تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

27/03/2024, 10:39:06

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

تبعد مدينة مأرب عن صنعاء مسافة 173 كيلو مترا تقريبا، وخلال سنوات الحرب الماضية، تجمّع في هذه المدينة عدد كبير من السكان، ممن شردتهم الحرب، ومن بين من وصلوا إليها "حامد السامعي"، الذي جاء من خارج البلد، يحمل حلا لمشكلة قائمة منذ وقت طويل.

كان على "حامد" أن يبدأ من المنزل، لكنه رأى الكثير من الأطفال يعانون من مشاكل، كما يعاني ابنه "محمد"، الأمر الذي دفعه لاتخاذ قرار في نفسه، وهو ينظر في وجه صغيره، بأن يفتح مركز تأهيل لكي يستفيد ابنه وجميع الأطفال.

ومع شروق شمس أول أيام شهر سبتمبر 2022م، أعلن "حامد" عن ترحيبه بالأطفال الذين يعانون من مشاكل في السير، أو النطق، أو الحركة، وأعلن أيضا عن أمنياته بأن يحضر من لديه الخبرة والرغبة في تدريب وتعليم من تركوا وحيدين في مدينة عامرة بالحياة.

في حديثه لـبرنامج "حيث الإنسان"، يقول مؤسس مركز مأرب التأهيلي، "حامد السامعي": "إن المركز يقدم العلاج الطبيعي لأطفال الشلل الدماغي، ولداء متلازمة الطيف التوحدي، ونطق، وتخاطب وتلعثم".



ويضيف: "المركز يستقبل جميع الحالات دون أي تمييز، ونحن نعتبر الجميع أطفالنا، وحتى الآن المركز لم يتلق أي دعم، ولا يزال متكفلا بالإيجار والرواتب حتى يشاء الله، ويكون هناك داعم".

يتنافس على الأدوات البسيطة، الموجودة في المركز، خمسون طفلا، ويحضرون إليه بشكل يومي، وينتظر كل واحد منهم دوره وفق الجدول الذي أعده المختصون، الذين يعملون بمقابل رمزي، وقد تمكنوا من جعل حياة 90 طفلا أكثر سهولة، ويستمرون في جهودهم.

وأوضح السامعي أن "المركز بحاجة ماسة إلى أجهزة العلاج الطبيعي، وأدوات العلاج الوظيفي، وأدوات مهمة لعلاج الأطفال".

قام برنامج "حيث الإنسان" بتحديد احتياجات المركز، وتولّى فريق البرنامج تجهيز الآلات، التي من شأنها مساعدة الأطفال على شق طريقهم، والمساهمة في المجتمع والعودة إلى فصول المدرسة من جديد.

ووسط ضحكات عشرات الأطفال ممن يرتادون المركز للعلاج، وفرحتهم، افتتح مؤسس المركز "حامد السامعي" المشروع المقدم من مؤسسة "توكل كرمان" عبر برنامج "حيث الإنسان"، معبّرا عن شكره للمؤسسة وفريق البرنامج؛ كونهم الوحيدين من قاموا بدعم المركز بأجهزة مهمة كان يفتقر إليها المركز كثيرا، وستساعد الأطفال بشكل كبير في العلاج.


- إصرار وإرادة

كان حامد يعلم بأن خطوته بإنشاء المركز تعني تأسيس أول مركز متخصص يُقام في مدينة تكتظ بملايين السكان، وهو ما زاده إصرارا وإرادة، إذ يقول: "عندما عدت من مصر، فتحت المركز من أجل الاستمرار في تأهيل ابني، حتى لا تتدهور حالته الصحية، بعد التأهيل الذي تم في مصر، وأيضا كونه لا يوجد في مدينة مأرب مركز أخصائيين العلاج الطبيعي".



وأضاف السامعي: "فتحنا المركز، وجئنا بالأخصائيين والأخصائيات، في العلاج الطبيعي، وبدأنا باستقبال الحالات، والأمور مشت الحمد لله".

- فرحة أم

تمكن الأطفال من الوقوف مجددا، والسير في شوارع كانوا يمرون فيها بمعاونة ذويهم، وتمكن البعض من الالتحاق بالمدرسة.

تقول أم نجيب - وهي واحدة من الأطفال المستفيدين من المركز-: "أقسم بالله أكثر الأوقات كنت أبكي في الليل، من حزني على ابني، أريد ابني أن يدرس، ويتكلم، ويتحدث".

وأضافت: "بعد أن عملنا لابني القوقعة، رفض الدكتور أن ندخله مدرسة لغة الإشارة، حتى الدكتور، الذي عمل له القوقعة، قال لنا ضروري أن تذهبوا به لاستكمال علاجه في سيئون، من أجل تتحسن حالته، حتى إنه دلنا على أطباء في حضرموت، لكن لم يكن لدينا إمكانية للذهاب إلى سيئون للعلاج، وأعيش في حالة من الهموم".

وأشارت إلى أنه عندما وصلتها رسالة من "حامد السامعي"، بافتتاح هذا المركز، فرحت وذهبت إليه، وإلى الآن وطفلها نجيب مستمر بالعلاج فيه.



وتابعت أم نجيب حديثها لـ "حيث الإنسان": "ليس ابني الوحيد، الذي يحتاج إلى علاج، وإنما يوجد ناس في هذا المركز، حالة أبنائهم يقطعوا القلب، ومن الذي لا يكون سعيدا بأن ابنه معافى؟ ابني عمره 12 سنة، وعندما أدخلناه مدرسة، أخرجوه منها بسبب حالته، لكن بعد ما تدرّب هنا في المركز، واتأهّل لمدة 9 أشهر، الحمد لله الآن بدأ باستيعاب الدروس، التي تعطى له، أما من قَبل لم يكن يميّز أو يفهم الدروس".

تأتي الحالات المستفيدة من المركز من مناطق مختلفة في مأرب، إذ ينتشر خبر وجود المركز بين السكان، فيتولى الخبراء تقييم حالة كل طفل، ومدى حاجته للعلاج الطبيعي، بالتزامن مع توصيات الأطباء.

مرت الكثير من القصص للحالات، التي يتم مساندتها، عبر برنامج "حيث الإنسان"، بدعم وتمويل من مؤسسة "توكل كرمان"، لكن أكثر ما يعلق بالذهن أولئك الذين يحوّلون مأساتهم الخاصة إلى حل، ومن يفتتحون في مبنى الحياة نوافذ ظنها الناس جدرانا، من يقدمون الحل على المشكلة، وعندما تحدثهم عن مشكلاتهم يخبرونك عن الضوء الذي تنتهي عنده كل أزمة.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.