تقارير

حياة الذبحاني..ناشطة صنعت البسمة على وجوه فقراء تعز

16/01/2021, 18:06:52
المصدر : قناة بلقيس - هشام سرحان

تصنع الناشطة الإنسانية حياة الذبحاني، في مدينة تعز، الأمل في أفق الكادحين والفقراء والمحتاجين والطلاب وضحايا الحرب وأسر الشهداء والجرحى. كما تزرع الفرحة في نفوسهم من خلال ما تقوم به من أنشطة خيرية وإغاثية وتنموية، شملت مجالات: التعليم والصحة ومكافحة الفقر وتطوير المهارات والتدريب الحِرفي.

ويروق لها العمل الإنساني كثيراً، الذي تبذل فيه قصارى جهدها في محاولة لسد الفجوة بين العمل الإغاثي والمستفيدين منه في مدينة أنهكها الحرب والحصار المطبق عليها منذ العام 2015، كما تكتظ بالمعدَمين والغارقين في وحل العوز وشظف العيش وشدة الحاجة.

وتتلفت حولها، فتجد نفسها أمام الكثيرين من الأيتام والمحتاجين والنازحين والمشرّدين والجرحى والمعاقين والمتسربين والمتسربات من التعليم، إلى جانب بنية تحتية مدمّرة وأُسر تتطلع نحو الخلاص من بؤسها وشقائها، ما يجعلها تمدّ يد العون رغم الصعوبات والتحدّيات والمخاطر.

وتحاول -كغيرها من العاملين في هذا المجال- تحقيق العديد من الأهداف، بينها: تقديم المساعدات، ونقل الأسر الفقيرة وذوي الشهداء والجرحى من حالة الاحتياج إلى الإنتاج، وقطعت مع غيرها في ذلك شوطاً كبيراً، وحققوا إنجازاً ملحوظاً في المدينة المنكوبة، كما تقول لموقع "بلقيس". وأضافت "ما يدفعنا للعمل الإنساني هو حبّنا لسكان ومدينة تعز، التي أكلنا من خيراتها وشربنا من مائها وترعرعنا تحت سمائها، فوجب علينا رد الجميل لها".

*شغف

ويلازمها الشغف بالنشاط الإنساني، الذي ألفته كثيراً وتجذّر في نفسها منذ طفولتها، التي تأثرت فيها بوالدها الراحل، الذي لقّنها أبجديات العمل الخيري وحبّ الآخرين، وهي قيم ترعرعت معها في سنوات دراستها الثانوية والجامعية، وظهرت بوادرها مع انطلاق ثورة "الحادي عشر من فبراير" العام 2011، كما برز اسمها كثيراً إبان الحرب الدائرة في البلاد للعام السادس على التوالي.

وتذكر "تعلمنا أن العمل الإنساني يظهر في الوقت المناسب، حيث تشتد حاجة الإنسان إلى المساعدة، خصوصاً في هذه المدينة التي يعاني فيها الجميع، وهو ما دفعنا إلى تلبية داعي الضمير، وذلك بالخروج لتلمّس أوضاع الضعفاء ومواساتهم، والوقوف بجانبهم غير آبهين بالمخاطر والموت في أية لحظة".

وتعيش تعز، وهي المدينة الأكثر ضحايا والأكبر دماراً وتفشياً للأمراض والأوبئة، أوضاعاً إنسانية ومعيشية واقتصادية وصحية وتعليمية مأساوية، كما تتوسع فيها دائرة الفقر والبطالة وغلاء الأسعار، ما يفاقم معانات سكانها، ويتطلب مضاعفة الجهود الإغاثية فيها.

وعملت حياة في أحلك الظروف ووسط الرصاص والقذائف، وهو ما تشير إليه، مستدركة "زرعنا الأمل ورسمنا الابتسامة على كثير من الوجوه في تعز، وهو واجب علينا تجاه أبناء مدينتنا".

واستطاعت مع غيرها من الناشطين القيام بالعديد من الأعمال التنموية والإغاثية، وتنفيذ مشاريع تمد الإنسان بالأمل والحياة، وتجعل الفرد يكتفي بذاته، إلى جانب إعادة مجموعة كبيرة من المتسربين والمتسربات من التعليم إلى المدارس، حد تعبيرها.

وتتشارك همَّ أبناء المدينة مع كثير من التكتلات والمبادرات، التي تسلك درب حياة، التي حيّت الشيخ حمود سعيد المخلافي والحائزة على جائزة "نوبل للسلام"، الناشطة توكل كرمان، لرعايتهما ودعمهما لمثل هذه الأعمال.

* بصمات

وفيما قام الأول بترميم مدرسة "ثانوية تعز الكبرى"، وتزويدها بالكثير من الاحتياجات والأثاث، ما نهض بالإدارة المدرسيّة كي تمارس مهامها كأعرق وأقدم مدرسة في تعز، كان للأخيرة بصمات في هذا المجال، إذْ وفّرت ألف كرسيّ مزدوج لها.

وتوضّح حياة أن هذين الشخصين "استطاعا أن يعيدا الحياة لهذه المدرسة، والتي تشكل واجهة تعز، وعنوانها الأبرز الذي تخرج منه رجال الدولة وساستها ومثقفوها، الذين تنكروا لها، في حين كان هناك أوفياء، كالشيخ حمود المخلافي والأستاذة توكل كرمان".

