منوعات

المغربي.. نازح مسن احترف صناعة المنظفات والمعقمات

10/04/2021, 14:02:09

قناة بلقيس - هشام سرحان

بوقاره وشعره الأبيض وهدوئه المعتاد، يعمل النازح المسنّ أحمد غالب المغربي (63 عاماً) في صناعة المنظفات والمعقِّمات بصنعاء، في محاولة للتغلّب على الفقر، والفراغ، والشيخوخة، وتبعات النزوح، وعبء مسؤولية أسرة كبيرة، هي في أشد الحاجة للغذاء، والماء، والدواء، وإيجار السكن، وتحسين وضعها المعيشي والمادي، وتوفير نفقات التعليم، وغيرها من متطلبات العيش الكريم.

أجبرته الحرب، إثر اندلاعها في العام 2015، كغيره على مغادرة مدينة تعز، بعد أن جرَّدته من ممتلكاته ومصادر دخله، ومنزله بما فيه من أثاث ومحتويات، ودفعت به في سحيق الفاقة والبطالة وشدة الحاجة، كما جعلته يخوض رحلة نزوح شاقة، تنقّل فيها بين عدد من مدن البلاد.

أسفرت الأوضاع الراهنة في البلاد عن نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، كما قذفت بمئات الآلاف من الأسر إلى مربّع التشرّد والحرمان، وتسببت في انقطاع الرواتب، وفقدان الأعمال، ومصادر الدخل، وتردي الأوضاع المعيشية، والاقتصادية، والصحية، وخلقت أسوأ وأخطر أزمة إنسانية على مستوى العالم.

نزح المغربي، وهو شرطي مرور متقاعد، مع أسرته من مدينة تعز القديمة، وتوجّه نحو منطقة 'القاعدة' التابعة لمحافظة 'إب'، وأقام فيها شهرين. توجّه بعدها نحو مدينة 'إب'، ومكث فيها قرابة 10 أشهر، أنفق فيها كل ما بحوزته من مال، كما باع مدَّخراته بما فيها سيارته، وغادرها باحثاً عن وجهة أخرى.

حطّ رحاله في العاصمة صنعاء العام 2016، وهناك استاجر منزلاً متواضعاً في أحد أحيائها، وأغرق في التفكير بوسيلة تنقذه من عوزه، وتمكٍّنه من إعالة أسرته، والإنفاق عليها، وتأمين متطلباتها، فقاد كفاحاً مريراً ومواجهة شرسة ضد قسوة الظروف ومرارة الحياة، ومعاناته المتفاقمة، وعجزه عن إطعام أسرته، والإيفاء بالتزاماتها.
زاول العديد من الأعمال، بعضها لا يتناسب مع كبر سِنه، حيث استأجر دراجة نارية، ثم سيارة أجرة، ونقل بهما الرّكاب في شوارع صنعاء وأحيائها، لكن عائداته من هذا النشاط لم تكن كافية، لتغطية مصاريفه الشخصية، الأمر الذي دفعه نحو البحث عن عمل آخر، إذ اشتغل مع إحدى المنظّمات في دهان الشوارع، ثم طباخ "كباب" في أحد المطاعم.

*منعطفات

أخفقت محاولاته في توفير القوت اليومي والضروري له ولأسرته، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ليغرق مجدداً في شروده، الذي لم يقده إلى وضع حدٍ لمأساته وفراغه، وتلبية احتياجات أسرته، ومرّت الأيام ببؤسها وعذاباتها اللامتناهية، حتى لاح في الأفق بصيص أمل، شكَّل نواة لمشروعه الجديد.
يقول المغربي لموقع 'بلقيس': "طلع اسمي ضمن النازحين، وتم ترشيحي من قِبل إحدى المنظمات للالتحاق ببرنامجها التدريبي، والمشاركة في دورة تدريبية، خاصة بصناعة المنظفات والمعقِّمات".

