تقارير

بعد تسع سنوات.. أين ذهبت شعارات الحرب؟

10/06/2023, 06:23:49

بعد أيام قليلة ستدخل الحرب اليمنية عامها التاسع، فهي وإن كانت ما تزال قائمة بشكل أو بآخر إلا أنه خلال الأعوام الماضية سقطت الكثير من الشعارات التي رفعتها أطراف الحرب كمبرر لخوضها هذا الصراع.

الحوثيون، الذين أسقطوا السلطة الشرعية وسيطروا على معظم أراضي البلاد، كانوا يرفعون الكثير من الشعارات، حين اجتاحوا العاصمة صنعاء، ضاعت كلها الآن، ولم يعد هناك سوى شعار واحد هو حق الهاشميين وحدهم بالسلطة والثروة، بوصفها حقا مقدسا..

على الطرف الآخر، كانت الشرعية وأنصارها يرفعون شعار إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة، وفي طريقهم إلى هذه المهمة سلموا ما بقي من البلاد لأطراف خارجية، فتمزقت الجمهورية اليمنية، وتحولت إلى قطع مفككة، تحكم كل قطعة منها مليشيات، بعضها لا تعترف بالجمهورية اليمنية أصلا.

- عدم تجاهل الواقع

يقول الصحفي طالب الحسني: "لا يمكن جمع كل تلك العناوين والشعارات والإجابة عن ذلك دون أن تكون هناك إشارات كثيرة إلى التغير الحاصل في اليمن".

وأضاف لبرنامج "فضاء حر"، الذي بثته قناة "بلقيس"، مساء أمس: "لا يمكن اليوم محاسبة صنعاء (الحوثيين) والقول أنتم رفعتم شعار إسقاط الجرعة وتجاهل أن هناك تدخلا عسكريا من سبع عشرة دولة في اليمن، تفرض حصارا منذ ذلك الوقت وحتى الآن، واحتلت أجزاء كبيرة من المحافظات اليمنية"، موضحا أن "الدولة الآن دون موارد؛ أبرزها النفط".

وتابع: "عند محاسبة جهة أو حزب أو حركة معينة أو ثورة معينة، على شعاراتها، ينبغي عدم تجاهل الواقع الآن".

واعتبر الحسني القول بأن ما قامت به مليشيا الحوثي في 2014 غيّر وجلَب العدوان خلطا للأوراق، وعدم اعتراف بالواقع، كما هو الآن.

ولفت إلى أن الطرف الآخر (الشرعية)، الذي يقول إنه استدعى هذا التدخل الخارجي، لا حول له ولا قوة، وهو جزء من تحالف خارجي، ولم يكن حتى موجودا، وأنتجته ظروف الحرب وظروف الهزيمة؛ حسب اعتقاده.

وبيّن أن "ما يسمى القوى، التي في مجلس العليمي، قوى جديدة نشأت من ظروف الحرب، وأنشأتها أطراف خارجية"، من وجهة نظره "لا يمكن القول لهم (مجلس القيادة الرئاسي) أنتم تستطيعون إعادة الشرعية كما جئتم، لأنهم ليسوا هم الذين يريدون إعادة الشرعية؛ بل هناك طرف خارجي يريد أن يعيد الشرعية المزعومة" حسب وصفه.

وأشار إلى أنه لا يمكن تجاهل حرب دمرت الاقتصاد اليمني ودمرت البنية التحتية لليمن، وأعادت تشكيل حتى القوى السياسية.

ويرى أن هناك سيادة كاملة والحرب (التي تشنها مليشيا الحوثي) هي من أجل استعادة السيادة؛ حسب زعمه.

واستدرك: "نعم هناك اختطاف لمحافظات واختطاف لمدن؛ لكن ما تزال الحرب موجودة من أجل إعادة السيادة إلى هذه المحافظات".

ويرى أن توقف مليشيا الحوثي عن القتال هو نتيجة للحوار معها من قبل التحالف السعودي - الإماراتي.

وأرجع التعقيدات، التي تعترض حوار مليشيا الحوثي والتحالف، إلى أن التحالف لا يريد القبول بالنتائج الحالية للحرب.

ولفت إلى أن التحالف يفاوض بورقة الحصار، والآن يفاوض بورقة خطيرة هي ورقة تقسيم اليمن، ودفعه إلى الانقسامات المتعددة؛ داعيا الجميع إلى الوقوف ضدها.

- الحوار مطلوب

وهروبا من الإجابة عن السؤال الموجّه له: "أين ذهبت شعارات مليشيا الحوثي التي رفعت قبل الحرب؟"، يقول الحسني: "اليوم الحوار مطلوب، وشروط الحوار هي إخراج القوات الأجنبية من اليمن، رفع الحصار بشكل كلي، إيقاف العدوان على اليمن، وإيقاف العمليات العسكرية، الوصول إلى اتفاق سياسي ينهي حالة الحرب وحالة الحصار".

ولفت إلى أن "أهم بوابات عودة العلاقات بين السعودية وإيران هو الاتفاق على ملفات المنطقة، وكانت الجمهورية الإسلامية (إيران) تقول لا يمكن إذا انتظرنا أن يكون هناك تسوية لملفات المنطقة أن تعود العلاقات بين السعودية وبين إيران".

