تقارير

المؤرخ والكاتب اللبناني د. طرابلسي: وزارة الداخلية في جنوب اليمن كانت تخضع لضباط من ألمانيا الشرقية

25/03/2023, 19:16:57

يقول المؤرخ والكاتب اللبناني، الدكتور فواز طرابلسي، لبرنامج "الشاهد 3"، على قناة بلقيس، في حلقته الثانية، إنه ليس لديه فكرة عن من الذي اقترح استقدام الخبير العراقي محمد سلمان، للإشراف على عملية التأميم في جنوب اليمن، مع أن الخيار لم يكن سيئا. ويُقصد بالتأميم "جعل الشركات الخاصة ملكا للدولة".

وأضاف د. طرابلسي: "الخبير العراقي محمد سلمان كان له اجتهاد، بأنه يجب تأميم ما أسماه قمم الاقتصاد، ولم يدعو إطلاقا إلى ما جرى تطبيقه، وأُخِذت عليه فكرة تأميم التجارة الخارجية أكثر من الأمور الأخرى، أي أنه تصرف بموضوع التأميم وكأنه في بلد صناعي، لأن تأميم متاجر شركات تجارية كبرى أدى إلى هروب الرساميل".

وتابع: "ما أعرفه عن الدور السوفييتي في جنوب اليمن أنه كان هناك احتضان للتجربة ضمن حدود تدعيم الجيش، والمساعدة في موضوع الثروة السمكية، وتقديم المنح الدراسية، وتأسيس المدرسة الحزبية، وتبنَي الحزب، وإدخاله إلى الحركة الشيوعية".
وأردف: "جنوب اليمن صُنّف بصفته بلدا انتقال نحو الاشتراكية، وهذا يعني أن قيمة معينة من المساعدات بالقياس لبلد اشتراكي، وكانت الوزارات السيادية فيها مستشارون من الاتحاد السوفييتي، ولا يمكنني الحديث عن تأثيرهم".

ولفت إلى أن "وزارة الداخلية كانت في عدن تخضع لضباط من ألمانيا الشرقية، أما الجيش النظامي كان فيه نسبة معقولة من الخبراء السوفييت، من كبار الجنرالات".

وأوضح أن "لجان الدفاع عن الثورة والمليشيا كانت تدار من قبل ضباط كوبيين".

وتابع: "كان المستشارون السوفييت يعملون ضد الرئيس سالمين، ومن الواضح أن سالمين كان يعتبر صينيا، رغم أن مأساته بسبب تخلي الصين عنه، وهذا الأمر دعم صعود عبدالفتاح إسماعيل، وكان هناك تحذير كبير لـ عبدالفتاح إنه لا تبالغ بتقديم نفسك بصفتك شيوعيا".

وقال: "إن سالمين في آخر فترة خطرت له فكرة متناقضة، بأن يتحالف مع الرئيس إبراهيم الحمدي، ويعمل اتفاقا مع إثيوبيا، وفي نفس الوقت يروح على رأس وفد يطالب بمساعدات".

وأضاف: "عند زيارة سالمين للسعودية لم يقابله الملك وقتها، ووضع عليه السعوديون شروطا، بأن يزيح عبدالفتاح إسماعيل، وعدم التقارب مع إبراهيم الحمدي".

وأشار إلى أن "عبدالفتاح إسماعيل كانت له نظرة مختلفة [أن ننضم أنفسنا للحركة الشيوعية العالمية، وتتبنانا]، وفي الحقيقة لم يكن التبني بالمعنى المطلوب أو المرغوب أو المتمنى".

وأوضح أن "سالمين كان يبحث عن إيرادات للدولة، وعبدالفتاح إسماعيل سعى لتبني اشتراكي لحكومته".

- حرب الجبهة

حروب المناطق الوسطى اندلعت في السبعينات في أجزاء من شمال اليمن، واستمرت عدة سنوات بين النظام الحاكم في صنعاء ومجموعة من الفصائل اليسارية المدعومة من عدن؛ تشكّلت من تحالف خمس قوى يسارية في 1976م، وسُميت أيضا بحرب الجبهة، إضافة إلى ذلك النشاط المسلح الذي كانت تقوم به الجبهة في تعز وإب والبيضاء وريمة ومأرب، واندلعت بين النظامين في صنعاء وعدن حربان شاملتان، الأولى سنة 1972م، والثانية سنة 1979م.

وقال طرابلسي: "كان هناك اعتقاد بأن أيا من النظامين في صنعاء وعدن سيغير الآخر، في فترة كان فيها نظام الجنوب يبدو معزولا".

وأضاف: "أُخذ على سالمين أنه لم يكتفِ بالمعارضة السلمية الشعبية الموجودة في الشمال، فقام بتأسيس حركة المقاومين الثوريين التي ابتدأت بالعمل المسلح".

