تقارير

كورونا' يفتك بأطباء اليمن وسط عجز حكومي وتكتم حوثي

13/04/2021, 20:21:29

قناة بلقيس - خاص

في معركة غير متكافئة ضد فيروس "كوفيد – 19"، ينزف اليمن العشرات من كوادره الطبية، إذ أنّ المنظومة الصحيّة والوقائية في اليمن متهالكة، ما يجعل الأطباء والمُمرضين، والعاملين الصحيين أكثر عُرضة للعدوى، في ظل عجز حكومي وتكتم شديد من قِبل مليشيات الحوثي.

وحتى العاشر من أبريل/ نيسان الجاري، ارتفعت حصيلة الأطباء الضحايا المتوفين بفيروس 'كورونا' إلى 85 حالة وفاة، منذ بدء تفشي الوباء في البلاد في أبريل/نيسان 2020، وفقا لإحصائية نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين.
ومنذ منتصف مارس/ آذار الماضي، بلغ إجمالي عدد الأطباء المتوفين جراء 'كورونا' 15 طبيبا، وهم يواجهون الجائحة بمختلف محافظات البلاد، بحسب بيانات نقابة الأطباء.

وتظهر إحصائية نقابة الأطباء اليمنيين أن الأطباء الضحايا المتوفين بالفيروس يتوزّعون على: عدن، وتعز، وصنعاء، وإب، وحضرموت، وصعدة، الأمر الذي يكشف عن تفشي الوباء في كل ربوع البلاد، رغم تكتم مليشيا الحوثي، وعدم اعترافها بتفشي الوباء في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وضربت الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) عموم اليمن، منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، وتسارعت بشكل كبير مع بداية الأسبوع الثاني من شهر مارس/آذار التالي، وزادت الإحصائية مع مطلع إبريل/ نيسان الجاري.

تكتم حوثي

وخلال الأيام الماضية، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار الوفيات في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، التي لم تعلن عن أي إجراءات احترازية للوقاية من الوباء، وذلك في إطار التكتم على الوباء، الذي تنهجه منذ العام الماضي، خاصة بعد إعلانها وفاة قيادات رفيعة تابعة لها في العاصمة صنعاء، في ظروف غامضة.
وفي محافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة المليشيا، كشفت مصادر طبية عن ارتفاع عدد الوفيات والإصابات في الطواقم الطبية بعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، جراء إصابتهم بفيروس 'كورونا' المستجد، بعد استقبالها عشرات الحالات من المرضى المصابين.

وقال مصدر طبّي يعمل في هيئة مستشفى 'الثورة' العام -طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على حياته- لـ "بلقيس" إن عدداً من الطواقم الطبية في مستشفيات 'جبلة' و'الثورة' (حكومية) أصيبوا بالفيروس، من بينهم مدير مستشفى 'الثورة'، الدكتور عبدالغني غابشة الذي أعلن، الخميس، تعافيه مما سماها "بكتيريا انتهازية".
وأشار المصدر إلى وفاة الممرضة الهندية في مستشفى 'جبلة' (ميرسي بولوس)، الأربعاء الماضي، بالوباء. كذلك وفاة الدكتور عصام هزاع أخصائي طبّ الأطفال في مستشفى البرج (خاص) إثر إصابته بفيروس 'كورونا'.

وبحسب المصدر الطبّي، فإن مركز العزل الخاص بكورونا في هيئة مستشفى 'الثورة' العام في 'إب' يستقبل كل يوم قرابة 15 حالة إصابة بكورونا، ونظرا لعدم القدرة الاستيعابية للإصابات، وعدم توفر الأدوية وأسطوانات الأوكسجين بمركز العزل الخاص بالمستشفى، يتم ترحيل تلك الحالات إلى مركز العزل التابع لمنظمة 'أطباء بلاحدود' في منطقة 'السحول' (شمال المدينة).
وفي وقت تواصل فيه مليشيا الحوثي التعتيم على أعداد الوفيات والإصابات بفيروس 'كورونا' المستجد في صنعاء، توفي مطلع الشهر الجاري استشاري الجراحة العامة والمخترع اليمني الشهير خالد نشوان، متأثراً بإصابته بالوباء.

تحذير أممي وعجز حكومي

والخميس، حذّرت الأمم المتحدة من خطورة زيادة تفشي فيروس 'كورونا' في اليمن، في ظل نقص تمويل خططها الإنسانية.
وقال المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة بنيويورك، إنه تم تأكيد أكثر من خمسة آلاف إصابة بفيروس 'كورونا' في اليمن، منذ بداية انتشار الجائحة مطلع العام الماضي، كما أن أعداد الوفيات آخذة في الارتفاع، مشيرا إلى تسجيل نحو ألف حالة وفاة، وثلث هذه الحالات منذ منتصف مارس الماضي فقط، لافتا إلى أن هذه الأرقام أقل كثيرا من الأرقام الفعلية، بسبب قدرات الاختبار المحدودة ونقص الإبلاغ.

