالعاصمة المؤقتة ومؤسساتها التي تتقاسمها شرعية شكلية وأخرى أكثر نفوذا، وهي سلطة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، مما يضع مستقبل البلاد وحقوق الإنسان في خطر حقيقي. 

عدن خارج المسار القانوني لليمن 

يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي، إن ما كشفته نيابة الأمن والبحث من تجاوزات وانتهاكات، ليس غريبا ولا صادما لأن تاريخ السجون غير القانونية، والانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل ما يمكن أن نسميها فوضى الميليشيات والمعسكرات التي نشأت في عدن ابتداء من عام 2016م، تحت مسميات متعددة بدعم مباشر من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وإن كانت أعلنت انسحابها. 

وأضاف: كانت المنظمات في ذلك الوقت ومنها سام تحدثت عن كثير من الانتهاكات برغم محاولة التكذيب و الانكار ومحاولة التجيير لكن في الحقيقة ظهرت الأمور على حقيقتها اليوم. 

وتابع: الجديد في هذه الوثيقة أنها جاءت تؤكد كل مخاوف المنظمات الحقوقية وجاءت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك غياب الدولة بمعناها الدستوري وبمعناها القانوني واصبحت اليوم للأسف الشديد عدن تدار من قبل معسكرات تمارس سلطة الدولة بدون اي سند دستوري او سند قانوني كضباط او ضابطين يعني ضباط قضائيين الى غير ذلك. 

وأردف: أصبحت عدن للأسف الشديد تدار خارج المسار القانوني للجمهورية اليمنية ودساتيرها وأصبح هنالك اعتقالات للصحفيين، وهناك تعذيب واختطافات، وهنالك حتى منع من ممارسة الأعمال الصحفية.

وزاد: هذه الوثيقة ربما جاءت فقط لتضع النقاط على الحروف لما تعانيه العاصمة المؤقتة عدن. 

ضوء أخضر 

تقول رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، المحامية هدى الصراري، نحن كنا قد حذرنا من هذه الممارسات منذ بداية ظهورها، قبل أن تقوم النيابة العامة برفضها ومخاطبتها للسلطة القضائية بالتجاوزات التي تحدث من قبل الدائرة الأمنية أو الأحزمة الأمنية أو أجهزة مكافحة الإرهاب من قبل المجلس الانتقالي والقوات التابعة له. 

وأضافت: هذا الأمر أثبت ما كنا نقوم بتوثيقه ورصده من انتهاكات وتجاوزات للقانون والتشريعات اليمنية والقانون أيضا الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. 

وتابعت: هناك العديد من الضحايا من المواطنين الذين ينتمون إلى المناطق الجنوبية أو حتى المناطق الشمالية الذين تم اعتقالهم وإخفائهم وتعذيبهم بصور غير قانونية، من قبل هذه الدائرة بالذات وأيضا أجهزة مكافحة الإرهاب، والأحزمة الأمنية. 

وأردفت:  هناك العديد من النقاط التي تنتشر في الطرق ما بين الشمال والجنوب وهذه النقاط تمارس بها هذه الانتهاكات. 

وزادت: كشف النيابة العامة هذه المذكرة وتداولها ما هو إلا إعطاء ضوء أخضر للرأي العام وللمجتمع المدني وأيضا المهتمين بالملف الحقوقي في اليمن وبالذات ما يحدث من انتهاكات في المناطق المسيطرة عليها من قبل الحكومة والمجلس الانتقالي، بأن السلطة القضائية وصلت إلى حد لم تستطع إلا أن تقوم بنشر هذه الوقائع لما يحدث من تدخل سافر في عملها من قبل هذه القوات غير القانونية وغير الرسمية. 

وقالت: هذه القوات تتخذ مقرات وسجون غير رسمية كمقرات يتم اعتقال واخفاء بحق مواطنين من كل المناطق في اليمن، وبشكل تعسفي وبلا أي مسوغات قانونية ولا يتم حتى إحالتهم للنيابة أو أجهزة إنفاذ القانون للتحقيق معهم.

تقارير

عائلات عاملي الإغاثة اليمنيين المختطفين لدى مليشيا الحوثي تشعر باليأس بشأن مصيرهم

تحوّل فرح عائلة أحمد اليمني باحتفالهم بزفاف ابنته إلى رعب في اليوم التالي، عندما داهمت قوات مقنّعة منزلهم في صنعاء، العاصمة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، واعتقلته.

