تقارير

"حيث الإنسان".. نصيحة عمرها 20 عاما تنقذ مواطنا يمنيا من الفقر

07/04/2024, 20:03:03

في مديرية صالة شرقي مدينة تعز، ما تزال المباني تحمل آثار الحرب، وكأنها دارت ليلة البارحة، وما تزال حكايات الضحايا عالقة في أذهان السكان، لكن قصص النّجاة أيضا مهمّة لرؤية كل الجوانب. 

بينما كان فريق برنامج "حيث الإنسان" في طريقه إلى البحث عن قصة "فكرة"؛ فكرة تركها صديق عربي لواحد من سكان مديرية صالة بمحافظة تعز، والأفكار لا يمكن لها أن تموت، وإن مزّقتها الرصاص؛ تعود إلى الحياة من جديد كما أراد لها الصديقان. 

يقول "حمود محمد مصباح"، وهو من مواليد محافظة إب يعيش في مدينة تعز، منذ سنوات طويلة: "تعز تعني لي مقر حياتي، عيشتي فيها، كسراج أضيء به طريقي فيها؛ لأنه كما يقال إن الشيء إذا زاد اعتمد على القلب، وظهر في الوجه، وهذه هي تعز". 

وأضاف: "عشت في عدة محافظات يمنية، في صنعاء وتعز ومأرب وإب، لكن أطول مدة عشتها كانت في تعز، حيث شغلي وحِرفتي، وكل شيء، الحمد لله، وتزوّجت في 1989م، ولديّ 3 أولاد، وبنتان، وولدي الكبير متزوّج ولديه بنت وولد". 

وتابع: "في 1998م، كنت أتردد على واحد عراقي اسمه إسحاق، كان عنده مشروع البليلة، وفي ذات يوم، شاهدته يبيع، وسألته عن عمله، وجلسنا وتعارفنا، وقال إنه لديه مشروع يريد أن يعمله، فقلت له وأنا معك، وإن شاء الله ينجح". 

أصلح إسحاق عربة خشبية بثلاث عجلات، مع الخشب، وأحضر الحمّص، ونقّعه وشرح لي الفكرة، ورأى إقبال الناس، فقال لي: "يا حمود تعال أنا أحتاجك جنبي، أنت لك خبرة بالحي هنا، والناس يعرفوك، وما شاء الله سُمعتك تمام".

لكن حدثا سيغيّر مجرى الشراكة بين الرجلين، ويفرّق بين إسحاق وحمود، لتبدأ مرحلة جديدة، فعندما حصلت الحرب في العراق، أثارت الحميّة والحب للعراق، فقرر إسحاق الرحيل إلى العراق. 

قال حمود: "قلت له كيف، وهذه العربة؟  

قال لي: هذه العربة والأدوات لك، أنت الآن معلم، خذ هذه الشغلة، وورّثها لأجيالك وأولادك". 

لم يكن واضحا لدى حمود أنه سيجيد تحضير واحدة من الوجبات غير المنتشرة في المدينة، التي ظلت محصورة في عدد محدود من الباعة في المدن الرئيسية، وعليه الآن أن يتمسك بها حتى تكون سندا لأسرته، واستمرارا لفكرة صديق لا يدري ما ينتظره هناك في بلده. 

شرح حمود فكرة صناعة البليلة، وأخذت رأيه في صناعتها في البيت، ووافق على الفكرة، بأن يكون صناعة البليلة في البيت، واستمر الشغل، منذ العام 2000م، إلى أن جاءت الحرب في اليمن، 

حيث قال: "والله يا صاحبي فترة الحرب تغيّر الناس والأوضاع، الناس لم يكونوا متوقّعين أن يحدث كل هذا، كانوا يتوقعون شدة بسيطة وتروح، هبّة ريح، لكن الحرب جاءت وأكلت الأخضر واليابس". 

وأضاف: "بداية الحرب خِفت على نفسي وأسرتي، ونزحنا إلى إب، وعندما مللت من الجلسة في إب، قلت بأعود إلى الحارة في تعز، وعدت في 2018م، إلى الحارة، ولم يكن هناك عمل، ولا شيء، وكان هناك شخص سألني أنت كنت تبيع البليلة من قَبل؟ قلت: أيوه، قال: ما رأيك تعود لبيعها؟ قلت له: من سيشتري مني والحارة فارغة؟ قال لي: الأرزاق على الله.. اعملها". 

وتابع: "فعملت مثلما بدأت أنا والعراقي، على ثلاجة مستخدمة، أما العربة، التي كانت مع العراقي، عدت وهي مدمّرة، لا دواليب ولا خشب، وكانت البليلة تدخِّل لي 1000 إلى 2000، ومصاريف العيال، لذا حبيت الشغلة". 

تتكون البليلة من مادة الحمّص يُضاف إليها الطماطم والثوم ومكوِّنات أخرى، وتعتمد على وضع المقادير بصورة دقيقة كي تخرج بمذاق مميّز، وهو ما يجيده حمود. 

تكفّل برنامج "حيث الإنسان" بإنشاء مشروع خاص بـ"حمود"، وبدأت الخطوة الأولى بإعادة ترميم محله المتهالك، وإظهاره بصورة تليق بمشروع فريد في المنطقة. 

تم اختيار الألوان المناسبة، والخطوط التي يُعاد بها كتابة اسم المحل مجددا، لكن هذا مجرد بداية لما هو أفضل. 

صُممت الفكرة بحيث يُتاح لبائع البليلة أن يعمل في أكثر من مكان، وهذه هي الأداة التي ستمكِّنه من نقل بضاعته إلى نقاط البيع التي يختارها، ويجدها أنسب. 

تم توفير الدراجة النارية، وسُلمت لورشة تتولَّى تجهيز هذا النوع المعروف محليا بالتكتك، تم تجهيزه قبل الاتجاه به نحو بطل قصة "حيث الإنسان"، الذي اعتقد أن المشروع اكتفى بإعادة ترميم المحل، ولم يكن يدري أن المفاجأة التالية في طريقها إليه أيضا.

تقارير

بواسطة الأقمار الصناعية.. صور تكشف بناء الحوثيين أنفاقا تحت الأرض

يظهر التحليل، الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لصور الأقمار الصناعية أن الحوثيين يحفرون وينشئون منشآت عسكرية جديدة وكبيرة تحت الأرض، التي يمكن أن تعزز من حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.

تقارير

هل تهشمت صورة "إسرائيل" في المجتمعات الغربية؟

ما يحدث في الشارع الغربي المتضامن مع غزة يبدو أشبه بمحاكمة شعبية للأنظمة والمؤسسات الغربية، فمن الواضح أن السردية الصهيونية في الغرب، التي صمدت، منذ الحرب العالمية الأولى، بدأت تفقد سطوتها، خصوصا بعد أن ظهر جيل جديد يثير الأسئلة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.