وأضاف: "السعودية لديها قناعة أنها ذهبت إلى الاتفاق مع إيران برعاية صينية بعد أن تم استبعاد التدخل الإيراني في اليمن"، مشيرا إلى أن "إيران ليست مسؤولة الآن ومستقبلا -باتفاق مع السعودية- إن عادت الحرب، وكان هناك تصعيد وهجمات على السعودية".

وزعم أن "هناك متغيرات في اليمن ليس لها علاقة بالعلاقات الإيرانية - السعودية، ولا بتأثيراتها، ولا بتداعياتها".

ويرى أن الحوار السعودي - الحوثي هو أنه يجب أن تكون لديكم مقاربات (اليمنيين) واضحة فيها أن اليمن لديه حيثياته وقراره المستقل بالنسبة لهذه الحرب، وعليكم أن تجلسوا على طاولة المفاوضات دون استحضار فكرة إيران على الإطلاق.

-  انقلاب واضح وليس شعار

من جهته، يقول الصحفي محمد الجماعي: "اليمنيون يحاربون انقلابا واضحا وليس شعاريا، ويحاربون واقعا على الأرض يتمدد بقوة سلاح الدولة ويحارب المواطنين بلقمة عيشهم وبأموال الدولة وبأجهزتها، ويحاصر اليمنيين بفلوسهم وببنوكهم وبقوانينهم وبكل التفاصيل التي كانت تحكم بها الدولة وتسوس بها اليمنيين".

وأضاف: "القتال ليس تحت هذا الشعار، وإنما تحت واقع مهم جدا يجب أن يتغير وهو إسقاط الانقلاب؛ ما لم فستظل الحرب قائمة، وهي لم تتوقف في أي يوم من أيامها منذ بدأ الانقلاب، ومنذ أشعل اليمنيون شرارة المقاومة، وتكوَّنت أول نواة للجيش في مثل هذا الشهر قبل ثماني سنوات".

وأشار إلى أن مكوّن الشرعية وقوات الشرعية ليس لديه شعارات؛ مؤكدا أن الإرادة الشعبية تتحدّث الآن بلسانها وبصوت بندقيتها كمقاومة شعبية لم تتوقّف في يوم من الأيام، ولم تبالِ بالرواتب التي انقطعت، ولا بالسلاح إن لم يتوفّر.

وتساءل: "ما الذي جعل الحوثي يوقف الحرب، التي يشعلها في الأطراف الضعيفة، ولا يواجه الجيش الوطني في أماكن التماس الخطرة؟"؛ مجيبا "توقف لأنه عجز، وكانت خسائره مهولة جدا في جبهات مأرب، وفي جبهات الجوف، وفي الجبهات التي تحرّش بها في أواخر 2022".

وأشار إلى أن "المقاومة وقوات الشرعية لا تقطع الخط الأسود مثلما يفعل الحوثي مدعوما من قوى خارجية وبمسيَّرات إيرانية، وبالأطراف الإقليمية والدولية التي ما تزال ترى فيه على أنه ربما يقدِّم لها في المستقبل خدمة فيما لو حسمت له الأمور، وقد جرَّبوه ثماني سنوات".

- استعادة الدولة

وأوضح: "لا يستطيع أي مواطن أن يعيش في ظل الحوثي بعدما حكمته الشرعية، ومدن الشرعية تزدان بالملايين من السكان الذين جلُّ همهم هو تحرير البلد، وإبقاؤه موحَّدا، وإسقاط الانقلاب مهما كان مدعوما"؛ مؤكدا أن "هذا المفهوم لم يسقط من لسان أي يمني، وليس لدينا غيره".

وقال: "بالرغم من أن أسباب الحرب يضعها الحوثي، ويبذرها أمامه في كل لحظة، وفي كل اتجاه، مع ذلك لم تصبح استعادة الأموال المنهوبة الآن هي هدفنا الأول، ولم نرفعه شعارا، ولم يصبح تصحيح المناهج والحفاظ على أبنائنا هدفا مثلما هو هدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب".

واعتبر الجماعي أن أي خلاف في إطار المجلس الرئاسي ومكوناته سياسي وسيحل، وسيحله اليمنيون بكل الخيارات الممكنة، إلا مليشيا الحوثي هي مكون لم يستطع أن يتعامل مع اليمنيين ولا أن يبسط بساط الحوار ولا حتى المسلمات التي يجتمع عليها أي طرف من الأطراف في الأرض.  
 
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تهيئ للحرب ولا تهيئ للسلام، وتعيش في أجواء الحرب، ولا تعيش في أجواء السلام.

واعتبر أن ذهاب السفير السعودي إلى صنعاء أسقط كل شعارات الحوثي؛ وفقد الحوثي كل قدرته على الحشد، وصادمه المواطن على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع.

تقارير

بائع الفاصوليا.. مشروع شاب يعرف زبائنه من أصواتهم

إذا اعتقدت بأن الحياة خذلتك في جانب معيّن، عليك أن تنظر ماذا فعلت الحياة مع "ياسر ثابت"، وكيف واجهها، ولم يعرف الاستسلام؛ كونه متسلحا بالأفكار، فمن لديهم الأفكار والهمم؛ سيعيشون لأجل تنفيذها، ويظلون يحاولون حتى يعثروا على الطريق.

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.