مقالات

عميدة شعلان وعلاقة مصر واليمن حضارياً

02/08/2023, 05:51:33

ألقت عالمة الآثار والأكاديمية الدكتورة عميدة شعلان محاضرةً في المتحف المصري بالقاهرة، يوم الأربعاء ١٩ يوليو، ٢٠٢٣، بحضور مصري ويمني كبير.

عميدة محمد شعلان دكتورة في اللغات السامية القديمة، وخبيرة في مجال العمل بالآثار، وحضورها كبير في تدريس الآثار، والكتابات العربية القديمة والعلوم الإنسانية.

الخبيرة الأكاديمية ذات مكانة علمية رفيعة، وكثيراً ما أشاد بمعارفها أساتذة أجلاء أمثال الدكتور: يوسف محمد عبد الله، وهو واحد من أساتذتها، والأستاذ المؤرخ والآثاري مطهر علي الإرياني، والمثقف الموسوعي محمود إبراهيم صغيري.

معارفها ومساهماتها واسعة في مجالات البحث عن التنقيب، والمشاركة في الحفريات، والمسوحات، والزيارات الميدانية للمواقع الأثرية القديمة في اليمن.

دورها في التدريس كبير وكثير؛ فقد دَرَّست في جامعة صنعاء، وذمار، وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة، وعملت في عدة وظائف في مجال تخصصها العلمي، ولها مشاركات في التحكيم للعديد من المجلات، والجوائز العلمية: يمنياً، وعربياً، ودولياً.

حضورها كبير في مجالات الاستشارات العلمية، وعضوية الأنشطة الأكاديمية العلمية والثقافية، وفي مجالات التدريب والتأهيل العلمي، والتنسيق بين مراكز البحث والجامعات، ولها حضور مائز في المؤتمرات العلمية الدولية، وفي المحاضرات، وورش العمل، واللقاءات الثقافية.

اهتمت كثيراً بدراسة النقوش، وكتابات الزبور اليماني أنموذجًا، وعربية أهل اليمن قبل الإسلام، وتمتد أبحاثها ومحاضراتها؛ لتشمل المشهد الثقافي للمرأة العربية على مر العصور في مجال التعليم، وعن مدونة النقوش اليمنية على الانترنت، بالاشتراك مع البروفيسور اليساندرا افتريني.

واحتفت في أبحاثها بالعمق التاريخي لألفاظ اللغة اليمنية القديمة- دراسة معجمية، مقارنةً مع مادة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.

لها الكثير من المحاضرات، والبحوث العلمية عن الكتابات العربية القديمة، والآثار، ودراسة لمجموعة من النصب القبورية والتذكارية، ودراسة عن القرابين في ثقافة سلطة الآلهة.

دراساتها ومحاضراتها عن النقوش السبئية، وأطروحتها للدكتوراة عن «أسماء النساء في النقوش اليمنية القديمة»، غاية في الأهمية، أما دراساتها وأبحاثها عن النقوش اليمنية وتحليلاتها، فكاثرة.

مقالاتها وحواراتها الثقافية، والاجتماعية، والسياسية عديدة، ومنها: «المرأة اليمنية رسول سلام في زمن الحرب»، و«حوار مع الأديب والروائي علي المقري»، و«الإرث الحضاري الإنساني في اليمن»، و«المعالم اليمنية ضحية الحروب والإهمال وعبث الإنسان».

حاصلة على العديد من الأوسمة، والدروع، والميداليات من جهات عديدة: يمنية، وعربية، ودولية.

العميدة عالمة الآثار، وخبيرة النقوش، وفقيهة الساميات القديمة، ألقت محاضرتها عن العلاقات الحضارية بين مصر واليمن، وفي حضور يمني ومصري كبير.

تحدثت عميدة بصوت هادئ وعميق عن الموقع الجغرافي لليمن، ووفرة مواردها الطبيعية التي أهلتها لتكون همزة وصل بين الشرق والغرب. وبظهور الكتابة التي تحددها الباحثة بالقرن الأول قبل الميلاد؛ انفتحت آفاق واسعة لحفظ معاملاتهم، وكتابة إرثهم اللغوي؛ مما يمكن رسم تصور كافٍ عن العلاقات الدولية لليمن القديم منذ الألف الأول قبل الميلاد، وحتى القرن السادس الميلادي؛ مؤكدةً على تأثر وتأثير اليمن بمراكز الحضارة في مصر، وبلاد الشام، والرافدين، وتتميز علاقاتها بمصر بمنزلة خاصة؛ فلمصر دور رائد في تاريخ الشرق القديم وحضارته؛ مشيرةً الى وجود شواهد تؤكد الاتصال، وأطر مجالاتها.

تحدد بدء العلاقات التجارية بالألف الثاني قبل الميلاد، وترسم الطريق البري والبحري آتيةً عليهما تفصيلاً.

تتناول المحاضرة -في عناوين واضحة- دور البعثات المصرية في توثيق ودراسة النقوش اليمنية القديمة؛ محددةكتابة النقوش اليمنية القديمة وفق الأبجدية السامية، وعدد حروفها تسعة وعشرون حرفاً، وتفرق الباحثة بين «خط المسند الرسمي»، و«خط الزبور الشعبي»؛ مشيرة الى تعدد لهجاتها نسبة إلى ممالكها: السبئية، والمعينية، والقتبانية، والحضرمية، وتشترك في العديد من خصائص النحو، والصرف، والمفردات، وتنفرد كل واحدة بخصائص معينة.

