تقارير

مليشيا الحوثي حين تنصِّب نفسها حارسا لأخلاق المجتمع وعقيدته!!

29/01/2023, 06:17:13
المصدر : غرفة الأخبار

لم تكتف مليشيا الحوثي بالحال الذي أوصلت إليه اليمنيين من ضيق المعيشة والفقر والاحتراب الداخلي، بل تمارس الوصاية في تعليم المجتمع دروسا في الأخلاق، وتنصيب نفسها لحراسة أخلاق المجتمع ودينه، مبتكرة مصطلح الهوية الإيمانية.

فمنذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء عام 2014م، بدأت المليشيا بفرض منظومة قيم جديدة، تحتقر حقوق المواطنين وتعتبر حرياتهم الشخصية، رذائل لا يجوز السماح بها.

وتعد النساء بالنسبة للمليشيا الهدف السهل والطرف الأضعف الذي يمكن إصابته بدون الخوف من أي أضرار، بل قد تجد الدعم والمساندة ممن يتفق معها في النظرة إلى النساء ودورهن في الحياة.

- حالة إفلاس وهزيمة

تقول الباحثة والمستشارة الإعلامية، الدكتورة نبيلة سعيد: "إن ما تقوم به مليشيا الحوثي ليس تضييقا على المجتمع اليمني، خاصة النساء، وإنما حالة إفلاس وهزيمة في المعركة التي تقودها ضد المواطن اليمني، سواء على مستوى السلاح أو الأسعار أو في الحالة التي تتشدق بها بأنها تدافع عن اليمن".

وأوضحت: "إن مليشيا الحوثي انتقلت إلى هذه المرحلة لتصنع انتصارا جديدا وتفرض هيمنة مصطنعة على المجتمع اليمني"، مشيرة إلى أن "هذه الحالة تجعلنا نتساءل إذا كانت هذه المليشيا تتحدث عن القيم الفضيلة، فأين الفضيلة في أن تقتاد النساء إلى السجون مثلا، ويحدث ما لا يمكن أن يتصوره العقل؟".

وتساءلت: "أين القيم التي تتحدث عنها المليشيا، من حالات الاعتداء بالضرب والإهانة والشتم التي تمارسها بحق النساء اليمنيات؟".

وأضافت: "المرأة كانت بمثابة الخط الأحمر المتعارف عليه في مجتمعنا جيلا بعد آخر، إلا أن هذه المليشيا لم تضع خطا أحمر مع المرأة اليمنية إطلاقا، بل أحيانا إذا لم تعتد المليشيا بنفسها على النساء، تأتي بما يسمى بالزينبيات لاقتحام البيوت وضرب النساء وممارسة أعمال النهب والسرقة، وهذه هي قيمها".

وأشارت إلى أن "هذه الممارسات ممكن أن تشعر المواطن اليمني بالخوف، وخصوصا النساء، وممكن أن تشعرهم بالرهبة، وممكن أن تتقلص مساحة حرياتهم وتحركهم وتنقلهم وشعورهم بالأمان، وهذه نتائج طبيعية في ظل سيطرة المليشيا، لكنها أيضا تكشف حقيقة هذه المليشيات يوما بعد آخر".

وتابعت: "دائما ما كنا نسمع بأن صنعاء هي الجغرافية الآمنة، نتساءل اليوم أين هي مساحة الأمان هذه، بعد أن أصبحت بيوتها قلقة، ومدارسها يتناوشها الرعب، وجامعاتها تتسلط عليها ثقافات وعادات وتقاليد غريبة ودخيلة على المجتمع اليمني".

واعتبرت أن "هذه الممارسات تجعلنا أمام واقع مختلف لا يشبهنا كمجتمع يمني، لا قيما ولا عادات ولا تقاليد، ولا خلق، وبلا شك سيكون هناك نوع من الاستنكار والتحرك، لأن هذه الممارسات تثير حفيظة الفطرة السوية في البيئة اليمنية".

وقالت: "إن البيئة اليمنية بيئة بسيطة ومحافظة، وأن حفاظها يتسق مع السوية الإنسانية، وبيئة لا تختلف مع أحد، لكن الـ8 سنوات التي مضت في ظل الحرب تعد أسوأ سنوات عاشتها المرأة اليمنية؛ لأنها امتهنت بشكل غير عادي ومرعب للأسف".

- تجربة مشوهة

من جهته، يقول الإعلامي عبدالله الحرازي: "إن الجميع يعرف بأن مليشيا الحوثي تابعة للنظام الإيراني، وهي نسخة مشوهة لهذا النظام، وتعمل على استنساخ تجاربه، وما يحدث في إيران من تضييق وقمع للحريات وانتهاكات واسعة طالت تحديدا النساء يتم تنفيذه في اليمن؛ الكتلوج ذاته".

ويرى أن "مليشيا الحوثي تثبت كل يوم بأن ما كان يقال عنها بأنها جماعة إرهابية ومتطرفة، ليس إلا غيضا من فيض"، مشيرا إلى أن "ما تقوم به من ممارسات وانتهاكات وسلوكيات تسعى من خلالها إلى تحقيق أهداف منها إشغال المجتمع بشكل دائم إلى جانب الحروب والتحشيد والدفع إلى الجبهات، باسم العدوان".

وأشار إلى أن "المليشيا تتخذ مثل هذه الممارسات للهروب من أي مطالب حقوقية، ليس فقط المطالب المتعلقة بالحريات، وإنما المطالب الحقوقية الحياتية، كمطالبة الناس بالرواتب والخدمات والاستحقاقات التي يفترض من أي سلطة أمر واقع أن تواجهها".

وقال: "إن الشعب اليمني معروف بأنه من أشد شعوب الأرض محافظة والتزاما بقيمه وأخلاقه العربية والقبلية ومبادئه الإسلامية، ولا يحتاج إلى صعلوك أو قاطع طريق لأن يعلمه الفضيلة وهو أبعد الناس عنها قولا وفعلا".

ويرى أن "كل اتهامات مليشيا الحوثي، في السابق وما تكرره من اتهامات لخصومها، هي في الحقيقة اعترافات منها بقبحها الذاتي وأن كل ذلك هي من تقوم به وتمارسه".

واعتبر أن "مليشيا الحوثي الإرهابية تمارس ذات الكتلوج السلوكي الذي تمارسه كل جماعات الإرهاب والعنف في كل العالم، والتي لا يمكن أن تنتمي لهذا العصر، وهي إلى الفناء، لأن هذه الجماعات تصادم سنن الكون وقوانين العصر، وكل منطق"، مستدلا بقوله: "ها نحن نلاحظ الشعب الإيراني اليوم وهو في الشهر السادس ينتفض ويثور بكل ما يستطيع دون أن تهدأ هذه الثورة، وإن تم تجاهلها إعلاميا".

المساء اليمني
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

تقارير

"غرفة الرحمة".. عرض لملابس مجانية للفئات الفقيرة في المكلا

"كانت بدايتها هو عشق وحب للخير من خلال جمع بعض من الدعم الضئيل، الذي كان فريقها التطوّعي يتحصل عليه، والذهاب إلى منازل الفقراء والمحتاجين، وتوزيع ملابس الأعياد على الفقراء والمحتاجين في مدينة المكلا شرق اليمن"، بهذه الكلمات بدأت إسراء الدّيني -رئيسة مؤسسة "الناس للناس"

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.