وأوضح أن "الخيار العسكري، بتدخل جيش الجنوب في دعم المعارضة في حرب المناطق الوسطى، كان قرارا جماعيا، في عهد عبدالفتاح إسماعيل، ورصدت له 5 ملايين دولار، وكان عبدالفتاح متحفظا لحسابات سوفييتية على اعتبار أن السوفييت لن يوافقوا، وهي كانت مغامرة كبرى وانقلابية، أن تقلب النظام في الشمال بالقوة العسكرية، دون أنْ تحسب حساب أنّ هذا النظام محروس عربيا، ولن يقف معك أحد في هذه المغامرة".

وتابع: "في قمة الكويت 1979م، فُرض وقف إطلاق النار، ووافق عليها عبدالفتاح إسماعيل، وكلَّفه ذلك كرسي الرئاسة، لأنه حُمّل لوحده المسؤولية وبنوع من المناطقية البشعة، لأنه هو الشمالي، علما أنه لم يكن الأكثر تحفظا وإنما الأكثر مغامرة، وراح فيها الكل، مع أنها كادت أن تنجح لولا ضعف الحسابات الخارجية".

- حالة تذمّر

أشار طرابلسي إلى أن قبول عبدالفتاح إسماعيل بوقف إطلاق النار ترك جيش الجنوب في المناطق الوسطى، بحالة أثارت الكثير من الانزعاج والتذمُّر والغضب.
وقال: "إن عبدالفتاح حمّل نفسه مسؤولية رئيس دولة، ولم يمارسها كقائد دولة، وليس كزعيم حزب، وإيدلوجي فقط، وصاحب الاستشراف بالسياسة الخارجية".

ويرى أن "عبدالفتاح إسماعيل لم يكن مؤهلا لرئاسة الدولة، ولم يكن يمتلك مهارات القائد".

واعتبر أنه "ليس في صالح عبدالفتاح أن يقارن بينه وبين سالمين، لأن سالمين  كان يظل حتى الساعة الثانية ليلا، وهو يتصل بالوزراء والمدراء، وحتى برئيس دائرة، ويمشِّي أمور البلد على طريقته، بينما عبدالفتاح كان يكتفي فقط باجتماعات المكتب السياسي أو الحكومة".

- تيار قرمطي

يقول الدكتور طرابلسي: "كانت هناك شكاوى أكثر من مرة بأن سالمين كان متقشفا، وكان هذا التيار يمثل تيارا قرمطيا تسويديا، أي يا نرفع مستوى الجميع أو لا يحق لأحد أن ينتفع لحساب الآخرين، وغير ضروري أبدا أن يمتلك أي مسؤول سيارة".

وأضاف: "سالمين بالغ بتقشفه كثيرا، فهو كان يعترض أن يمتلك الوزراء سيارات، أو أن يجيبوا ليم حامض، والمواطن ما فيه يشتريه".

وتابع: "سالمين كان صاحب مبادرة قانون العائلة، الذي الكل ساهم فيه، وهو قانون مدني ذكي، يأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد، وقام بتخفيض المهر ولم يلغه، وسمح للمرأة بحق الطلاق، وسمح للمرأة بالحضانة".

- مدارس النجمة الحمراء

أوضح طرابلسي أن "مخيمات ومدارس النجمة الحمراء، التي أنشأها سالمين، كان لها وظيفة مزدوجة، وكان الهدف منها كسب القبائل البدوية في الشمال حتى لا تشتريها السعودية، وفي نفس الوقت تعليم أولاد البدو وتأهيلهم وضمهم للجيش".

وأشار إلى أن "تضخم الجهاز الإداري في عهد سالمين؛ نتيجة الابتعاث للدراسة في الخارج، حيث جيء بأولاد الفلاحين والعمال وتحولوا إلى موظفين، وكان سببا في توقف الإنتاج الزراعي في عهد سالمين".

- الحرب الثانية بين الشطرين

اندلعت الحرب الثانية بين الشطرين في 23 فبراير 1979م، وتعرض فيها جيش الجمهورية العربية اليمنية للهزيمة من قِبل قوات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والفصائل اليسارية الموالية للنظام في عدن، لكن التدخل الحازم من قِبل سوريا والعراق لوقف القتال، وقيام الكويت بعقد لقاء قمة، عُرف لاحقا باتفاقية الكويت، بين الرئيسين علي عبدالله صالح، وعبدالفتاح إسماعيل، أدى إلى إنهاء المواجهات وتوقيع اتفاقية الوحدة بين الشطرين".

تقارير

بائع الفاصوليا.. مشروع شاب يعرف زبائنه من أصواتهم

إذا اعتقدت بأن الحياة خذلتك في جانب معيّن، عليك أن تنظر ماذا فعلت الحياة مع "ياسر ثابت"، وكيف واجهها، ولم يعرف الاستسلام؛ كونه متسلحا بالأفكار، فمن لديهم الأفكار والهمم؛ سيعيشون لأجل تنفيذها، ويظلون يحاولون حتى يعثروا على الطريق.

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.