تقارير
الوازعية.. أطفال يكافحون لأجل التعليم وسط الأنقاض
تحت ما تبقى من أنقاض مدرستهم المهدمة في نوبة طه بمديرية الوازعية في محافظة تعز، يتلقى العشرات من طلاب مدرسة "الوفاق" تعليمهم وسط ظروف تعليمية يسودها القلق والخوف من انهيار ما تبقى من جدران المدرسة، التي تعرضت لدمار واسع خلال سنوات الحرب، وهو ما أثر سلبًا على سير العملية التعليمية فيها.
يقول نبيل طه، رئيس مجلس الآباء بالمدرسة، لموقع "بلقيس": "المدرسة كانت تعد من المدارس النموذجية على مستوى المديرية، وتضم أكثر من 12 فصلاً دراسيًا، وبها طاقم تعليمي مكتمل قبل اندلاع الحرب، ما جعلها قبلة للعديد من القرى المحيطة التي كانت تتلقى تعليمها فيها".
وأشار إلى أن المدرسة، التي كانت تضم قرابة 800 طالب وطالبة، باتت تضم مائتي طالب بعد الدمار الذي تعرضت له، ولم يتبق سوى بعض الفصول القليلة التي يتم تدريس الطلاب فيها وسط خوف الأهالي، لكن كان الأمر اضطرارياً بسبب الخوف على الجيل من الجهل، وتسرب أعداد أخرى من الطلاب بعد تزايد ظاهرة التسرب في السنوات الأخيرة.
وأضاف: "معاناة المدرسة لم تقتصر على المبنى فقط، بل طال الكادر التعليمي الذي تم تفريغه دون سبب واضح، ولم يتبق سوى مدير المدرسة وبعض المتطوعات اللواتي يتم دفع مبالغ بسيطة لهن نظير قيامهن بالتدريس"، مبدياً أمله في إعادة ترميم وتأهيل شامل للمدرسة حتى تعود إلى وظيفتها الطبيعية دون أي معوقات أو عراقيل.
ويقدر مكتب التربية والتعليم في مديرية الوازعية، وفق مدير المكتب علي الظرافي، عدد المدارس المدمرة في المديرية بسبع مدارس من إجمالي 32 مدرسة في عزل المديرية المختلفة، منها مدرستان في عزلة المشاولة، ومدرسة في عزلة الظريفة، ومدرستان في عزلة السويدا، ومدرسة في عزلة الأحيوق، ما أثر سلبًا على سير العملية التعليمية من خلال زيادة ظاهرة التسرب، مؤكداً الحاجة الملحة لإعادة تأهيل مدارس المديرية المدمرة بشكل جزئي أو كلي.
وأوضح: المديرية شهدت خلال الحرب استشهاد وإصابة أكثر من ثلاثين معلماً، ناهيك عن إصابات نفسية لدى البعض، وهو ما أدى إلى شلل كبير في العملية التعليمية لولا قيام أكثر من 100 متطوع ومتطوعة في مختلف مدارس المديرية بالتطوع وتغطية النقص الكبير الذي شهدته المدارس جراء الحرب".
وفي منطقة عزان بعزلة الأحيوق -على تخوم مديرية ذباب، لم تكتمل فرحة أبناء المنطقة بافتتاح مدرسة ووحدة صحية هي الأولى في تاريخ المنطقة، حتى تعرضت للدمار، حيث لا تزال حتى اللحظة، الأمر الذي دفع إدارة المدرسة إلى تدريس الطلاب تحت ما تبقى من مبنى الوحدة الصحية القريبة من المدرسة ذاتها التي تعرضت لدمار كلي.
وفي هذا السياق، يقول مدير المدرسة أحمد الياكلي إنهم اضطروا إلى التعليم فيما تبقى من غرف الوحدة الصحية بعد تدمير المدرسة الكلي، وهو ما خلق حالة إحباط كبيرة لدى المنطقة النائية، التي تبعد قرابة 50 كيلو عن مركز المديرية.
وأشار إلى أن المنطقة بحاجة ماسة، كمكان محروم، إلى مبنى للمدرسة والوحدة الصحية -على حد سواء، من أجل الحفاظ على الجيل من التسرب من التعليم ومن الجهل، وتقديم الخدمات الطبية التي لم يعرفوها مدى حياتهم بعد عقود من حرمان عانت منه قريتهم.