تقارير

عودة رئيس الوزراء إلى عدن.. محاولة لامتصاص غضب الشارع أم استجابة فعلية للأزمة؟

03/06/2025, 08:41:50

يعود رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، إلى العاصمة المؤقتة عدن، محملاً بوعود سياسية وملفات خدمية ثقيلة، تنتظر الحسم لا الترحيل.

وتأتي وعود رئيس الوزراء، في ظل أوضاع خدمية واقتصادية صعبة، تشهدها العاصمة المؤقتة وبقية المحافظات، وفي مقدمتها أزمتا الكهرباء والمياه، اللتان أثارتا موجة سخط شعبي واسع خلال الأيام الماضية في عدن وتعز.

كان مصدر حكومي قد قال في وقت سابق إن تأخر بن بريك في العودة إلى عدن مرتبط بحشد الدعم المالي، ولن يعود إلا بانفراجة حقيقية، واليوم يعود محملاً بدعم الشركاء، وفي المقدمة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، لمواجهة التحديات القائمة، بحسب تعبيره.

أمنيات

تقول الناشطة الحقوقية، روزا النعمان، إن عودة الرئيس العليمي ورئيس الوزراء إلى عدن بداية خير، لكن نرجو أن تكون عودته محملة بحزمة من الحلول، وليست عودة مؤقتة لقضاء إجازة العيد في عدن، وبعدها يعاود السفر.

وأضافت: نحن بحاجة إلى رئيس حكومة يتواجد في عدن، فكلما كان الرئيس يتواجد في العاصمة عدن، كلما كان أقرب إلى الشعب، وكانت الاستجابة لمطالب الشعب أكثر فعالية.

وتابعت: ممكن أن تكون عودة رئيس الحكومة إلى عدن عودة مؤقتة، ونحن نطالبه اليوم بحلول جذرية لمشاكلنا ومعاناتنا كمواطنين، وليست حلولاً مؤقتة لفترة مؤقتة.

وأردفت: نحن نطالب الرئيس الآن بالاستمرار في الإقامة داخل عدن، وزيارة جميع المحافظات المحررة، فنحن بحاجته، وعندما يزور جميع المحافظات المحررة نريده ألا يلتقي بمحافظي المحافظات أو المسؤولين في السلطات المحلية، وإنما يلتقي بالفئة المتضررة، التي هي نحن كشعب ومواطنين.

وزادت: بعدها يعود للاجتماع بالمحافظين والمسؤولين في المحافظات، ويسألهم عن أسباب كل هذا التقصير والفساد.

وقالت: تم تعيين محافظين للمحافظات لكي يخدموا الشعب، ويحتضنوا الشعب، ويعرفوا احتياجاته، ويستمعوا لمشاكله ومطالبه.

وأضافت: من يعاني هو الشعب، والمواطن المسكين، لم يحدث أن المحافظ أو المسؤول، هو أو أحد أطفاله، أخذ دبة الماء وذهب إلى السبيل بحثًا عن الماء، ولا حدث أن ابن مسؤول مات جائعًا، أو نام الليل وهو لا يجد قوت يومه، أو بات بدون تعليم، فكل أبناء المسؤولين يتعلمون في مدارس خاصة، والشعب اليمني هو المتضرر والذي يعاني.

وتابعت: عندما يقرر الرئيس زيارة تعز، سيقوم المسؤولون بتجهيز التبريرات لفسادهم وعجزهم وتقصيرهم في أداء واجبهم، بأوراق، لكننا نحن نطالب برقابة على السلطات المحلية وعلى الفساد المستشري داخل هذه المحافظة وبقية المحافظات المحررة.

وأردفت: نحن ثورتنا ثورة جياع، وأول احتياجاتنا التي تخص كل اليمنيين في جميع المحافظات المحررة، هي مسألة خفض العملة وضمان استقرارها، بما يتناسب مع رواتب الموظفين أو دخل المواطنين، بحيث أن أي مواطن يستطيع العيش.

 

حكومات متعاقبة بلا هدف

يقول الصحفي الاقتصادي، نجيب العدوفي، إن رئيس الحكومة الجديد حتى الآن لم يقدم أي برنامج عمل، حتى يثبت أنه جاء إلى السلطة وهو يمتلك برنامجًا وهدفًا محددًا يمكن أن يقوم به أو يقدمه للناس.

وأضاف: يفترض الآن أن يتم وضع خطة عاجلة لانتشال الوضع، أبرزها كخطوة أولى، إعادة الخدمات الأساسية، المتمثلة بتوفير منظومة الكهرباء والمياه، وانتظام الرواتب، كأبسط الخدمات والحقوق.

