تقارير

جريحة تحلم أن تداوي الآخرين.. "حيث الإنسان" يفتتح مشروعا لنُهى وشقيقتها

06/04/2024, 19:30:35

في مدينة تعز، المدينة التي شهدت الكثير من المواجهات، طيلة السنوات الماضية، كل الأماني أحالتها الحرب إلى رماد، وبعد أن دخلت الهدنة، بدأ من كانوا يحلمون بتذكر أحلامهم، لكن "نُهى" لم تعد تلك التي كانت، ولا أحلامها بقيت كما تركتها قبل سنوات.

في حديثها لبرنامج "حيث الإنسان"، تقول "نُهى": "كنت أتمنّى أن أصبح دكتورة، وتوقفت عن الدراسة بسبب الظروف، إخواني يدرسوا، ونحن البنات ندرس للصف السادس أو السابع ونوقف الدراسة، ونعمل بالزراعة، والأرض". 

وأضافت: "نحن في القرية لم نكن كثيري الاهتمام بالدراسة والتعليم، وكان الوضع بدأ يتحسن، لكن الحرب وقعت". 

خَلقت الحرب بداية مختلفة تخلَّق معها واقع جديد، فقد مسّت الحرب نُهى بصورة مباشرة، وتحاول أن تروي لـبرنامج "حيث الإنسان" ما جرى لها: "خرجت من المطبخ أشوف الأطفال وهم في المدرسة؛ لأنه مع الاشتباكات ظنيت أنهم هربوا إلى الخط، رجعت إلى المطبخ، وكنت ارتٍب بعض الأشياء، وبينما حاولت أن أجلس قليلا والقناص ضرب إلى بين أرجلي، بالرغم أني لم أكن مقابلة لمترسه". 

وتابعت: "طلقة القناص قذفت بي، وكانت أمي وحدها جنبي، وكنت أظن أنها وقعت في أمي، لكني فجأة رأيت رجلي غير موجودة، الإصابة بالأفخاذ الاثنين، دخلت من فخذ الرجل اليسرى وخرجت من اليمنى، وعندما دخلت تفجّرت وأخذت العظم والشرايين والأعصاب والأوردة كاملة". 

واستطردت: "حملوني الناس بين الرصاص الحي، وأخي واجهنا بالسيارة، وبعد ساعتين قالوا لي وصلنا مستشفى البريهي، وقاموا هناك بالإجراءات اللازمة". 

يقول شقيق نُهى في حديثه لـ"حيث الإنسان": "كنا في المدرسة، وتحركنا إلى البيت، كانت الاشتباكات قد بدأت منذ الصباح، لكنها توقفت حوالي نصف ساعة، بينما ذهبنا إلى المدرسة، وبعد أن بدأنا الحصة الأولى عادت الاشتباكات من جديد، فطُلب منا في المدرسة العودة إلى المنزل". 

وأضاف: "كنت على وشك الوصول إلى البيت، سمعت طلقة القناص وكأنها وقعت بمكان ليس على جدار؛ لأننا تعودنا نسمعها تنفجر مرتين عندما تطلق، وعندما تصل، فقلت هذه إما تكون أصابت إنسانا، أو اصتدمت في التراب". 

حتى تلك اللحظة لم يكن يعلم أن شقيقته هي الضحية، وأن تلك الإصابة ستتحول إلى بداية معاناة أسرة كاملة، أما شقيقتها تقول: "كنت عائدة من بيت أختي في القرية، وقابلت ناسا قالوا لي أختك كانت تحطب، وتكسرت وماتت، ونحن ما نخرج من البيت، وبعد فترة واجهت ناسا، قالوا لي مرينا بجانب بيتكم وسمعنا صياحا، بعدها أنا رجعت أجري وكان هناك اشتباكات قوية ورصاص". 

وأضافت: "جريت من القرية العليا إلى بيتنا، ووصلت البيت ولم أجد أحدا، والبيت مغلق، وهناك آثار دم، والأواني مبعثرة في الأرض، مع دبب الماء". 

الفتاة، التي كانت تحلم أن تذهب إلى المشفى لمداواة المرضى، تُحمل إلى المكان ذاته، ولكن ليس كما يقول حلمها، بل كما أراد من يجلس خلف بندقيته، ويختار ضحاياه دون تمييز. 

حصلت نُهى على الرعاية الطبية، وحاولت العودة من حيث توقفت، لكن بحال غير حالها القديم، حيث تجد صعوبة في المشي، وإذا مشيت قليلا تسقط على الأرض مباشرة. 

على برنامج "حيث الإنسان" أن يأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، وأن يضع فكرة تراعي ما صارت إليه نهى، فإنها ليست وحدها، فقد تعرضت الأسرة لحادثة جديدة. 

تقول نُهى: "أختي نزلت هنا عندي؛ لأنني كنت طريحة الفراش لمدة سنتين، وكانت تهتم بي، وعندما خرجت أختي تجيب الماء قبل المغرب في 2019م، ضرب القناص عليها واصطدمت بالجدار، ودخلت في بطنها وخرجت من العمود". 

وأضافت: "نحن نازحين في داخل تعز، والحالة المادية ما تسمح، وأخي يعمل في مصنع على قد حاله؛ لأنه مريض فيه القلب وضغط في الفقرات بداية انزلاق، ونحن ثنتين خواته معاقات، ونازحين من القرية، والعلاجات". 

في اللحظات الصعبة يحضر "حيث الإنسان"، ويبدأ اليوم فريق البرنامج بتجهيز بقالة متكاملة لنُهى وأختها: "ألف مبروك المشروع".. قرأت نهى رسالة البرنامج، وقالت بابتسامة فرح "تفاجأت، أحس قلبي بيوقف.. الحمد لله ألف شكر لكم". 

وأضافت نهى: "ما صدقت أني سأمتلك مشروعا جديدا، وسأبدأ حياتي من جديد، وإن شاء الله يكون للعمر، ودعما وسندا".

تقارير

بواسطة الأقمار الصناعية.. صور تكشف بناء الحوثيين أنفاقا تحت الأرض

يظهر التحليل، الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لصور الأقمار الصناعية أن الحوثيين يحفرون وينشئون منشآت عسكرية جديدة وكبيرة تحت الأرض، التي يمكن أن تعزز من حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.

تقارير

هل تهشمت صورة "إسرائيل" في المجتمعات الغربية؟

ما يحدث في الشارع الغربي المتضامن مع غزة يبدو أشبه بمحاكمة شعبية للأنظمة والمؤسسات الغربية، فمن الواضح أن السردية الصهيونية في الغرب، التي صمدت، منذ الحرب العالمية الأولى، بدأت تفقد سطوتها، خصوصا بعد أن ظهر جيل جديد يثير الأسئلة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.