تقارير
تتغنى بالسيادة وتسلم رقبتها لإيران.. كيف تحاول مليشيا الحوثي خداع عقول اليمنيين؟
تشارك إيران في إدارة سوريا ومليشياتها في العراق وحزب الله بطرق غير مباشرة، عبر مستشارين وخبراء يتوقف دورهم عند توصيل طلبات إيران أو إبداء الرأي إذا طُلب منها، لكن هذا الحال لا ينطبق على إيران في اليمن، حسبما صرح به أحمد رجبي، وهو المستشار الإيراني السابق في إدارة الرئيس الإيراني الأسبق، أحمد نجاد.
يقول رجبي إن الخبراء الإيرانيين واللبنانيين لا يقدمون الاستشارات لمليشيا الحوثي، ولا يوصلون طلبات إيران إليها، ثم يكون في مقدورها الموافقة عليها أو رفضها بناءً على مصالحها أو قدراتها، بل يقوم الإيرانيون باتخاذ القرار بشكل مباشر.
هذا المسؤول الإيراني كشف، في مقابله مع قناة العربية، عن معلومات خطيرة منها سعي إيران للتوسع والاتصال بعشائر خارج مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وهو ما قد يفسر خطاب محافظ مأرب - عضو مجلس الرئاسة، اللواء سلطان العرادة، قبل أيام، الذي قال فيه: "سنقاتل القريب والبعيد للدفاع عن مأرب"، كما يمكن أن يفسر بعض الأحداث غير المفهومة في المحافظات التي يفترض أن تكون آمنة مستقرة يأتيها رزقها رغدا، فإذا بها تتحول إلى بُؤر جديدة للتوترات الأمنية والاستقطاب السياسي.
- مشروع قومي ومذهبي
يقول الباحث السياسي والمختص في الشأن الإيراني وقضايا الشرق الأوسط، وجدان عبد الرحمن: "لا ننسى أن إيران لديها مشروع إستراتيجي في المنطقة بخلاف الدول الإسلامية الأخرى، فهي، ومنذ بداية الثورة، جاءت بشعار المنطقة، وتعتبر أن لديها مشروعا يخرج خارج نطاق الجغرافيا الإيرانية، ويتوسع إلى دول أخرى".
وأضاف: "للأسف الشديد، التماهي الذي سمح لإيران بهذاالتمدد حتى وصلوا إلى مشروعهم الأخير وهو اليمن حيث بات هناك التغلغل الإيراني بشكل كبير".
وتابع: "هدفهم من التغلغل في اليمن هو بالطبع وفقا للإستراتيجية التي رسمها النظام الإيراني لنفسه، وأصبح الحوثيون للأسف أدوات بيد إيران".
وأردف: "أما الأسلوب، الذي يتخذه النظام الإيراني فيما يتعلق بالسيطرة على الدول أو المناطق أو المليشيات التي تتعامل معه، فهو يقوم بدعم هذه المجموعات ماديا، حتى يكون ولاؤها بشكل كامل للنظام الإيراني، ومن يخالف هذا النظام بالطبع سيتم تصفيته، حتى وإن كان ضمن حلفائها في المنطقة".
وقال: "هذه السياسة شاهدناها حتى في داخل النظام الإيراني نفسه، حينما رئيس جمهورية إيران تختلف سياسته شيئا ما مع المرشد الإيراني سيقومون بحذف هذا الرئيس، وهذا ما حصل لعلي أكبر سنجاني الرئيس الأسبق الإيراني".
وأضاف: "موضوع تدخل إيران ومليشيا الحوثي هو مشروع قومي مذهبي يصب في مصلحة النظام الإيراني".
وتابع: "تقوم إيران، من خلال السفراء الذين تقوم بإرسالهم إلى الحوثيين، بهذا التغيير الذي شاهدناه بعد وصول السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء، حيث فرض آراءه على الحوثيين خاصة فيما يتعلق بموضوع السفينة التي تم استهدافها في البحر الأحمر، وهو ما يكشف بالفعل أن الحاكم العسكري في صنعاء هو السفير الإيراني وليست مليشيا الحوثي".
- احتلال إيراني
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات، حسين الصوفي: "هذا موضوع مهم وحساس، وما صرح به المسؤول الإيراني يعتبر أن يكون كوثيقة ضمن الأدلة والبراهين، التي على الشعب اليمني أن يتفحصها وأن يقرأها بعناية".
وأضاف: "ما قبل ذلك ما كان معروفا، وما كان واضحا لدينا في اليمن بشكل عام، سواء للجهات الرسمية، أو ما لمسناه نحن خلال العشر السنوات أن هناك احتلالا مباشرا ومكتمل الأركان من قبل إيران، وهو احتلال
مباشر غير الذي يظهر، وتحاول مليشيا الحوثي أنتظهر نفسها أنها هي التي تدير البلد، أو تسيطر عليه".
وتابع: "نحن نتذكر في 2014 كان هناك سفينة إيرانية اسمها جيهان؛هذه السفينة هي التي جاءت إلى اليمن، وأعلنت في حينها وزارة الداخلية أنه تم القبض عليها، ثم أخذوا من كانوا فيها من ضباط الحرس الثوري، وأودعوهم سجن الأمن القومي، بعدها قامت مليشيا الحوثي بما سُميت بنكبة 21 سبتمبر".
وأردف: "أول فعالية لمليشيا الحوثي، وأول احتكاك مباشر مع الدولة كان في ما سمي في تلك اللحظة بمذبحة رئاسة الوزراء حين تم تطويق الأمن جهاز الأمن القومي، ونتذكر تلك المذبحة التي حصلت، والمواجهات التي تمت من قبل مليشيا الحوثي وإطلاق النار، واتضح في الختام أو في نهاية المشهد أن تلك الفعالية، وتلك المذبحة، وسوق الناس إلى الأمن القومي كان من أجل انتزاع الأربعة الضباط الإيرانيين، الذين كانت الدولة قد اعتقلتهم، وتم تحريرهم، بعدها أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي أن صنعاء عاصمة محتلة".
وزاد: "كان إعلان عبد ربه من أهم الإعلانات التي تمت في فترة الحرب، لكن الإعلان -للأسف الشديد- كان إعلانا باهتا لم يسم إيران بشكل رسمي، ولم يتم ترتيب إجراءات البلد بناء على هذا الإعلان".
وقال: "كان الأصل أن يتم إعلان اليمن محتلة من قبل إيران، ثم يتم عقد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني، ثم يتم التوصيف الفعلي لليمن كدولة محتلة، ثم يتم التصرف بناء على ذلك، ومخاطبة الأمم المتحدة، ودعوة الشعب اليمني إلى مقاومة الاحتلال الإيراني".
وأضاف: "ما قاله هذا المسؤول الإيراني ينعكس 100% في الواقع، وتقوله الأحداث، وقاله حسن إيرلو في أحد خطاباته بمناسبه المولد النبوي، وتحدث عن أن ما سماها العلاقات اليمنية الإيرانية عادت إلى ما قبل 2000 عام".
وتابع: "حسين إيرلو في خطابه هو كان لا يحتفل بميلاد الرسول، وأيضا لا يحتفل بالإسلام، إنما يحتفل بما قبل 2000 عام من سيطرة فارس على صنعاء".
وأردف: "هذه كلها براهين وأدلة توضح أننا في عمق وجذر الاحتلال الإيراني الفارسي لليمن بشكل رسمي وبشكل مباشر".