تقارير
هل ما زال خطر مليشيا الحوثي على الملاحة في البحر الأحمر قائمًا؟
توقّع مركز أمريكي مختص بمكافحة الإرهاب أن يواصل الحوثيون تهديداتهم للملاحة و"إسرائيل"، وقد يصبحون أداة لروسيا والصين في المستقبل ضد الولايات المتحدة.
وقال مركز مكافحة الإرهاب، التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، إن الحملة الأمريكية في اليمن أعطت الحوثيين حافزًا للاعتقاد بأنهم لا يزالون قادرين على الصمود طويلًا أمام أي قصف جوي، وهو ما يشجعهم على مواصلة استهدافهم للشحن التجاري.
وأوضح تقرير المركز أن الحوثيين سيقومون بإطلاق الصواريخ كلما شعروا بوجود تهديد يطال وجودهم، لاعتقادهم بأهمية القلق الدولي على المصالح الدولية البحرية في المياه القريبة من اليمن.
كلفة كبيرة
يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب العوج: "إن الضرر الذي حدث للمليشيا الحوثية من الضربات الأمريكية قبل الهدنة هو في بعض القدرات العسكرية، لكنها كلفت كثيرًا أمريكا؛ لأنها بتقنيات عالية جدًا لا تتلاءم مع الطبيعة الجغرافية لليمن".
وأضاف: "اليمن تمتلك مساحة كبيرة بتضاريس مختلفة، وهناك إمكانية إخفاء منصات لإطلاق الرادارات ومناطق تخزين السلاح، لذلك الأمريكان هم ضعفاء في موضوع الحصول على المعلومة، وتأثير الضربات التي قاموا بها، مما يدل على أن الأمريكان شعروا في نهاية الأمر بأن لا جدوى من استمرار هذه الضربات".
وتابع: "الأمريكان رأوا أن الكلفة الكبيرة لهذه الضربات لا توازي الخطر القادم من الحوثيين، إذا ساعوا -حسب الوسيط العُماني- لما أرادوا، وهو وقف استهداف السفن التجارية الأمريكية".
وأردف: "الحوثي يشعر بأنه ما زال يمتلك أوراقًا قوية جدًا، من خلال وجود صواريخ باليستية ومسيّرات، حتى لو تأثرت هذه الإمدادات من إيران بالحرب الأخيرة التي تمت بين إسرائيل وإيران، ومن المؤكد أنها ستصل إلى حد العدم إذا كانت النيات لدى المجتمع الغربي والناتو بمحاصرة الحوثي محاصرة حقيقية ومنع وصول إمدادات عسكرية ذات تقنيات عالية".
وزاد: "إضافة إلى ذلك، أن الصين وروسيا يمكن أن يُسهما بإمداد الحوثي بمعلومات بدلًا عن السفن الاستخباراتية البحرية الإيرانية، التي غادرت مياه البحر الأحمر".
واستطرد: "لذلك، الحوثيون لا يمكن صدّهم إلا من خلال قوات برية، وهذه القوات البرية لن يتم تحريكها إلا بموافقة السعودية والإمارات، واتفاق مع المكونات العسكرية اليمنية".
وقال: "هذا يعني أن كلفة الحرب مع الحوثيين كبيرة جدًا، إذا لم تُحرّك القوى الداخلية اليمنية لمهاجمة الحوثيين في عقر دارهم".
إدراك القوة
يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، مراد العريفي: "أعتقد أن جماعة الحوثيين الآن باتت تُدرك القوة التي يمكن أن يتعامل بها المجتمع الدولي مع الأخطار التي تهدد الملاحة الدولية".
وأضاف: "جماعة الحوثيين هي من تفرض إرادتها العسكرية على البحر الأحمر وطرق الملاحة الدولية، رغم العملية العسكرية 'حارس الازدهار' التي شنّتها واشنطن، والعمليات العسكرية التي شنّتها إدارة ترامب، والعملية التي قادها الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "إلا أن جماعة الحوثيين ما تزال قادرة على أن تُعرقل خطوط الملاحة الدولية، وصحيح أن بعد الضربة الإسرائيلية العنيفة التي وُجّهت لطهران سيكون من الصعب جدًا على جماعة الحوثيين الحصول على هذه الأسلحة".
وأردف: "لكن باعتقادي أن جماعة الحوثيين، خلال الأشهر الماضية، أعادت تسليح نفسها وأعادت إدارة علاقتها العسكرية مع أطراف أخرى، وبالتحديد روسيا والصين، على اعتبار أن الصراع البحري الذي يدور مع الولايات المتحدة سيكون في جغرافية المحيط الهندي وجنوب البحر الأحمر".
وزاد: "كانت هناك تقارير قد تحدثت عن دعم استخباراتي قُدِّم من روسيا لجماعة الحوثيين، وهذا ما بدا واضحًا خلال الضربات التي شنّتها جماعة الحوثيين في البحر الأحمر".