مصدر حوثي تعليقا على تقارير حول مقتل الغماري: لدينا "ألف قائد" بديل

قال مصدر في جماعة الحوثي لمجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الجماعة ستواصل معركتها ضد إسرائيل، رغم التقارير التي تحدثت عن غارة جوية إسرائيلية استهدفت اجتماعًا لقيادات بارزة في الجماعة، استهدفت رئيس أركان الجماعة محمد الغماري.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية، بأن الهجوم الإسرائيلي جاء في سياق التصعيد غير المسبوق بين إسرائيل وإيران وحلفائها في "محور المقاومة"، وذكرت التقارير أن الغارة استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين، محمد عبد الكريم الغماري، بينما أشارت "الحدث" إلى أن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة، مهدي المشاط، كان أيضًا حاضرًا في الاجتماع.

وحتى الآن، لم يتم التأكد من مصير الغماري أو المشاط.

المصدر الحوثي الذي تحدث لـ"نيوزويك" رفض الكشف عن تفاصيل العملية لكنه شدد على أن الجماعة مستمرة في حملتها الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، حتى في حال خسارة قيادات رفيعة.

وقال المصدر: "نحن جميعًا مشاريع شهادة، ولسنا خائفين من الاستهداف. كل قائد يخلفه ألف قائد."

جدير بالذكر أن جماعة الحوثي كانت قد أطلقت منذ أكتوبر 2023 عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل دعمًا لحركة حماس الفلسطينية بعد هجومها المفاجئ على إسرائيل، وهو ما تسبب في اندلاع حرب إقليمية متصاعدة شملت إيران وحلفاءها من الفصائل غير النظامية في المنطقة.

ورغم تصاعد الهجمات، لم تعلن جماعة الحوثي حتى الآن عن مقتل أي قيادي بارز لها في الحرب الجارية، باستثناء ما أعلنته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2020 بشأن استهداف خبير الصواريخ الأول في الجماعة في هجمات سابقة، دون الكشف عن هوية الهدف حينها.

وكان مصدر حوثي قد أكد لـ"نيوزويك" قبل أيام، أن الجماعة تتعامل بحذر شديد لحماية قيادتها لكنها في الوقت ذاته "مستعدة تمامًا للتضحية ولا يمكن أن تتراجع."

جماعة الحوثي، التي يتزعمها عبد الملك الحوثي، تسيطر اليوم على مناطق الكثافة السكانية في اليمن، وتنفي تلقيها دعمًا عسكريًا مباشرًا من إيران، وهو أمر ترفضه طهران أيضًا، لكن الجماعة الحوثية لا تخفي ولاءها لطهران.

وخلال الحرب في غزة، استهدفت الجماعة مئات السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وكذلك سفنًا حربية أمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما تسبب في تراجع كبير لحركة الملاحة البحرية عبر قناة السويس. وقد أوقفت الجماعة عملياتها ضد السفن بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اتفاق لوقف تلك الهجمات الشهر الماضي، لكنه لم يشمل وقف الهجمات ضد إسرائيل.

ووفق "نيوزويك" فانه مع التزام حزب الله بوقف إطلاق النار الموقع مع إسرائيل في نوفمبر 2024، وامتناع فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" عن استئناف هجماتها منذ فشل وقف إطلاق النار في غزة في يناير الماضي، تبقى جماعة الحوثي اليوم الفصيل الأكثر نشاطًا في "محور المقاومة"، حسب المجلة.