وفي مجال التنمية، تم تأسيس "مركز احتراف"، بدعم 'المخلافي'، ويستهدف زوجات الشهداء والجرحى المعاقين وأمهات الأيتام إلى جانب الأسر الفقيرة والمعدمة. كما يقوم المركز بتعليم الفتيات والنساء بالمجان، ويوفر لهنّ الأقمشة، وكل ما يحتجنه من مستلزمات الخياطة.

وحسب حياة، فقد "تخرج من المركز 60 امرأة، يمتلكن حِرفة تقيهنّ شظف العيش، وتجعلهن مسؤولات عن أسرهن، ومنتجات في المجتمع، لا يلتفتن لأحد، ولا يمدنّ أيديهنّ لأحد".

ويجري العمل على تطوير مثل هذه المراكز، وإكساب النساء مهارات أخرى، في مجالات: الكمبيوتر وعلوم الحاسوب، واللغة الإنجليزية، ودورات الكوافير، وإنتاج وصناعة البخور، وغيرها من الحِرف اليدوية.

وتأمل أن تكون أنشتطها تنموية بالدرجة الأولى، لخلق مجتمع يعمل ولا يتسوّل، في حين تتحدّث عن توجهات لتأهيل بعض مشافي المدينة وتزويدها بالأجهزة الطبيّة، وذلك برعاية مؤسستي "توكل كرمان" و"الشيخ حمود المخلافي".

وتُعرب عن سعادتها الكبيرة لعملها مع هاتين المؤسستين، معتبرة تنفيذ مشاريعهما تكريما لها، والتي من بينها مشروع "تأهيل وإنقاذ خريجي الجامعات من البطالة"، كونهم شريحة تحتاج للمساندة، ويشكلون مستقبل وعمود مدينة تعز.. وتردف "نحن نعمل مع هاتين المؤسستين، كي يرى هؤلاء الشباب طريقهم في الحياة، ويكونوا منتجين ونافعين وفاعلين في مجتمعهم، ويصنعوا الغد المشرق".

* شجون ناشطة

ويحظى الجرحى باهتمام حياة، المتواجدة حالياً في سلطنة عُمان مع العشرات منهم، الذين يتلقون العلاج في 'المركز العربي للأطراف الصناعية' بمدينة 'صلالة' العُمانية، والذي يعد الثالث عالمياً والأول على مستوى الشرق الأوسط.

وتنفذ شركة "إيتبوك" العالمية للأطراف الصناعية أي طلبات، وتمدّ بها الجرحى طبقاً ل'حياة'، والتي أشارت إلى خروج الدفعة الثالثة من المركز بعد أن استعاد الجرحى الحياة، وارتدوا الأطراف الصناعية، التي تُساعدهم على خوض غمارها مرّة أخرى.

وتتطلع الناشطة حياة نحو تنفيذ المزيد من المشاريع وتوسعة هذا المركز، وإنشاء مدينة طبية تستوعب الجرحى المشلولين والمعاقين والمبتورين والمكفوفين، الذين يعدون "جرح تعز الغائر"، والذين تخلى عنهم الرئيس هادي والحكومة الشرعية والوزراء والسفراء والنواب ودول التحالف، بينما احتضن الشيخ المخلافي هذا الجرح الدامل، وبادل الجرحى الوفاء، متصدراً الكثير من الأعمال، التي تجزم حياة بنجاحها، وقطع شوط كبير فيها.

وتتذوق حلاوة العمل الإنساني، إذ تجد أنه من الجميل أن يكون الناشط سبباً في سعادة إنسان، وتضيف "ما أروع ذلك الإحساس الذي يغمر الشخص وهو يفتح أفق أمل لشخص قد فقد الأمل، ويأخذ بيده للنجاح، ويدفع بسفينة لتبحر وتصل إلى بر الأمان".

وتختتم حديثها ل"بلقيس": "يحتاج العمل الإنساني إلى جهود كثيرة وتكاتف الجميع، لنصنع الحياة والابتسامة على وجوه أهالي مدينتنا، الذين قست عليهم الظروف والحرب، وأن نعمل -جميعا- على انتشال هذه الفئة المتعبة من أبناء جلدتنا".

تقارير

الكاتب والصحفي الراحل محمد المساح.. استوقف الزمان وغادره بصمت

الكاتب والصحفي اليمني محمد المسّاح، صاحب عمود "لحظة يا زمن"، الذي أطل به على قرائه من على صحيفة "الثورة" الرسمية، لسنوات طويلة؛ يودع الحياة ويترك خلفه إرثا ثقافيا ومعرفيا ملهما للأجيال الصحفية والأدبية، التي جاءت من بعده.

تقارير

وعود برحلات وهدايا وسلال غذائية.. هكذا تستقطب مليشيا الحوثي الطلاب لتجنيدهم في مراكزها الصيفية

دشّنت مليشيا الحوثي معسكراتها الصيفية لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، بعد إنهائها العام الدراسي مبكراً وتنفيذ حملات ترويجية، تضمنت وعوداً بجوائز وسلال غذائية، وسط الاهتمام الشديد من زعيم المليشيا بهذه المعسكرات، وتحذير الحكومة من خطرها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.