ويضيف: "حصلت على الترتيب الأول في الدورة، التي تخرجت منها بعد أن اكتسبت  حرفة جديدة، وتبلورت لديّ فكرة إنشاء مشروعي الخاص".
أنشأ معملا متواضعا في منزله، ودشّن مزاولة نشاطه الجديد، الذي وجد فيه نفسه، ومنحه وقته وجهده وشغفه، آملاً في أن يكون سبيلاً للنجاة والخلاص من فقره المدقع، ومصدراً مدِراً للدّخل.
يتوسط اليوم أدواته البسيطة، ومعه هموم وأحلام وتطلعات وآمال، عالقة في ذاكرته، لا تبارح روحه التوّاقة نحو الإفلات من قبضة الشقاء والعوز وشدة الحاجة، وذلك بالجدّ، والعمل، وكسب الرزق من عرَق جبينه.

يعتزل كعادته في إحدى زوايا سكنه، متأهباً -بصمت- للشروع في أداء طقوس حِرفة صناعة المنظفات والمعقّمات، فيتربّع على كرسيّ حديدي متواضع، ويتفقّد عُلبه وأوانيه البلاستيكية، والمواد اللازمة لصناعة المنظفات وأدوات التعقيم، التي برع في إنتاجها، وبمواصفات عالية، وجودة تكاد أن تكون مضاهية ومنافسة للأصناف المستوردة، وهو ما جعلها تحقق -في فترة وجيزة- رواجاً جيداً، وتحظى بإعجاب وثقة واستحسان الزبائن، الذين وجدوا فيها بديلاً مناسباً لقدراتهم المادية، وملبياً لرغباتهم.

* ابتسامة مؤقتة
   
بشغف المحبّ والهاوي لمهنته، يقضي معها معظم أوقاته، في مشهد يسوده الود، ويبدو فيه كمن يحاور أدواته، ويعزف على أوتارها، ليصنع من إيقاعها الهادئ أنواعاً مختلفة من المستحضرات السائلة، الخاصة بتعقيم الأسطح، والأجسام، والجروح، وتنظيف الملابس، والأواني المنزلية، والمطابخ، ودورات المياه.

 
تبسمت الحياة في وجهه، ولقيت منتجاته إقبالاً جيِّداً، سواء من قِبل الزبائن الذين يرتادون منزله، أو أصحاب المحلات الذين يزورهم ويوزع عليهم كميات متواضعة، ما جعله يلمس تحسناً في مبيعاته، وعائداته، ووضعه المعيشي مع أسرته.   

يواصل اليوم العمل في هذا المشروع، الذي يصفه بالناجح، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهه، بما فيها غياب الدعم، وندرة المواد الخام، وغلاء أسعارها، وعدم توفر المال الكافي لجلبها، في حين يوزّع معظم عائداته على متطلبات مهنته، وإيجار الشقة، ومصاريفه الشخصية والعائلية.

يحتاج المغربي حالياً إلى القليل من الدعم، في ظل  نفاد كل ما لديه من مواد خام، وافتقاره للمال الكافي، لتوفير احتياجات المعمل من تلك المواد، والعلب البلاستيكية، اللازمة لتعبئة منتجاته، وغيرها من الاحتياجات التي تضمن استمرار مشروعه ونجاحه.

منوعات

نقابة الصحفيين تنعى المساح أحد مؤسسيها وتشيد بمناقبه

نعت نقابة الصحفيين اليمنيين الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد الله المساح أحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين الذي انتقل إلى الآخرة يوم أمس الجمعة الموافق ١٩ ابريل ٢٠٢٤م بعد مسيرة صحافية ثرية ومؤثرة عن عمر ناهز ٧٦ عاما.

منوعات

أجهزة طبية قطرية حديثة لمرضى القلب في تعز

الهلال الأحمر القطري يدشن بالشراكة مع قطر الخيرية، العمل بجهاز القسطرة القلبية Azurion 3 F15، في تعز وهو من الأجهزة المتطورة والحديثة المستخدمة في التشخيص الدقيق والعلاج الآمن لأمراض القلب والأوعية الدموية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.