أخبار سياسية
الحوثيون يتهمون المبعوث الأممي بالانحياز ويهددون بقطع التواصل معه بعد إدانات الهجمات في البحر الأحمر
في أعقاب الهجمات التي نفذتها مليشيا الحوثي وأسفرت عن غرق سفينتين تجاريتين ومقتل وإصابة وفقدان عدد من أفراد طاقميهما في البحر الأحمر، تواصلت الإدانات الدولية، بينما ردت الجماعة بغضب على موقف الأمم المتحدة، متهمة مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بـ«الانحياز» و«عدم الحياد»، ملوّحة بقطع التواصل معه.
وجاء موقف الحوثيين في بيان صادر عن ما يعرف بوزارة خارجيتهم الانقلابية غير المعترف بها، حيث وصفت بيان غروندبرغ الذي أدان الهجمات بأنه «يعكس عدم حياديته»، متهمة إياه بتجاهل «الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر»، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت المليشيا إن تصريحات المبعوث الأممي تجعلها «تجد صعوبة في التعاطي معه»، محذرة من أنها قد تلجأ إلى «تصعيد يتجاوز مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه».
وكان غروندبرغ قد أعرب في بيان سابق عن «قلقه البالغ» إزاء غرق السفينة «إيترنيتي سي»، محذرًا من التبعات الإنسانية والبيئية للهجمات التي وصفها بأنها «تنتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2722». كما دعا الحوثيين إلى «تقديم ضمانات مستدامة ووقف الهجمات فورًا»، والبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن تهديدات الحوثيين المستمرة بمنع السفن المرتبطة بإسرائيل من عبور البحر الأحمر والبحر العربي بدأت تتحول إلى عمليات دامية، كما حدث مؤخرًا، وسط تحذيرات من اتساع دائرة المواجهة وخروجها عن السيطرة.
ويضع هذا التصعيد الحوثي، ورد فعلهم المتشنج على تصريحات المبعوث الأممي، الجهود الأممية الرامية لإحياء مسار السلام اليمني أمام تحديات جديدة، لاسيما مع محاولات غروندبرغ إعادة تفعيل خريطة الطريق التي توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان أواخر 2023، والتي تعثرت بفعل التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.