مقالات

لن يخرج اليمن إلى طريق إلا….؟

29/07/2024, 15:54:23

لن يحتاج القارئ اللبيب إلى وقت ليكمل الفراغ في عنوان المقال أعلاه.

وهو يقين مشروع وغير بعيد في تقلّبات التاريخ، التي أسقطت أعتى الدكتاتوريات وأرهل الأنظمة، فقط تبقى المسألة مسألة وقت متى وكيف؟!

ولقد أثبتت أحداث التاريخ في اليمن أن التغيير والخروج من الوصاية السعودية، أو أيا كان نوعها، يأتي من ثورة شعبية تلتهم الطغاة بكافة مسمياتهم وأشكالهم وألوانهم وأصنافهم، ومذاهبهم وعبثهم.

ما يحدث في اليمن مهزلة تاريخية ووجودية بكل معاني المهازل التاريخية، التي مرت بكل شعوب الأرض.

عشر سنوات، وشعب اليمن يتقلب بين ألاعيب العالم والإقليم وتجار الحروب، فاقدا للحياة والاستقرار والتعليم والصحة والقانون والنظام، وكل ما يتعلق بدولة النظام والقانون والعدالة.

لم يعد هنا في اليمن سوى المظالم والجبايات والفساد يلتهم الأخضر واليابس، وتماهت الشرعية الرخوة مع الفساد في أبشع صوره، وأعلى مراتبه، وارتهنت للسعودية بشكل كلي ومخزي، ولم يعد لديها القدرة على اتخاذ أبسط القرارات المتعلقة بحياة المواطن في مناطق سيطرتها.

لم يعد مجدياً الحديث حول الفساد في مناطق سيطرة "أنصار الله الحوثيين"، فلقد أزكم فسادهم التاريخ والضمير الإنساني.

وهنا نستحضر منشورا مميزا للبرلماني أحمد سيف حاشد:
الشعب لا يحتاج منكم قرارات ولا مساعي ولا مباحثات،
الشعب يريد فقط رحيل جميعكم بعد أن عرف حقيقتكم
وعرف حجم عبثكم، وما تنهبون من قوت الجياع.

سيتم تنفيذ هذا البند في الواقع، ونرى نتائجه عندما يموت آخر مواطن من شعبنا.

"الاتفاق على البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناءً على خارطة الطريق"، هذا البند في الاتفاق يكشف أن جميعهم بلا حياء ولا خجل، ولا يضعوا وزنا لشعبهم الصابر عليهم تسع سنوات طوال، بل والمدى الذي بلغ بهم استخفافهم به. حيث إن أي اتفاق بلا تزمين لا طائل وراءه، وكذلك عندما يكون بلا ضمانات من ناقضي العهود.

"اتفقوا على اليمن، الذي يستهدفوه، وعلى شعبنا المنكوب بهم، وتأجيل حقوق الناس ذات الأولوية، وأطلقوا للوقت حبله وغاربه إلى أجل غير مسمى، واتفقوا على أمور تتعلق بدول ليس لهم عليها ولاية".

"بعد خراب اليمن وتخريب كل شيء فيها، بعد أن صارت لدينا عملتان وقيمة لكل عُملة، وبهذلة في الرائح والراجع بين المنطقتين، بعد أن أشبعونا أفعالاً وقرارات؛ استهدفوا من خلالها الاستيلاء على حقوق شعبنا ومواطنينا مدة تزيد عن الستين عاما، خلال سنوات الحرب، وما بعدها، وبعد أن استولوا على تلك الحقوق، إما بمنعها، أو بإعدامها من خلال ضرب قيمة عملتنا الوطنية، بعد كل هذا، وتمكنهم من كل شيء، أعلنوا الاتفاق والتوقف مستقبلا عن أي قرارات، أو إجراءات أحادية مماثلة، والتباحث عن القضايا الأخرى،
يا لبجاحتهم ووقاحتهم..!!".

وهنا يحضرني نص من "فوق المَلحّة" لجني الشعر اليمني الحديث، ماجد الحجاجي، نشره قبل قليل:
كلتاهما ملعونةٌ في مذهبي
لا فرق بينهما وبين الأجنبي
كلتاهما بقرارها مرهونةٌ
للخارج المتسلّطِ المستذئبِ
كلتاهما يا بن الضياع بناظري
والجوع والآلام تحت الشبشبِ
لا بُد لي من ثورة يحيا بها
بلدي المهان من الخسيس الأجربِ
لا بُد لي من ثورةٍ نطّاحةٍ
سقفَ السماء برأسها والمنكبِ
لا بُد لي من ثورةٍ لا تنتهي
إلا بقتلي أو أحقّق مطلبي

لقد اتفقوا على اليمن ألا يتفقوا... يا ويلهم من التاريخ، يا لوقاحتهم جميع

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

مقالات

فؤاد الحِميري: فبراير الذي لا يموت

عندما تتأمل قصائد وكتابات وأشعار فقيد الوطن وأديب فبراير، الأستاذ الثائر فؤاد الحِميري، تجد أنها جميعًا تصب في ينابيع مبادئ الحرية والكرامة ومقاومة الظلم. هذه المبادئ هي ذاتها الأهداف السامية لثورة 11 فبراير، ثورة الشباب السلمية اليمنية، التي كان الحِميري أحد أبرز شبابها وشاعرها الملهم.

مقالات

للورقة الباذخ بالشجاعة في جبال السلفية

أعتقدُ جازمًا أن طبيب الأسنان قد فخخ ضرسي تمامًا ببقايا تلك الهدايا التي أرسلها القذافي كعطيةٍ نفطيةٍ كريمة، ليجود بالحياة على من تبقّى بيدٍ واحدة أو بقايا أقدام، وهو يحتفل بأن النبض لا يزال فيه.

مقالات

قبائل برط الجوف: سوسيولوجيا التوظيف الإمامي للقبيلة

ليست هذه الورقة بحثًا مكتملًا، بقدر ما هي دعوة مفتوحة للباحثين والمختصين لتسليط الضوء على ظاهرة تاريخية مقلقة، تعود جذورها إلى أكثر من ألف عام، ولا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. إنها ظاهرة توظيف قبائل معيّنة، وعلى رأسها قبائل "ذو محمد" في منطقة برط بمحافظة الجوف، كمخزون بشري عسكري في خدمة حروب الأئمة الزيدية في اليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.