وحذّرت منظمة 'أطباء بلا حدود' من "الارتفاع الحاد" في حصيلة الإصابات الخطرة بكورونا المسجل في اليمن في الآونة الأخيرة.
وقالت المنظمة، في بيان لها، إنها "تسجل ارتفاعا حادا في أعداد المصابين بكورونا، الذين يعانون من حالات حرجة تستدعي الاستشفاء، في عدن وفي مختلف أنحاء اليمن".
ولفت رئيس بعثة المنظمة في اليمن، رفاييل فيخت، إلى أن "الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بكورونا خلال الأسابيع الماضية يعد مثيرا للخوف، ويشكل مدعاة قلق كبيرة".

ودعا المنظمات الإنسانية إلى "زيادة حجم استجاباتها الطارئة لكورونا بسرعة"، كما حضّ المانحين الدوليين على توفير دعم أكبر.
من جهتها، قالت منسقة المنظمة في اليمن، لاين لوتنز، إن "كثيرا من المرضى الذين نراهم يصلون -للأسف- بحالة حرجة".

وأضافت أن "علاجهم صعب، لأن معظمهم يحتاج مستويات عالية من الأوكسجين والرعاية الطبية، في حين أن قدرة اليمن على توفير رعاية مركزة محدودة بسبب الحرب التي تعصف به".
وكان مركز العزل في مستشفى 'الأمل' في العاصمة المؤقتة (عدن)، قد أعلن توقفه عن استقبال أي حالات جديدة مصابة بفيروس 'كورونا'، محملا وزارة الصحة تبعات هذا القرار.
جاء ذلك في بيان للمركز، علّل فيه السبب بعدم وجود ميزانية تشغيلية خاصة بالمركز، وافتقاره للتجهيزات الطبية، وعدم صرف مستحقات الطاقم الطبّي المناوب.

وذكر البيان أن المركز يفتقر إلى الأوكسجين وأجهزة التنفس، إضافة إلى عدم توفر المحاليل المخبرية والمعدات الطبية، مشيرا إلى أن الوضع الصحي داخل المركز يهدد حياة الأطباء مع تدنّي الإجراءات الاحترازية والوقائية، لافتا إلى أن أغلب الأطراف ذات العلاقة تخلّت عن المركز ودعمه.

وفي تعز، تفاقمت معاناة مرضى الفشل الكُلوي في هيئة مستشفى 'الثورة'، بعد تسجيل حالات إصابة بوباء 'كورونا' في أوساط المرضى.
ويفتقر المركز إلى المعدات اللازمة لمواجهة الحالات المؤكدة إصابتها بالوباء، في ظل عجز كبير من قِبل السلطات المحلية والمنظمات الإغاثية.

وحتى مساء السبت الماضي، أعلن مدير مكتب الصحة في تعز، راجح المليكي، أن عدد حالات المصابة بالفيروس بلغت 653 حالة، توفيت منها 77 حالة، منها أربعة أطباء، مشيرا إلى مراكز العزل ممتلئة بالمصابين، وسط تزايد الأعداد بشكل كبير مقارنة بالموجة السابقة من الوباء.
ووفقا للسلطات الصحية، فإن الإجمالي الكلي لحالات الإصابات المؤكدة بكورونا منذ تفشي الوباء، وحتى مساء السبت، 5276 حالة منها 1031 وفاة و2027 تعافٍ، ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين.

تقارير

"غرفة الرحمة".. عرض لملابس مجانية للفئات الفقيرة في المكلا

"كانت بدايتها هو عشق وحب للخير من خلال جمع بعض من الدعم الضئيل، الذي كان فريقها التطوّعي يتحصل عليه، والذهاب إلى منازل الفقراء والمحتاجين، وتوزيع ملابس الأعياد على الفقراء والمحتاجين في مدينة المكلا شرق اليمن"، بهذه الكلمات بدأت إسراء الدّيني -رئيسة مؤسسة "الناس للناس"

تقارير

"مصيرهم الموت".. مخرجات المراكز الصيفية الحوثية وطبيعة عملها

"معظم من يتخرجون من المراكز الصيفية الحوثية مصيرهم الموت"، هذا الاعتراف جاء على لسان القيادي لدى مليشيا الحوثي، قاسم آل حمران، رئيس ما يُسمى ببرنامج الصمود الوطني، أدلى به لمتابعيه والناس، وليس تنكيلا من الخصوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.