تقارير

بيان مجلس شباب الثورة.. موقف يعكس حالة اليمنيين في لحظة صمت قاتلة تستوطن بلادهم

26/01/2023, 05:55:32

مجلس شباب ثورة فبراير السلمية يحذّر في بيان له من أي صفقة مشبوهة تتوافق عليها ما وصفها بالدول العابثة والمحتلة لليمن، والمليشيات السلالية، معتبرا أن ما تقوم به السعودية والإمارات في اليمن يمثل أسوأ نسخة من الاحتلال.

يأتي البيان بالتزامن مع الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق بين السعودية ومليشيا الحوثي بواسطة عمانية، ليؤكد رفضه لما وصفها بالمؤامرة التي تهدف إلى ضرب الوحدة وتفخيخ مستقبل البلاد.

تتجلى أهمية هذا البيان في فرض موثق وحضور سياسي، في ظل غياب الشرعية وتفككها، ليوضح مدى إصرار اليمنيين على الاستمرار بالنضال لحماية الجمهورية من انقلاب مليشيا الحوثي، والتدخلات الخارجية التي تمس بسيادة البلاد.

ضمير الشارع اليمني

يقول أمين عام مجلس شباب الثورة، عامر السعيدي، إن البيان كان عبارة عن تعبير صادق وحقيقي عن المزاج اليمني وضمير الشارع اليمني وتعريف الأمور والأشياء بمسمياتها.

وأضاف: نحن في مجلس شباب الثورة، نرى أن ما يحدث الآن هو مؤامرة من الخارج وخيانة من الداخل، ولا يمكن السكوت عليها، وبما أن جميع القوى السياسية غابت عن المشهد ولم يعبر أحد عن ضمير اليمنيين وصوتهم في الشارع، ونحن بادرنا ولم تكن مبادرة عبثية، أو طارئة، وإنما سنعمل لنكون حاملا لمشروع الحفاظ على اليمن الواحد والكبير.

وأوضح، أن البيان في مجمله تطرق لكل التفاصيل، وسمى الأمور بمسمياتها وحظي بترحيب كبير داخل اليمن، وسنعمل بعد البيان من أجل تكريس مضامين والنضال من أجلها حتى استعادة الدولة اليمنية.

وتابع: سنعمل في مجلس شباب الثورة على إخراج موقف وطني شامل، وعلى إعداد رؤية واضحة للحل، لمستقبل اليمن بشكل عام، وسنتواصل مع كل القوى السياسية التي لها موقف صريح وصادق من العبث باليمن سواء من الداخل أو من الخارج، من إيران أو السعودية، ومن أي دولة تحاول العبث بوحدة اليمن ومستقبله، وسنحاول بناء تيار وطني كبير يناهض كل مشاريع التفتيت والخراب والحرب.

وأشار إلى أن البيان دعا كل اليمنيين الأحرار للتصدي ومقاومة هذه الاتفاقيات المشبوهة، مضيفا: نحن نكرر دعوتنا لكل الأحرار والقوى داخل اليمن لتشكيل تيار وطني كبير واسع، يحمل قضية اليمن ويقاتل عنها بشجاعة وإصرار بلا تحفظ أو مواربة أو نفاق لأحد.

وقال: سنستمر بنضالنا حتى سحب الأسلحة من أيدي المليشيات واحتكار السلاح والقوة والعنف بيد الدولة، وبعد ذلك سيصبح مجلس شباب الثورة جزءا من الشعب اليمني، وسنعود إلى قرانا وبيوتنا وأعمالنا ونترك لليمنيين اختيار من يحكمهم وطريقة إدارتهم للدولة أما الآن فلن نقبل بوصاية خارجية ولن نقبل بجماعة سلالية عنصرية فوقية تفرض نظامها وإرهابها وعقيدتها على المجتمع اليمني.

وأكد أن اليمنيين سوف يلتحمون بهذه الدعوة، وستكون هذه الدعوة وهذا البيان، انطلاقة فارقة في تاريخ اليمن، في لحظة سبات عميق وفي لحظة تواطؤ وخذلان للشهداء الأبطال الأحرار الذين ناضلوا من أجل استعادة الدولة وليس من أجل الاستسلام للمليشيا الحوثية، أو ترك جزرهم وموانئهم لدول إقليمية تعمل على سحق الشعب اليمني.

صرخة مدوية لحظة صمت

من جهته يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي، إن مجلس شباب الثورة من المكونات التي شاركت بفعالية في الثورة الشبابية السلمية في العام 2011م، والتي أجبرت في النهاية الرئيس السابق على الرحيل.

وأوضح، أن ما يكسب البيان أهمية كبيرة أنه أشبه بصرخة مدوية في لحظة صمت قاتلة تستوطن البلاد، وفي الوقت الذي تسلط فيه السكاكين على خريطة البلاد لتقسيمها وتجزئتها، وفي ظل موات رهيبة للنخب السياسية في البلاد وصمت يصل إلى مرحلة التواطؤ.