وتابع: حتى الآن ما نلاحظه أن الحكومات اليمنية منذ عام 2016م تعمل بالبركة، لم تقدم أي برنامج، ولم يتم المصادقة على أي برنامج حكومي من قبل مجلس النواب.

وأردف: الحكومات اليمنية منذ عشر سنوات تعمل بدون موازنة، ما عدا عام 2019، الميزانية الوحيدة اليتيمة التي تم الإفصاح عنها.

وزاد: البلد تُدار بطريقة عشوائية، ومن المفترض أن هذه العملية تتم وفق مراحل ووفق أسس وترتيبات، أولها وضع موازنة عامة، وإعادة تنشيط الخدمات الأساسية كخطوة أولى، حتى يشعر المواطن بأن هناك دولة حقيقية وأن هناك دولة يمكن أن يتكئ عليها المواطن ويعتمد عليها في توفير الخدمات الأساسية ومتطلباته المعيشية.

وقال: بالنسبة لعودة رئيس الحكومة، فنحن لا نريد منه خطابات، ولا عودة مؤقتة، فهذا ليس ما يريده الشارع، فالشارع يريد خدمات، وعودة دائمة للحكومة في عدن، وأن تكون هناك سلطة تنفيذية قوية تمتلك القرار والإرادة والغطاء السياسي.

وأضاف: ما نلاحظه في الحكومات المتعاقبة منذ العام 2016، هي عبارة عن واجهات أشبه بالديكور، لم تقدم شيئًا، بل زادت الأوضاع من سيء إلى أسوأ.

نضحك أم نبكي؟

يقول رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد”، الصحفي فتحي بن لزرق: إن كان الناس سابقًا، وفي ما مضى من السنوات، يُحللون زيارة المسؤولين إلى الخارج، فإننا اليوم - للأسف - صرنا نحلل عودة المسؤولين إلى الداخل، وهذه للأمانة لا ندري هل نضحك أم نبكي.

وأضاف: رئيس الوزراء الجديد، سالم بن بريك، هو شخص مقرب من كافة الأطراف السياسية، وشخصية قيادية، وللأمانة، السجل السابق للرجل جيد، والحضور السابق له في وزارة المالية وجهوده في محاولة إعادة موارد الدولة إلى البنك المركزي أيضًا كانت محاولات مثمرة، وأثمرت بنجاح مشهود خلال الفترة الماضية.

وتابع: لكن الفترة القادمة هي أصعب مرحلة سيمر بها الرجل في تاريخه السياسي، وإذا استطاع أن يُخرج البلد من أزمته، فهو سيكون قد حقق نجاحًا سياسيًا على المستوى البعيد.

وأوضح أن واحدة من أبرز المشاكل والمعضلات التي ستواجه الرجل هي حالة الانقسام السياسي داخل مؤسسات الدولة الشرعية، حيث هناك أطراف سياسية تتقاسم الحكومة، الأمر الذي يستوجب حالة من الدعم من قبل جميع الأطراف السياسية.

وأردف: هذه الحكومة التي شُكلت قبل سنوات من اليوم، هي سياسيًا حكومة هجينة، فلا تعرف هل هي شرعية، أم انتقالي، أم يسيطر عليها الإصلاح أم المؤتمر، وبالتالي كل الأطراف تتهاوش هذه الحكومة، وكل حزب بما لديهم فرحون.

وزاد: هذه المعضلة، ربما تشبه النموذج اللبناني، أو غيره من النماذج الفاشلة في المحيط العربي.

تقارير

"ليس بيدنا شيء".. كيف يمكن قراءة تصريحات طارق صالح بشأن الحوثيين؟

أثار تصريح أدلى به طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يسمى بالمقاومة الوطنية، موجة واسعة من الجدل في الشارع اليمني، حيث ألمح في تصريحه إلى عجز سلطته عن مواجهة مليشيا الحوثي قائلا، إن أمريكا دخلت اليمن وخرجت بلا نتيجة، ونحن لا نستطيع أن نحارب الحوثي لأنه ليس بيدنا شيء.

تقارير

تسليح الجيش اليمني.. عقبات مزمنة وتحديات راهنة

مع امتلاك مليشيا الحوثيين لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة يصل مداها إلى فلسطين المحتلة أو أي دولة خليجية، يتضح مدى اختلال موازين القوة الجوية بين مليشيا الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية والمكونات المناهضة للحوثيين من جهة أخرى، وهذا الخلل ما كان له أن يزداد عمقا لولا طريقة إدارة التحالف السعودي الإماراتي للأزمة اليمنية منذ اندلاع عملية "عاصفة الحزم" وحتى اليوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.