أخبار سياسية
وول ستريت جورنال: الحوثيون في صدارة أولويات التسليح الإيراني وسط تصاعد التوترات الإقليمية
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير موسع، عن تحركات إيرانية نشطة لإعادة تسليح الجماعات المسلحة المتحالفة معها في المنطقة، وعلى رأسها جماعة الحوثي في اليمن، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعويض التراجع الميداني لبعض حلفائها، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.
وبحسب التقرير، الذي حمل عنوان: “من حزب الله إلى الحوثيين: إيران تصعّد عمليات إعادة تسليح وكلائها في المنطقة”، كثّفت إيران خلال الأشهر الماضية عمليات تزويد الحوثيين بأسلحة متقدمة، من ضمنها أنظمة صاروخية وذخائر دقيقة التوجيه، ما يعزز قدرتهم على مواصلة استهداف الممرات البحرية الدولية، خصوصًا في البحر الأحمر، وتهديد الأمن الملاحي في المنطقة.
وتُعد جماعة الحوثي اليوم من أبرز وكلاء طهران العسكريين نشاطًا ميدانيًا، مقارنة بحلفاء آخرين ما زالوا مترددين أو مقيدين باعتبارات محلية ودولية.
وأشار التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يعمل على إعادة بناء شبكات تهريب السلاح من العراق وسوريا باتجاه اليمن، بعد أن تعرضت تلك الشبكات لضغوط أمنية واستخباراتية مكثفة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، أسهمت إيران، عبر شبكة من الوسطاء المحليين، في تسريع وتيرة تزويد الحوثيين بالأسلحة، بما يعزز تموضعهم كقوة إقليمية قادرة على تهديد أمن الخليج وعرقلة حركة التجارة العالمية.
وذكر التقرير أن إيران تسعى إلى توسيع ترسانتها الصاروخية من خلال طلبات توريد من الصين، مشيرًا إلى أن بعض هذه الصواريخ قد يُرسل لاحقًا إلى شركائها الإقليميين، وعلى رأسهم الحوثيون، لاستخدامها في مناطق النزاع أو ضد أهداف استراتيجية في البحر الأحمر ومحيطه.
ويرى مراقبون أن هذا الدعم النوعي لا يقتصر على الصواريخ، بل يشمل أيضًا تقنيات الطائرات المسيّرة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، فضلًا عن خبرات قتالية تُنقل مباشرة عبر مستشارين عسكريين إيرانيين، أو من خلال ميليشيات عراقية ولبنانية.
تقول الصحيفة إن إيران تعتمد على ما تسميه “الردع غير المباشر”، من خلال وكلائها المنتشرين في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، مع الاحتفاظ بقدرتها على التأثير في موازين القوى عبر هجمات متفرقة.
وفي ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، يتوقع محللون أن يواصل الحوثيون أداء دور محوري ضمن الأجندة الإقليمية لطهران، لا سيما في ظل انشغال أو ضعف حلفاء آخرين في جبهات متعددة.
وبحسب الصحيفة، يثير هذا التصعيد الإيراني في دعم الحوثيين قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي، خصوصًا مع تزايد الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي تُنسب إلى جماعة الحوثي بدعم مباشر من طهران، ضمن إطار ما يُعرف بمحور “المقاومة” الممتد من إيران إلى سواحل البحر الأحمر.