تقارير

كيف يمكن إنقاذ قطاع الكهرباء من حالتي الفساد والفشل؟

08/05/2024, 15:26:15

يعاني قطاع الكهرباء في اليمن من أزمة عميقة تلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة، فمع انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم في بعض المناطق، ومتكرر في مناطق أخرى، يصبح الحصول على الطاقة، وتوفير الكهرباء المستقرة، هاجسا يشغل بال جميع اليمنيين.

أزمة الكهرباء في اليمن تعود إلى جذور متداخلة من الحرب والفساد والنمو السكاني غير الطبيعي، خاصة في مناطق ووجهات النازحين، ونقص الموارد حينا، وسوء إدارتها أحايين أخرى.

أزمة الكهرباء تعتبر ثغرة سهلة لنهب الموارد المحدودة، ومع غياب الرقابة والمحاسبة تُجرى التعاقدات المشبوهة، وتُبذر الأموال دون وجه حق، فتشكّل أزمة الكهرباء محطة رئيسية لترشيد الإدارة، وتحسين كفاءة العمل الحكومي بشكل عام، التي لا يمكن تجاوزها إلا بوجود إرادة سياسية جادة، وإدارة نزيهة وفعّالة.

-وضع كارثي محتمل

من العاصمة المؤقتة (عدن) يقول الصحفي باسم الشعبي: "إن وضع الكهرباء في عدن مزرٍ جدا، حيث تعاني عدن من انقطاعات متواصلة في التيار الكهربائي، لاسيما ونحن على عتبات فصل الصيف، والأيام هذه انطفاء الكهرباء يصل إلى حوالي ست ساعات مقابل ساعتين".

وأضاف: "يُقدر عدد انقطاعات الكهرباء في اليوم بثماني عشرة ساعة تقريبا، مقابل ست ساعات فقط تشتغل فيها الكهرباء في العاصمة عدن، وهي عاصمة البلاد الآن".

وتابع: "وضع مزرٍ جدا أكثر من ما كان عليه الوضع في العام الماضي، رغم الوعود الكبيرة بإصلاح منظومة الكهرباء من قبل المسؤولين في الحكومة، ومن قبل المجلس الرئاسي، إلا أنه لم يتم إصلاح أي شيء فيما يتعلق بالطاقة الكهربائية، ومازلنا نعتمد على المازوت والديزل، وغيره من المشتقات النفطية، التي تصل بصعوبة إلى عدن من مأرب وشبوة".

وأردف: "في تقديري، استمرار هذا الوضع سوف يؤدي، خلال الأشهر القادمة في يونيو ويوليو وأغسطس، إلى وضع سيكون كارثيا في الحقيقة على العاصمة عدن وسكانها؛ لأن هذه الأشهر تكون فيها درجة الحرارة كبيرة جدا".

وزاد: "هناك جهود تبذل لإدخال محطة الطاقة الشمسية المقدمة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنه حتى الآن لم يتم ربط هذه المحطة، مائة وعشرين ميجا، بشبكة الطاقة الكهربائية".

-إشكالية قديمة

من مأرب يقول الصحفي حسين الصوفي: "إن الكهرباء في مأرب قد تكون أفضل على مستوى الجمهورية، وبالأمس كان هناك لقاء ودي مع محافظ المحافظة، تحدث بشكل كبير عن هذا الموضوع".

وأضاف: "المحافظ العرادة تحدث أن موضوع الكهرباء هي إشكالية قديمة عمرها أكثر من 20 سنة، منذ التعاقد مع الشركة المنتجة، التي ورّدت التوربينات، التي هي المولدات الرئيسية للكهرباء، والموزعة لها، وهذه التوربينات بعضها قد انتهى عمرها الافتراضي، وبالتالي إعادة تأهيل وإصلاح كهرباء من جديد يحتاج إلى وقت مضنٍ".

وتابع: "المحافظ قال أيضا إن هناك تواصلا مع الشركات لإصلاح هذه المولدات، أو التوربينات التي انتهى عمرها الافتراضي، لكن هذا يحتاج إلى وقت كبير؛ بسبب ظروف البلد الذي يعيش في ظل الحرب، وأيضا نظرا للتعقيدات الكثيرة من جانب الصلاحيات للبنك المركزي، وأيضا تعاملاته مع بعض الأطراف، والتعاقدات الدولية، وغيرها من الإشكاليات".

وأردف: "في المجمل، مأرب تعيش وضعا ربما هو أفضل من بقية المحافظات، مع بعض الانقطاعات أحيانا، لكن هذا يحتاج إلى أن يعي الناس، ويدركوا أهمية الكهرباء، وأيضا النعمة التي يعيشونها في مأرب؛ لكي يتعاملوا معها بنوع من الترشيد".

- أسباب

الباحث نبهان عبدالله نبهان: "من خلال المقابلات، التي عقدناها مع الجهات الحكومية والهيئات الحكومية، اتضح أن المشاكل هي أساسا في التوليد".

وأضاف: "عندنا مشكلة في التوليد بسبب زيادة الطلب، وبنفس الوقت لا يوجد أي إضافة إلى منظومة الكهرباء، بالإضافة إلى ضعف الصيانة، وكذلك لا يوجد هناك أي توجه حكومي لدعم قطاع الكهرباء بسبب الحرب".

وتابع: "الفساد واحد من الأسباب التي أدت إلى مشاكل في طريقة توليد الكهرباء المشتراة، التي سمح لها البحث مرة أخرى، فأدى إلى عجز كبير في التوليد، وفي نقل الطاقة، مما أدى، في ظل زيادة الطلب على الكهرباء، في وقت الصيف، في المحافظات الحارة، إلى انقطاع الكهرباء".

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.