وأضاف: هناك مؤامرات أصبحت واضحة وهناك مسار للحرب انتهى إلى هذا المشهد المؤلم، وكل الشعارات التي حاولت الأطراف تسويقها، وقالت، إنها جاءت لمساندة اليمنيين في مواجهة مليشيا الحوثي، ثبت بأنها كان لديها مشاريعها الخاصة مشاريع تجزئة وتقسيم وإنشاء كانتونات ومليشيات والسيطرة على جزر وموانئ ومناطق حيوية.

وتابع: في الوقت الذي تستباح فيه البلاد من مختلف الأطراف الخارجية، أصبح البلد مساحة مباحة منتهكة من قبل جميع الأطراف وليس هناك ما هو ممنوع أو محظور، حتى أن صوتا يمنيا واحدا لا يرتفع ليقول كفى، وفي الوقت نفسه هناك يعض الدول التي يرتفع أصواتها الآن هي التي تتحدث عن خطوط حمراء داخل الجغرافية اليمنية، وهذا الأمر يجعل من أي صوت يحضر في هذه اللحظة مهم للغاية.

وأشار إلى أن بيان مجلس شباب الثورة كان قويا، ويحمل عددا من المضامين، المهمة المتعلقة بقضايا اللحظة الراهنة، وهي قضايا مصيرية وتتعلق بتدخلات الأطراف الخارجية وتعنت الطرف الداخلي الذي لا يزال يستبيح اليمنيين ويعتدي عليهم طوال الوقت، وفي الوقت الذي يتخادم الطرف الداخلي مع الأطراف الخارجية بشكل واضح، من أجل الذهاب باتجاه صفقة تكرس حالة الانقسام والتشظي في البلاد.

ولفت إلى أنه ربما كان يتوجب على البيان الدعوة إلى تشكيل جبهة وطنية واسعة تضم مختلف التيارات والتوجهات والشخصيات الوازنة والرافضة لهذه السياسات والمآلات التي آلت إليه البلاد.

واعتبر الصحفي المجيدي، أن المجلس الرئاسي لم يتم تشكيله، لتخليص اليمنيين من هذا الوضع المزري، بقدر ما كان تعبيرا عن مصالح الأطراف التي جاءت به، وهذه واحدة من الاشكاليات الكبيرة التي يواجهها اليمنيون الآن باعتبار أن الساحة اليمنية أصبحت خالية تماما لدرجة أن المفاوضات التي تجري صارت فيها الأطراف اليمنية مستبعدة بشكل كامل.

وقال، إن المفاوضات تجري بين طرف خارجي وطرف داخلي، والمباحثات والتفاهمات أصبحت تجري بين طرف خارجي وآخر داخلي، وأصبح ليس بمقدور الأصوات أن تقول لا، وعندما ترتفع بعض الأصوات المطالبة بالسلام والتي تطالب باجتماع اليمنيين حول طاولة سلام، يتم تجريمها، واستهدافها من قبل الإعلام.

السلام الذي ينشده اليمنيون

من جهته يقول وكيل وزارة الثقافة، وعضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية سابقا، عبدالهادي العزعزي، إن السلام الذي ينشده اليمنيون في مثل هذا الظرف، هو السلام الذي يمكن أن يؤسس لاستدامة  هذا السلام لا أن يكون مجرد حلا مؤقتا لإيقاف الحرب ومن ثم إعادتها وإبقاء حالة التمزق داخل المجتمع كما هي.

وأوضح، أن السلام يعني الانتقال إلى وضع جديد غير الوضع القائم، والانتقال إلى حالة من الشراكة بين كافة فئات المجتمع اليمني، وتحديد آلية لشراكة هذه السلطة تكون عبر الطريقة الديمقراطية (الانتخابات) دون أن تكون هناك استحقاقات محددة لطرف من الأطراف أو لجهة من الجهات سواء تحت تأثير السلاح أو بتأثير قوى إقليمية أخرى.

وأشار إلى أن كل هذه الأدوات والقوى الخارجية هي التي تعيق مسألة إمكانية الاستقرار والسلام المستقبلي، السلام المستدام الذي ينشده اليمنيون، والذي يطرق التنمية داخل البلد ويحسم مسألة المواطنة ويخرج عن مسألة الحسابات التي عشنا فيها طويلا، إما على أساس جهوي جغرافي، أو على أساس مذهبي، أو سياسي تمت السيطرة عليه بالاستقواء والقوة.

وقال، إن مجلس شباب الثورة، قد يرمي من خلال هذا البيان الحجرة ليحرك المياه الراكدة، داخل هذا الوضع الذي أفرز البلاد وكأنه طرفين ضمن أطراف محلية ومن ثم إقليمية ودولية تسعى إلى صناعة سلام لصالحها هي وليس لصالح اليمنيين.

ويرى أنه من المفترض أن تتحرك الأغلبية الصامتة داخل البلد خلف مجلس شباب الثورة، مشيرا إلى أن هذه الأغلبية التي عادة ما تدفع البلد كوارث بسبب صمتهم وتمزقهم وعدم اصطفافهم لموقف محدد.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.