تقارير

لماذا تسعى ميليشيا الحوثي إلى تحويل الخلافات القبلية في مناطق سيطرتها إلى نزاعات دامية ودائمة؟

14/08/2025, 14:32:03

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، بالقوة، تصاعداً خطيراً في الصراع المسلح والنزاعات القبلية، لا سيما في محافظات الجوف وعمران وذمار والبيضاء، وتتحول الخلافات إلى مواجهات دامية نتيجة سياسة الميليشيا المتعمدة لنشر الفوضى والفرقة بين القبائل.

هذه التطورات تبرز نمطاً خطيراً من سياسات قديمة حديثة، أسسها نظام الإمامة ضد القبائل، وكرسها الحوثيون ليغذوا الأحقاد القديمة، بذخيرة جديدة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي من خلال نشر الفوضى الأمنية وتعزيز ثقافة الثأر القبلي.

تقف القبائل اليمنية، اليوم، عند مفترق طرق بعد أن دفعت الثمن خلال سنوات من الحرب، وسُحقت خلالها سياسياً واجتماعياً في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، لتتحول النزاعات القبلية إلى أداة بيد الميليشيا.

نتيجة طبيعية

يقول الباحث في مركز الشرق الأوسط للأبحاث في جامعة كولومبيا، الدكتور عادل دشيلة، فيما يخص الصراعات القبلية في الوقت الراهن وتجدد مثل هذه الصراعات، فهي نتيجة طبيعية وبالتالي قد نرى أكثر مما هو حاصل اليوم في أكثر من منطقة قبلية.

وأضاف: الجماعة الحوثية تعيش في مأزق، في الوقت الراهن وفقدت السيطرة على المناطق القبلية، وبالتالي الآن نحن ندرك أنه عندما ينهار النظام السياسي أو جماعة عنف مسلحة، أو سمها ما شئت، في المناطق القبلية، عندما تضعف تبدأ القبيلة تعالج أو تبدأ القبيلة بمعالجة قضاياها إما عبر الصراعات المسلحة أو عبر الحوارات القبلية.

وتابع: القبائل لا تسعى إلى مزيد من القتل بل تسعى من خلال هذه المعارك لإجبار الخصم على التفاوض لإنهاء النزاع سلمياً. 

وأردف: على الجانب السياسي خلال الأيام الماضية، رأينا تصاعد في العمليات أو في التحركات القبلية، سواء بين أرحب وحاشد، واليوم بين بكيل أبناء بكيل وجزء من قبيلة حاشد، في العصيمات منطقة السواد، وهذه ليست وليدة اللحظة، هذه الصراعات ممتدة منذ سنوات وتفجرت في العام 2009 والآن مرة أخرى.

وزاد: الآن جماعة الحوثي تحولت إلى وسيط، لكنها لا تستطيع في نهاية المطاف أن تسيطر على الشأن القبلي، لأنها فقدت القبضة العسكرية والحديدية في المناطق القبلية، وهي الآن تحاول فقط أن تظهر نفسها على أنها تسيطر على المشهد، ولكن هذا مؤشر على انهيار حكم جماعة الحوثي في المناطق القبلية.

وقال: علينا أن ندرك أن الجماعة الحوثية عندما أسقطت المناطق القبلية هي استخدمت المشاكل القبلية واليوم بسبب هذه المشاكل القبلية ستسقط جماعة الحوثي في هذه المناطق القبلية.

وأضاف: الحوثيون عندما دخلوا إلى بلاد حاشد كانوا يقولون نريد أن نحرر قبائل بكيل من أسرة آل الأحمر، نريد أن نحرر قبائل الأهنوم ونريد أن نحرر قبائل عذر ونريد أن نحرر قبائل حجور بهذه اللهجة حتى كانوا يستخدمون قبيلة ضد أخرى ووصلوا إلى مناطق حاشد ثم إلى عمران ثم إلى صنعاء، وبقية القصة معروفة ما الذي جرى في مناطق أخرى من البلاد.

وتابع: حاليا هذه القضايا أنا لا أستطيع أن أقول أنها مدفوعة بشكل مباشر من من جماعة الحوثي، ولكن أقول أنها مؤشر على أن الجماعة الحوثية فقدت السيطرة على القبائل، لأنها كانت الجماعة الحوثية في الماضي،  تجيّش القبائل إلى الجبهات، والآن الناس لا تريد الجبهات، شبعت من شعارات الجماعة خلال أكثر من عقد من الزمن.

المقاومة والرفض

يقول رئيس منتدى جذور للفكر والثقافة، عمار التام، لا نستطيع أن نقرأ الأحداث التي نشبت في مناطق سيطرة الحوثي، فيما يتعلق بالنزاعات القبلية، بعيداً عن بعض الأحداث والأمور التي سبقتها.