تقارير

عودة مساعي السلام في اليمن.. نوايا جادة أم إعادة تدوير الأزمة؟

هل بالإمكان تحقيق السلام في اليمن عبر الحوار والحلول السياسية بعد نحو عشر سنوات من جولات الحوار الفاشلة وجهود السلام التي كانت نتيجتها الوحيدة إطالة أمد الحرب وتعقيد فرص السلام وتعطيل الحسم العسكري؟ لعل من الأمور المحيرة في الأزمة اليمنية ذلك النفس الطويل الذي يتمتع به دعاة السلام في اليمن، فدول عظمى، وأخرى إقليمية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، تدعو إلى تحقيق السلام في البلاد، وترسل المبعوثين وتعقد اللقاءات لأجل هذا الغرض، رغم أنها جميعا تعلم أن الأزمة اليمنية لم تعد قابلة للحل السياسي، وأنه كلما طال أمد الحرب ازدادت الأوضاع تعقيدا، وازدادت معها العقبات أمام مساعي تحقيق السلام. في 19 نوفمبر الجاري، اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارته إلى العاصمة العمانية مسقط، التي أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ خليفة علي عيسى الحارثي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، بالإضافة إلى عقد لقاء آخر مع محمد عبد السلام، مسؤول فريق التفاوض التابع للحوثيين، في إطار الجهود الهادفة إلى دفع عملية السلام واستعراض آخر مستجدات الملف اليمني. بدوره، جدد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكونر، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، في 20 نوفمبر الجاري، تأكيد التزام بلاده بدعم جهود السلام في اليمن. - السياق الإقليمي ووهم السلام بدأت مساعي السلام في اليمن منذ ما قبل اندلاع الحرب بسنوات، وتحديدا في صيف 2011، عندما وصل أول مبعوث أممي إلى اليمن، جمال بن عمر، لكن تلك المساعي لم تحقق نتيجة تذكر، وفشلت في احتواء التوترات ومنع اندلاع الحرب، وبعد اندلاعها لم تفلح مختلف المساعي في إجبار الحوثيين على القبول بعملية السلام. وبعد كل سنوات الحرب تلك وما تخللها من مساعٍ لتحقيق السلام باءت جميعها بالفشل، وتعقد الأوضاع محليا وإقليميا، فإنه ما زال هناك من يراهن على تحقيق السلام في اليمن عبر الحوار والحلول السياسية، رغم أن السياق الإقليمي بعد الحرب على قطاع غزة لا يشجع على التسوية السياسية السلمية في اليمن وإنما زادها تعقيدات إضافية إلى تعقيداتها السابقة. فإذا كانت مليشيا الحوثيين ترفض القبول بالسلام في سنوات سابقة، فكيف ستقبل به بعدما أصبحت ترى أن الأمور آلت لمصلحتها، وتعتقد أنها باتت فاعلا إقليميا بعد انخراطها ضمن المحور الإيراني خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووظفت هجماتها الرمزية على الكيان الإسرائيلي لتعزيز وضعها في الداخل اليمني. وبالتزامن مع مساعي السلام في اليمن، ظل السلاح الإيراني يتدفق للحوثيين بلا انقطاع، حتى أصبحت مناطق سيطرتهم بمنزلة قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة، تستخدم لتهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر، فضلا عن تهديد بعض دول الجوار، مع توظيف القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. وفي الوقت الذي يتشكل فيه مزاج إقليمي ودولي ضد إيران ومليشياتها في المنطقة، لكن ما يبدو حتى الآن أن هذا المزاج لا ينعكس بالضرورة على الملف اليمني، وأصبح الحديث عن السلام في اليمن والجهود التي تُبذل في هذا الجانب وكأنها صفقات ضمنية تُمنح للحوثيين بحجة "الحفاظ على التهدئة" أو "ضمان عدم توسع الحرب"، وتحول الملف اليمني من قضية حرب وسلام إلى مساحة للمساومات، وأحيانا إلى ورقة بيد لاعبين إقليميين يفضلون بقاء الوضع معلقا على أن يصل إلى مواجهة مكلفة. وليست مبالغة القول إن جهود السلام في اليمن، الإقليمية والدولية، منحت مليشيا الحوثيين مساحة واسعة للمناورة، فبدلا من أن تُعامل على حقيقتها كمليشيا انقلابية مصنفة إرهابية ومرتبطة بسياسة إيران التخريبية في المنطقة، يعاد تدويرها كطرف سياسي على أمل التفاهم معه، رغم أنها ترفض أي عملية سلام حقيقية تقوم على التنازل المتبادل أو المشاركة الفعلية في الدولة. وفي الواقع، فإن مساعي السلام التي استهلكت الوقت وأجلت الحسم العسكري، كان واضحا أنها رسخت هيمنة الحوثيين