والمهم في دراسة الباحثة تتبعها الدقيق لمناطق اكتشاف خط المسند، واشتقاق الخطوط: الثمودية، والديدانية، واللحيانية، والصفوية، والحبشية؛ متناولة تنوع هذه النقوش بين النذور، والقرابين، والمنشآت العامة والخاصة، والزراعية، والمائية والتشريعات، والقوانين، والعلاقات التجارية، والحملات العسكرية، وعقود الزواج، والخطيئة، والتكفير، ورحلات الصيد، والأدب الديني القديم.

تشيد المحاضرة بالجهود المصرية في توثيق ودراسة النقوش اليمنية، ونشرها، وتحليلها؛ مشيرة الى عالم اللغات خليل يحيى نامي، ومحمد توفيق، وعالم الآثار أحمد فخري.

كما تتناول موقع مصر في ضوء النقوش اليمنية القديمة، والعلاقات الاقتصادية الاجتماعية.

ثم تأتي على تابوت التاجر المعيني "زيد إل"- أنموذجًا؛ وهو القضية الأساس في المحاضرة.

وتحدد عدد النقوش المكتشفة والمنشورة، والمدونة "ربما تزيد على 15000 نقشاً"، والعدد الأكبر دُوِّنَ باللهجة السبئية، ويعود أقدمها -كما ترى- إلى الألف الأول قبل الميلاد، وحتى القرن السادس أو السابع الميلادي، وتحدد عدد النقوش المعينية المنشورة بـ1400 نقش، وهي من وادي الجوف، وخارج اليمن، وتؤرخ إلى منتصف الألف الأول ق م.

وتشير إلى نقوش معينية، وعددها 1300 نقش من وادي الجوف، ونقوش من خارج اليمن عددها أكثر من 60 نقشاً من مصر، ومدائن صالح، وجزيرة ديلوس باليونان.

وتتناول المحاضِرة مصرَ في ضوء نقوش يمنية قديمة مصدرها اليمن عن العلاقات الاقتصادية - الاجتماعية؛ فتشير إلى عدد من النقوش المعينية، ونقش قتباني يتحدث عن اتصال تجاري مباشر بين اليمن ومصر، وقد ذكرت مصر إلى جانب غزة باسم «وادي النيل»، كما عرفت في اللغات: الأكدية، والأوجارتية، والفينيقية، والآرامية، وفي العبرية، واللغة العربية؛ مشيرة إلى قيام مجموعة من أبناء قبيلة حبان المعينية بتسيير قافلة إلى مصر، وتتابع المحاضرة الرحلات التجارية إلى مصر.

كما تذكر الجانب الاجتماعي، واكتشاف الرحالة والمستشرق الفرنسي جوزيف هاليفي في «قرناو» -عاصمة معين- مجموعة من النقوش مكرسة لعبادة «عثر قايضم»، ثم جاء ادوارد جلازر حاصلاً على مجموعة من نسخ هذه النقوش، وتمكن في الزيارة الثالثة من الحصول على نسخة مكتملة لنقوش المسلة.

وتشير إلى زيارة رابعة لجلازر حصل فيها على نسخة غير مكتملة، ولكنها أكثر وضوحاً، وبلغت النقوش لزوجات المعينيين الأجنبيات إلى 88 نقشاً.

وتشير الباحثة المحاضرة إلى أن النقوش تمثل سجلاً لزوجات التجار، وعددهن، ومناطقهن.

وتتناول هذه المناطق التي جئن منها هاته الزوجات، وأسماء الزوجات، وأن النقوش تؤرخ من القرن الرابع قبل الميلاد، وحتى القرن الثاني قبل الميلاد؛ محددة 24 موضعاً ودولة وقبيلة، وهذه المواضع تقع على مسار الطريق التجاري القديم، والأهم أن المعينيين قوم تجارة، وأصحاب ريادة في نقل التجارة منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وتربط -محقةً- قضايا الزواج والروابط الاجتماعية بالتجارة، وقد كتب هؤلاء التجار عقود زواجهم بعد عودتهم في معبد «رضاقم»، وتدون النقوش، ومصدرها.

مقالات

هذه البصمة وهذا الإنجاز

بعد غياب دام أكثر من عشر سنين، عن مدينة الطفولة والتعليم الأساسي؛ مدينة تعز، وأثناء طوافي القصير خلال إجازة العيد في أحياء مدينة تعز، شد انتباهي واستوقفني هذا الصرح العلمي، الذي ينتصب في "مديرية المظفر"؛ الذي اُستكمل إنشاؤه وتجهيزه مؤخرا؛ وهو عبارة عن "مدرسة أساسية وثانوية للصم والبكم

مقالات

عن الكتابة

تاريخ الكتابة هو محاولات مستمرة لتجاوز الهوة الفاصلة بين الإحساس الحقيقي والنص المكتوب. كل المشاعر الحقيقية هي في الواقع غير قابلة للترجمة.

مقالات

حكاية الكافرة شجون ناشر (1-2)

في "سنة الجُدَري"، شاع الخبر في "قرية العكابر" بأن شُجُوْن ناشر كفرت بربّها، ودخل الشك إلى قلبها، وتوقفت عن الصلاة، وبدلاً من أن تصلي صارت تغنِّي، وأصبح الغناء صلاتها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.