تقارير

ما مدى إمكانية إحياء فرص السلام في اليمن؟

28/01/2023, 09:18:17
المصدر : خاص

بعد جولة شملت صنعاء ومسقط والرياض، حطت حقيبة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في ألمانيا، في محاولة لإنجاح جهود تثبيت الهدنة، ومن العاصمة الألمانية أعرب "غروندبرغ" عن تقديره لما وصفه بدعم برلين الثابت والمستمر لجهود الأمم المتحدة في تثبيت الهدنة في اليمن.

المبعوث الأممي "غروندبرغ" خلال لقائه وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، طالب المجتمع الدولي بتقديم الضمانات اللازمة لإقناع الأطراف بالتقدم نحو خطوات السلام، حيث جاءت مسألة الضمانات في جدول المبعوث الأممي، بعد طرحها من قبل طرفي المباحثات الأخيرة، ( مليشيا الحوثي، والسعودية)، في ظل أزمة الثقة بين الطرفين.

ضرب من المُحال

يقول الخبير العسكري، الدكتور علي الذهب، إن الحديث عن السلام مع مليشيا الحوثي هو ضرب من المحال، وهذا الكلام لا نقوله جزافا، وإنما من واقع التجربة التي تعاملت بها هذه المليشيا مع الحكومات المتعاقبة منذ تمردها على السلطة في الحروب الستة وفي ظل وجودها كطرف مهيمن على السلطة في مناطق معينة من المحافظات الشمالية.

وأضاف: حتى وإن أرادت مليشيا الحوثي أن تجنح للسلم، فإنها أيضا تبدي تخوفا من الأطراف الأخرى فيما يخص عدم الثقة، وهي حالة حاولت الأمم المتحدة والوسطاء الإقليميين خلقها بين مختلف الأطراف، لكنها لم تصل إلى أي نتيجة.

وأوضح، أن السلام طريقه بعيد ومحفوف بالتحديات والعوائق الكبيرة، في ظل تجارب تجارب تستفيد منها مليشيا الحوثي الكثير من الدروس، والمتعلقة بتجاربها وارتباطاتها الخارجية بحركات عنف موجودة في العراق ولبنان وسوريا، فضلا عن كون مليشيا الحوثي مصفوفة من فواعل العنف التي تديرها إيران وفقا لمصالحها الاستراتيجية وليس من منطلق أنها حركة مستقلة.

وأضاف: صحيح أن مليشيا الحوثي لديها مشروعها الخاص لكن في نفس الوقت تسيطر عليها إيران عسكريا وسياسيا، وفق أجندات استراتيجية طويلة الأمد، ولا يمكن أن يتحقق السلام في اليمن إلا برفع إيران يدها عن هذه المليشيا، وفي نفس الوقت يتطلب هناك تنازلات من مختلف الأطراف وفق ضمانات لإحلال السلام، لكنه سيكون سلاما مرحليا.

هناك اختراق

من جهته يقول الصحفي والكاتب السياسي العماني، عوض بن سعيد باقوير، إن الشعب اليمني هو من دفع ضريبة هذه الحرب، وبطبيعة الحال أي حرب إقليمية لا بدلها من نهاية، وإن كانت هناك تعقيدات من قبل مليشيا الحوثي وحليفتها إيران.

وأضاف: من ضمن معوقات ومشاكل الحرب في اليمن، أن هناك رعاية إيرانية لمليشيا الحوثي، ولكن على ما اعتقد أن في الآونة الأخيرة حدث اختراق من خلال جهود حثيثة تبذلها الدبلوماسية العمانية، من خلال وفود عدة مرات إلى صنعاء، وأيضا مع أطراف الحكومة اليمنية، وأيضا هناك تنسيق سعودي عماني بشكل متواصل، إضافة إلى تحركات المبعوثين الأممي، والأمريكي.

وتايع: هناك قراءة دولية في ظل تطورات في المنطقة والعالم، تشير إلى أن الحرب في اليمن لم تعد ذات جدوى وخصوصا أن حسمها العسكري يبدو مستحيلا، إضافة إلى أن هناك حوارا بين السعودية وإيران، وفي حال هناك توصل إلى عودة العلاقات السعودية الإيرانية سيكون ذلك من أهم المتغيرات التي قد تنهي الحرب، والوصول إلى حل سياسي نهائي، كون إيران هي من ترعى مليشيا الحوثي.

ويرى أنه إذا لم تكن هناك محاولات وجهود من أجل السلام في اليمن، فمعنى هذا أن اليمن ستدخل في نفق مظلم، وحرب أهلية لا يعرف أحد نهايتها، وسيتمزق الشعب والمجتمع اليمني وسندخل بمتاهات كبيرة، مشيرا إلى أن عمان والسعودية والمجتمع الدولي، يسعون لإنهاء هذه الحرب في ظل تطورات إنسانية كبيرة يلاقيها الشعب اليمني.

وقال: صحيح أن هناك تعقيدات، وقد تكون هناك انعدام ثقة بين مليشيا الحوثي، والحكومة اليمنية والسعودية، لكن في نهاية المطاف أي حرب في التاريخ لابد لها من نهاية على طاولة المفاوضات.

واعتبر أن حتى وإن كانت مليشيا الحوثي، متعنتة، ولديها أجندات معينة، لكن في النهاية، الوقائع على الأرض ستجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات وأن تكون جزء من المشهد السياسي اليمني، وأن تدخل في انتخابات كحزب سياسي، كما تقول الخطة.

وأشار إلى أن الاستفراد بالسلطة في اليمن صعب جدا، مضيفا: عندما نتحدث عن إيران فهي لديها حساباتها الآن فهي تعيش حصار خانق من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في ظل مشاكل لابد لها من مخارج، ونرى التصريحات الإيرانية التي تتحدث عن أهمية الانفتاح مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية.

وأوضح، أن من خلال الحوار السعودي الإيراني ستصبح مليشيا الحوثي مكشوفة، فحاضنتها انتهت ومن الصعب أن تستمر بنفس القوة والمعيار.

زوايا الحدث
تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.