على الأرض، ومنحتهم فرصا إضافية لتعزيز قوتهم العسكرية. وكلما طال هذا التراخي، يصبح الحديث عن "حل سياسي" مجرد ترف لغوي لا مكان له في معادلة الصراع. وتكمن المشكلة الرئيسية لدعاة السلام في اليمن في غياب الإرادة والجرأة على التعامل مع الطرف الذي يعطل السلام، ولذلك تبدو تلك الجهود وكأنها تطبيع مع الأمر الواقع، والنتيجة أن مساعي السلام ستظل تدور في الحلقة نفسها: جهود لا تثمر أي نتيجة، وواقع محلي وإقليمي يفضل تأجيل مواجهة الحقيقة. وما لم يُكسر هذا النمط، ستبقى مساعي السلام مجرد عنوان تضليلي لحرب معلقة تستمد أسباب استمرارها من التواطؤ مع الحوثيين أكثر مما تستمده من الوقائع على الأرض. - لماذا التسوية السياسية مستحيلة؟ رغم أن الحرب في اليمن استنزفت الجميع، ولم يعد لدى مختلف الأطراف ما يكفي من الحماس للعودة إلى معارك واسعة كتلك التي كانت في بداية الانقلاب الحوثي وعملية "عاصفة الحزم"، إلا أن هذا الإرهاق العسكري لا يخلق بالضرورة بيئة صالحة للتسوية السياسية. فالحرب التي عجزت عن تمكين أي طرف من تحقيق أهدافه كاملة، لن يعوض فشلها باتفاق سياسي هش، يقوم على قاعدة "لا رابح ولا خاسر"، بينما الوقائع على الأرض تقول العكس، فهناك أطراف حققت مكاسب ميدانية كبيرة أو حصلت عليها عبر التنازلات، وأطراف بلا مكاسب ميدانية تُذكر، وأخرى لا تملك أي شيء أصلا، ولذا كيف يمكن إقناع من لديه مكاسب كبيرة بالتنازل ولو نسبيا لمصلحة أطراف أخرى؟ ومع هندسة التحالف السعودي الإماراتي للوضع في اليمن عسكريا وسياسيا، وتفتيت السلطة الشرعية بين أطراف متنافرة، بقيت السلطة الشرعية بمفهومها القانوني الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، يجسد ذلك الانقسامات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذي يبدو عاجزا عن إدارة موقف موحد ضد مليشيا الحوثيين. كما لا يمكن إغفال أن مساعي السلام مكنت الحوثيين من أن يجعلوا كلفة السلام على خصومهم أعلى بكثير من كلفة الحرب، ذلك أنهم أعادوا تعريف أولويات المفاوضات، وحولوا القضية الوطنية إلى ملفات صغرى: فتح طريق هنا، أو صرف رواتب هناك، أو فتح مطار، أو تخفيف حصار ميناء. والعجيب في الأمر أن الأطراف الأخرى ودعاة السلام انساقوا وراء الحوثيين في تجزئة القضية الوطنية، وتغافلوا عن مسألة السلاح والسيطرة وفرض الحوثيين للأمر الواقع. وإذا توفرت إرادة سياسية حقيقية، فإن الحسم العسكري المفضي إلى سلام دائم قد يتحقق خلال أسابيع قليلة بكلفة معروفة ومحدودة نسبيا، بينما السلام القائم على التنازلات المتتابعة سيظل يراوح مكانه لسنوات، ويغذي حالة اللاحرب واللاسلم، قبل أن تنفجر الأوضاع مجددا في معركة قد تكون أشد كلفة من خوض الحسم في اللحظة الراهنة، وهي معركة قادمة لا محالة، وسيبادر الحوثيون إلى إشعالها بعد أن يراكموا مزيدا من القوة العسكرية حتى يروا أنها أصبحت كافية لخوض معركة واسعة. هذا السيناريو الأكثر احتمالا يؤكد أن أكبر عقبة أمام السلام في اليمن تتمثل في بنية مليشيا الحوثيين نفسها، فهي تحمل مشروعا عقائديا مغلقا، طائفيا وسلاليا، يرفض وجود الآخرين أصلا، فضلا عن مشاركتهم في السلطة، ولذلك فهي لا تريد تسوية دائمة، وإنما هدنة مقنعة تسمح لها بتعزيز قواتها، تمهيدا لجولة قادمة من الحرب، ستكون أشد عنفا من سابقاتها، وستجبر الآخرين على الانخراط في المعركة الحاسمة. الخلاصة، قبل أي حديث عن تسوية سياسية في اليمن، يجب الاعتراف أولا بأن "لحظة النضج" التي تجبر مختلف الأطراف على التفكير بالحل السلمي والقبول به لم تولد بعد، وهذه اللحظة لا تأتي إلا عندما تتغير معادلة القوة على الأرض، فيتراجع الطرف القوي ويصعد الطرف الضعيف، وتبدأ مرحلة الألم المتبادل التي تجعل الجميع يدرك أن الحسم مستحيل. لكن في ظل الوضع الراهن في اليمن، لا توجد مؤشرات على أن أي طرف وصل إلى هذا الإدراك، ولا توجد بيئة تدفع نحو حل وسط أو استعداد حقيقي للخروج من دائرة الحرب، فالجيوش والمليشيات متقابلة في خطوط التماس، والفاعلون الأجانب لا يرغبون في الحسم العسكري وليسوا جادين بشأن السلام الذي لا يمكن أن يتحقق تحت فوهات البنادق.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.