تقارير

حرب الانتقالي في أبين..مكافحة الإرهاب أم لإخضاع المحافظة؟

28/01/2023, 07:43:27
المصدر : خاص

تتصاعد المواقف في محافظة أبين، عقب حادثة مقتل عدد من المواطنين على أيدي قوات تابعة للمجلس الانتقالي، في إطار العملية التي تنفذها هذه القوات بذريعة "مكافحة الإرهاب".

الإئتلاف الجنوبي والمؤتمر الجنوبي أصدرا بيانا أدانا فيه الحادثة، ودعا البيان إلى إيقاف ما يحدث في المحافظة؛ لأن المهمة خرجت عن أهدافها وتحولت إلى استهداف مناطقي يؤثر على السلم الاجتماعي، خصوصا أن تلك القوات لا تتبع الجهات الحكومة، بل تتبع مكونا سياسيا هو المجلس الانتقالي.

قبلها كان وزير الداخلية السابق، أحمد الميسري، قال إن هدف الحملة ليس طرد العناصر الإرهابية بل محاولة لإرهاب وإخضاع المواطنين، مؤكدا أن ما تبقى من العناصر الإرهابية أصبحت تعمل ضمن الإستراتيجية الإماراتية، والسعودية أيضا.

على الطرف الآخر يقول أنصار الانتقالي إن مكافحة الإرهاب أصبحت جزءا من مشروع ما يسمونه استعادة الدولة الجنوبية؛ باعتبار أن المجموعات الإ،هابية جزء من منظومة خصوم المشروع.

- ليست لإخضاع القبائل

يقول الصحفي صلاح السقلدي: "إن العملية، التي يقوم بها الانتقالي، لمكافحة الإرهاب وليست لإخضاع المحافظة"، مشيرا إلى أن "كل الفعاليات والأنشطة الجنوبية -حتى التي كان لها موقف متذمر وساخط- جراء الضحايا الذي سقطوا ربما أكدوا في الوقت ذاته أن هناك مجموعات إرهابية يجب التصدي لها".

وأضاف: "نحن أمام ظاهرة إرهابية، والأسلوب، وربما الطريقة التي يتم التعامل بها أحيانا غير سليمة".

واستدرك الحديث: "لكن الجماعات الإرهابية هذه موجودة، بطشت بأبناء أبين وأساءت لسمعة المحافظة ونضالها المشرِّف".

وأوضح أن "هذه القبائل والمناطق ضحية لهذه الظاهرة (الإرهابية) التي -بدون أدنى شك - بيد قوى سياسية وحزبية منذ مطلع التسعينات وحتى هذه اللحظة".

وأشار إلى أنهم رصدوا ثلاثة بيانات- وبيان لآل فطحان- أكدت على طي المشكلة التي حدثت، وذلك بإطلاق المحتجزين من آل طفحان.. وكثير من الأمور تؤكد أن المشكلة قد انتهت، حسب رؤيته.

 وتابع: إلى "هناك بيان للسلطة المحلية أشادت فيه بالإجراءات التي اتخذها قائد المحور وسند الرهوة والمحافظ.

- أذرع سياسية 

وبيَّن أن الأحزاب والقوى السياسية يجن جنونها عندما تتعرض الجماعات الإرهابية المتطرفة -والتي بالتأكيد هي أذرع سياسية وحزبية- لضربات من هذا النوع (في إشارة لما يجري في قرية البقيرة)".

وفيما يتعلق بكلام الميسري، يقول السقلدي "يبدو أن الميسري ما يزال يأخذ بخاطره من المواقف السابقة، وبالتالي لا يمكن أن نآخذه على التشنجات والخطاب الذي ذهب بعيدا".

وأضاف: "البيان الذي أصدره الإئتلاف الوطني الجنوبي والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب كان متزنا إلى حد كبير، فهو وازن ما بين وجود آفة ووجود مشكلة متمثلة بوجود جماعات إرهابية، وما بين حسن اختيار الأدوات لمكافحتها".

- حرب مناطقية

من جهته، يقول رئيس مركز الجنوب للدراسات، عمر بن غالب اليافعي: "ما يحصل في في عمران بقرية البقيرة في مودية، من قصف على آل فطحان بالسلاح الثقيل، الذي خلف ضحايا قتلى وجرحى بينهم أطفال، ليس إلا حربا مناطقية وتكرارا للتكريس المناطقي، وتركيع قبائل أبين وشبوة وغيرها من القبائل التي لا تخضع لمنطق القرية".

وأضاف: "الاضطهاد المناطقي، الذي تمارسه مليشيات خارجة عن القانون تحت غطاء الحرب على الإرهاب والقبض على مطلوبين، بينما لم يعلن النائب العام عن هؤلاء المطلوبين، ولم يعلن المجلس الرئاسي ممثلا برشاد العليمي عن هذه الحملة...".

وتابع متسائلا: "منذ أن بدأت سهام الشرق، منذ أكثر من عام، أين نتائج التحقيقات مع من تم إلقاء القبض عليهم؟ ولا أسلحة، ولا مدرعات، ولا متفجرات، أين القضاء والإعلام من تغطية هذه الحرب المزعومة على الإرهاب؟".

- عبثية

وأوضح أن "ما يجري في أبين حربا عبثية، طالما وهناك أبرياء قتلوا خارج إطار القانون، دون محاكمات، ودون أن يرفعوا السلاح في وجه الدولة أن هؤلاء أولياء الدم سيسعون للاقتصاص، والأخذ بالثأر لأنهم مجتمع قبلي في الأخير"، معتبرا أن "ما يؤسس له المجلس الانتقالي ليست دولة ذات سيادة بل دولة ذات ثارات قبلية".

وبيَّن أن "الحملة تعتبر تمردا على قرارات الرئيس، حيث أمر بوقفها رشاد العليمي، وأصر عيدروس ضمن أجندة خاصة وهو خارج البلد أن يمررها مستغلا غياب المجلس الرئاسي وغياب رشاد العليمي".

وأشار إلى "أن ما نراه في حملة سهام الشرق مجرد ضرب عشواء فوضي يقتل الأبرياء ويستهدف المهجَّرين 

قسرا في عشش وخيام على قارعة الطريق".

واستطرد: "أمريكا عندما تستهدف الإرهابيين تستهدفهم بطيران مسيَّر، تقتنصهم في أماكنهم، لا أن تدَّعي أنَّ أفراد من قبلية فلان وفلان...".

- شريعة الغاب

وزاد: "هم يؤسسون لمنطق شريعة الغاب، عندما قبضوا على بعض أقارب منهم مطلوبين على حد زعمهم بدون أمر من النائب العام، قبضوا على أقاربهم تحت قاعدة عُرفية قبلية هي الطارف غريم".

وكشف حقيقة أن"تنظيم القاعدة لم يعد تنظيما عقائدا، حيث قسم ولاءه لعدة دول منها الإمارات، التي تخدمه متى تشاء وكيفما تشاء، ومنها الحوثيون وإيران جزء منه"، موضحا أن لعبة القاعدة لم تعد تنطلي على أحد.

وقال إن " أبناء أبين لن يستكوا عن حقهم، وكما عملت الجبهة الوطنية من استبعاد مناطقي في فترة من الفترات ستأتي آثار هذه الحرب العبثية على أبناء قبائل فطحان قريب، وسترون بأنفسكم أن هذا الدم لن يسكت عنه الناس".

فضاء حر
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.