مقالات
عصابات تعز المنفلتة
هل تشكّل حادثة اغتيال افتهان فرصة ثمينة للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية — يُحسنون استغلالها — لإعادة العلاقة مع السكان وتحسين صورتهم لدى شرائح المجتمع؟
لا أعتقد.
كل المؤشرات حتى اللحظة تقول ذلك.
السلطة الحازمة، والجهاز الأمني المسؤول القوي المحترم، لا يفاوض قاتلًا أرهب المجتمع. هكذا تقول الشواهد، ويسوق لنا التاريخ الأمثلة. وبمفاوضة مجرم، تشدّ الأجهزة الأمنية الحبل حول عنقها.
اليوم، هناك فرصة سانحة لتنظيف أحياء كلابة، وعصيفرة، والروضة من العصابة المتمترسة هناك، طالما والدم يفور، والشارع يغلي مناديًا معكم بتطبيق القانون والحفاظ على هيبة الدولة. فهذه فرصتكم.
غدًا قد تندمون!
في البداية، جرّب هؤلاء المارقون تكسير أقفال المنازل للسطو على الممتلكات: فسكتّم. نهبوا وقتلوا: فسكتّم!
غدًا، سيكسرون رؤوسكم أنتم. وتذكروا هذا جيدًا.
سيفتحون لكم أبواب الجحيم المُشرعة للأبرياء والمسالمين اليوم.
وما هذه الجرائم والغطرسة إلا بوادر لأيام مريرة وعصيبة تنتظركم.
نبيل شمسان، وعبدالقوي المخلافي، وخالد فاضل، ومنصور الأكحلي، ورشاد الأكحلي، وعبدالعزيز الصنوي، وعبدالله نعمان، وكل قادة الأحزاب السياسية والأمن:
أنتم من تنامون على وسادة السلطة وتتنصلون عن المسؤولية، فلتتحسّسوا رؤوسكم إذًا؛ لأن جريمة بهذا الحجم وبهذا المعيار ليست مجرد حادثة، إنها جرح لكرامة الدولة وتلطيخ لهيبتها، من أصغر مسؤول إلى أعلى رأس في النظام.
هذه فرصتكم لتحدّدوا مستقبلكم القريب في تعز، بين ناسها وأهلها.
خلية الروضة الإجرامية هؤلاء ليسوا مجرد قتلة مأجورين، لقد صاروا خبراء في الجريمة، في قتل الحياة برمتها.
ومن يقتل امرأة كـ افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز — المعنية والمهتمة الأولى بخلق صورة نظيفة عن المدينة والدولة والسلطة — بريئة، مسالمة، نزيهة، نظيفة، سيقتل ألف وألف بريء غيرها.