أخبار محلية
هل دخلت علاقة الأمم المتحدة ومليشيا الحوثي مرحلة المواجهة المفتوحة؟
في تصعيد جديد يعبّر عن تحد مباشرٍ للمجتمع الدولي، اقتحم مسلّحون تابعون لميليشيا الحوثي مجمع الأمم المتحدة السكني في صنعاء، واحتجزوا موظفين دوليين ومحليين بعد مصادرة هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، في خطوةٍ وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء حملة الاعتقالات التي تنفّذها الجماعة منذ أكثر من شهرٍ ونصف الشهر.
تفاصيل الاقتحام
أكد المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جون علم، أن عناصر من جهاز أمن الحوثيين دخلوا مجمع الأمم المتحدة (UNCAF) في العاصمة من دون تصريح رسمي، السبت الماضي، مشيراً إلى أنه تم الإفراج عن 11 موظفاً محلياً بعد استجوابهم، فيما لا يزال 5 موظفين يمنيين و15 أجنبياً محتجزين داخل المجمع حتى الآن.
وأضاف أن الأمم المتحدة تتابع القضية عن كثب وتتواصل مع الجماعة الحوثية والدول الأعضاء المعنية وحكومة اليمن «لإنهاء الوضع الخطير واستعادة السيطرة الكاملة على المرافق».
خلفيات الاتهامات الحوثية
الاقتحام جاء بعد اتهامات أطلقها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بحق موظفين في الأمم المتحدة ومنظمات دولية، زاعماً أنهم يمارسون أنشطة «تجسسية»، من بينهم مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي وآخرون في منظمة «اليونيسف».
وقالت مصادر محلية إن عناصر المخابرات الحوثية أنزلوا الموظفين إلى الطابق الأرضي وصادروا حواسيبهم وهواتفهم في سياق حملة واسعة من التوقيفات والاتهامات.
إدانات محلية ودولية
ندّدت رابطة أمهات المختطفين بالحادثة، واعتبرتها «تجاوزاً خطيراً وإصراراً على استمرار الانتهاكات ضد المدنيين وموظفي الأمم المتحدة»، مشيرةً إلى أن هذه الممارسات تهدّد بعرقلة جهود الإغاثة الإنسانية في ظل الأزمة المعيشية الخانقة في اليمن.
كما دانت الحكومة اليمنية على لسان وزارة خارجيتها تصريحات زعيم الحوثيين، ووصفتها بأنها «محاولة لتبرير الانتهاكات الخطيرة» ضد العاملين الإنسانيين ومكاتب الأمم المتحدة.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ، مؤكداً أن الاتهامات الحوثية «خطيرة وغير مقبولة» وتعرّض حياة موظفي الأمم المتحدة للخطر، وتقوّض عمليات إنقاذ الأرواح.
توسّع الاعتقالات إلى الموالين
وفي تطور لافت، شملت حملة الاعتقالات الحوثية اثنين من الإعلاميين العاملين في إذاعة موالية للجماعة هما علي القاضي ومحمد الشينة، اللذان أوقفا أثناء إعداد برنامج مصوَّر في صنعاء، وسط أنباء عن أن سبب الاعتقال يعود لتصوير مشهد دون ترخيص من السلطات الحوثية.
هذا التصعيد، وفق مراقبين، يُظهر حالة من القلق والارتباك داخل أجهزة الجماعة التي باتت لا تتردد في ملاحقة حتى المقرّبين منها.
موقف الصحافيين والمنظمات الحقوقية
جدّدت نقابة الصحافيين اليمنيين مطالبتها بالإفراج عن الصحافي ماجد زايد والكاتب أوراس الإرياني، المعتقلَين منذ أواخر سبتمبر، معتبرةً استمرار احتجازهما «انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير»، كما دعت المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الصحافيين الأربعة الآخرين المحتجزين لدى الحوثيين منذ سنوات.