وأضاف: هناك خروج عن سلطة الحوثي من قبل المكون القبلي، ولهذا الخروج مظاهر عدة، حيث ظهرت فيه القبائل في مظهر المقاومة والرفض، سواء ما حدث إذا جاز لنا الحديث عنه في بعض الجنائز التي سبقت هذه الأحداث، كما حدث في جنازة الشيخ ناجي جمعان، والشيخ زيد أبو علي وغيرهم من الشخصيات القبلية، أوصلت القبيلة رسالة للحوثي ولغير الحوثي أنها رافضة للحوثي، بشكل من أشكال الرفض بعيدا عن المواجهة.

وتابع: في حقيقة الأمر، الحوثي ليس بريئاً عن إذكاء هذه الصراعات الموجودة، صحيح أنها موجودة منذ عشرات السنين، بعضها قديمة، وبعضها لها أكثر من عقدين وثلاثة عقود وأربعة عقود، لكن سياسة التفكيك يسعى من خلالها الحوثي إلى تحقيق عدة أهداف أولها استباق ما يعني إحياء الذكرى القادمة للانقلاب 21 من سبتمبر، أو بعض المناسبات الحزبية التي تسبقها أو تلحقها ليشتت أمر القبائل.

وأردف: كذلك الاستحقاقات الاقتصادية والمطالبات والوضع المزري المعيشي الذي يعيشه الناس، الحوثي دائماً يدير هذه الأمور ويدير المجتمع بالأزمات، إما بترحيلها بأزمات خارجية، كما حدث في ملف غزة، وملف البحر الأحمر، أو كما يسعى الآن وهي سياسة واضحة، لأن الذين يقومون بإذكاء هذه الصراعات هم شخصيات محسوبة على الحوثي وقريبة من الحوثي سواء يعني في درجة محافظ أو قائد لواء من المنتحلين لهذه المناصب أو مستشارين أو غيرهم.

قراءة أسباب الصراع

يقول الباحث في التاريخ والتراث، الدكتور فيصل الدودحي، إن أسباب تصاعد حدة الصراعات في مناطق سيطرة الحوثي يمكن قراءتها من واقع الحراك القبلي الدائرة الآن، حيث أن القبائل شعرت بأنها تستهدف، من خلال تفكيك بنيتها التقليدية.

وأضاف: القبيلة لديها منظومة كاملة في القيادة والتفسير والتدبير والتوجيه, والاستهداف تم من خلال استبدال شيوخ تقليديين بشيوخ مواليين للجماعة فقط، مما أدى إلى زيادة التوتر بين هذه القبائل.

وتابع: كذلك الحوثي يعمل بسياسة قديمة وليست جديدة، وهي ضرب رأس برأس، أو ما اصطلح على التعبير عنه سياسة "فرّق تسُد" من خلال دعم قبيلة على حساب أخرى، والمبدأ وفقاً لمبدأ الولاء للجماعة لا غير.

وأردف: كذلك من خلال توزيع الامتيازات والوظائف للموالين للجماعة، وحرمان مناطق وقبائل أخرى، هذا أدى إلى أنه تصاعدت حدة التوترات في هذه المناطق.

وزاد: مع اختلافنا أو اتفاقنا مع القبيلة وعلاقتها بالدولة، إلا أن هذه القبائل كانت في مرحلة من المراحل، قد بدأت تستجيب لآليات حل النزاع عن طريق مؤسسات الدولة، وحينما غابت هذه المؤسسات وتم استبدالها بمجموعة من الصبية غير المدربين وغير المؤهلين وهم المشرفون،  أدى إلى زيادة التوتر في هذه المناطق، بحكم تصرفات وتعسفات هؤلاء المشرفين.

تقارير

تقرير دولي: الحوثيون قادوا موجة انتهاكات غير مسبوقة ضد القطاع الصحي في اليمن خلال العام الماضي

كشف تحالف دولي معني بحماية قطاع الصحة في مناطق النزاع عن ارتفاع مقلق في حوادث العنف والعرقلة التي طالت العاملين في المجال الصحي والمنشآت الطبية باليمن خلال عام 2024، محمّلًا جماعة الحوثي مسؤولية أغلب هذه الانتهاكات.

تقارير

استعراض حوثي أمام منزل الشيخ الأحمر بصنعاء.. دلالات رمزية ورسائل سياسية

ميليشيا الحوثي، نفذت صباح أمس الأربعاء، عرضًا عسكريًا أمام منزل الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أحد أبرز زعماء القبائل اليمنية ورئيس مجلس النواب الأسبق، في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة سياسية واجتماعية تتجاوز مجرد الاستعراض العسكري.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.