أخبار سياسية
الأمم المتحدة تحذر من تصاعد أزمة الجوع في اليمن وتدعو لتمويل عاجل
حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسط انهيار اقتصادي متسارع وتصاعد النزاع الذي أثّر بشكل كارثي على حياة الملايين من المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال.
وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ومدير شعبة التنسيق، راميش راجاسينغهام، خلال إحاطة لمجلس الأمن، إن الأزمة في اليمن هي أزمة سياسية بالأساس، وإن الحل السياسي يبقى الطريق الوحيد لتحقيق أمن واستقرار دائمين في البلاد.
وأضاف راجاسينغهام أن نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، مع تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع في مخيمات النازحين بمحافظة حجة، حيث تواجه الأسر ظروفًا مروعة قد تدفعها لاتخاذ قرارات قاسية مثل بيع ممتلكاتها أو تزويج بناتها في سن مبكرة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن منظمات الإغاثة، رغم محدودية الموارد، تحاول الاستجابة العاجلة عبر دعم 8.8 مليون شخص في حالة طوارئ، مع تخصيص 20 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لدعم الاستجابة المحلية وحماية الفئات الأكثر هشاشة.
ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والسياسي لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية والإنسانية، مؤكّدًا أن العمل الإنساني وحده غير كافٍ دون تسوية سياسية تضع حدًا للنزاع المستمر.
من جانبها، طالبت الحكومة الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات والصناديق الدولية، بدعم جهودها في هذه الظروف الاستثنائية لمواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية، وتحقيق الاستقرار المالي والمؤسسي.
وشدد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، خلال كلمة بمجلس الأمن، على أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز هذا الدعم بشكل عاجل بما يمكّنها من تثبيت المكاسب وضمان استدامة التعافي.
وأكد أن الدعم يشكّل ركيزة أساسية لتجاوز الأزمات المتراكمة التي ضاعفتها الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط والتوقف التام للتصدير، ما أدى إلى خسارة نحو سبعين بالمائة من الموارد العامة للدولة.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد حدد ثلاث أولويات رئيسية لتحقيق الاستقرار في البلاد، متضمنة خفض التصعيد العسكري، وإطلاق مسار سياسي، ودعم الاقتصاد.
وقال خلال إحاطته إلى مجلس الأمن إن الاضطرابات الإقليمية تهدد فرص السلام، محذرًا من أن تصاعد التوترات الإقليمية يفاقم هشاشة الوضع.
ودعا إلى تدابير براغماتية تمهّد الطريق نحو سلام مستدام، وأوضح أنه رغم الاستقرار النسبي في خطوط المواجهة، فإن جبهة العلب بمحافظة صعدة شهدت هجومًا كبيرًا في يوليو.