تقارير

بسبب التضليل والأفكار الخاطئة.. رفض الأسر تطعيم أطفالها ينذر بالخطر

27/01/2023, 13:41:24

لم يعُد بمقدور نايف الوصابي (34 عاما)  سوى عضّ أصابع الندم والإحساس بالذنب بحقّ طفله البالغ من العمر 14 شهراً بعدَ إكتشاف إصابته بشلل الأطفال، وهو واحدٌ من ستة أمراض قاتلة للأطفال في العام الأول: 'الحصبة والسل الرئوي والدفتيريا والسعال الديكي والتهاب السحايا وشلل الأطفال'.

لم يكُن الوصابي مقيماً في منطقة بعيدة ونائية يصعُب الحصول  فيها على اللقاحات اللازمة لطفله لكنّه اختار عدم تطعيمه متأثراً بموجة متنامية ترفُض تطعيم الأطفال ضد أمراض الطفولة القاتلة ، وهي موجة تزداد انتشارا  على الصعيدين المحلي و العالمي على اختلاف دوافعها من بلدٍ لآخر ، وقد أدرجت الأمم المتحدة مطلع العام 2019 رفض التطعيم ضمن أكثر عشرة أخطار  تهدد الصحة العالمية. 

عودة الأوبئة..  خطرٌ داهم

في تقرير لها منتصف ديسمبر الفائت ، رصدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)  15 حالة وفاة بالحصبة ، بالإضافة إلى اكثر من 1400 حالة إصابة بالمرض خلال العام المنصرم 2022.

كما شهد العام ذاته عودة شرسة لشلل الأطفال ، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الإنقلاب في بيان لها في السابع والعشرين من ديسمبر تسجيل 226 حالة إصابة بشلل الأطفال، بينما ذكرت تقارير صحفية محلية ودولية رصد أكثر من 800 حالة إصابة بالمرض من أوائل 2023 حتى شهر سبتمبر. 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد يؤدي الفشلُ في القضاء على حالة واحدة مؤكدة من شلل الأطفال إلى ما يصل عدده نحو 200،000 حالة جديدة كل عام، الأمر الذي ينذرُ بكارثة تهدد حياة جيل كامل من اليمنين ، بعد مرور أكثر من عقد على إعلان البلاد خلوها من المرض في 2009.

أسباب الرفض.. حجج لا تدفع البلاء

تتعدد أسباب رفض الأهالي تطعيم أبنائهم لعوامل ثقافية و سياسية واجتماعية أخرى، من بينها غياب الثقة في النظام الصحي، 

 والتسليم بضرورة أن يكتسب الأطفال مناعتهم ذاتيا، واتباع وجهة النظر والإشاعات القائلة بأنّ اللقاحات تنهك الجهاز المناعي للطفل وتضعف مقاومته للأمراض مستقبلاً ، منهم الوصابي الذي يؤكّدُ أن قراره نابع من اعتقاد يقرُّ الآن بخطأه ولكنه يبرره: 'بأنه وأجيالا كثيرة سبقته عاشوا سليمين من الأمراض دون تلقيهم أي نوع من اللقاحات' ، بينما تؤكّد منظمة يونيسيف على أهمية اللقاحات وأمانها والحرص على سلامتها التخزينية ودعم المراكز الصحية التي تتوافر فيها اللقاحات بأجهزة التبريد والطاقة الشمسية اللازمة لاستمراريته خلال الانقطاع الكهربائي. 

إلى ذلك تؤدي الخطابات السياسية المتشددة التي تعتبر البرامج الصحية العالمية مؤامرة من الغرب دوراً بارزا في عزوف كثير من الأسر عن تطعيم أطفالها خصوصا من أنصار ميليشيات الحوثي التي أعلن قائدها في خطاب له خلال جائحة كورونا : 'إن الفيروسات والأوبئة هي حرب بيولوجية، تصنعها الدول المتطورة في معامل بإمكانيات عالية، من فيروسات وجراثيم، وهناك دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لاستغلال هذه الفيروسات والاستفادة منها للفتك بالبشر وإلحاق الضرر بدول ومجتمعات'.

التوعية.. الغائب الأبرز

في حديثه عن أسباب العودة الكبيرة لأوبئة كان قد قُضي عليها بفضل الحملات المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي ، يرجع الدكتور فتحي محسن (طبيب أطفال -33 عاما)  ذلك إلى غياب التوعية واتباع الإشاعات وامتناع بعض الأسر من تلقيح أطفالها اعتقاداً بعدم أهمية اللقاحات حينا وعدم أمانها أحياناً أخرى، وينوّه محسن في حديثه لموقع بلقيس إلى ضرورة حماية الأسر لأطفالها من خلال اعطائهم حقهم في التلقيح وأخذ اللقاحات الكاملة في مواعيدها المنتظمة لتجنب النتائج الخطيرة. 

وبدورها تشير الدكتورة جميلة الأصبحي والتي تعمل في مركز صحي متخصص بالأمومة والطفولة وشاركت في آخر حملة ضد شلل الأطفال نفذتها وزارة الصحة في حكومة صنعاء في ديسمبر 2021 ، أشارت إلى:  'أنّ تنامي موجة الرفض تتطلب حملات توعوية مستمرة لوقاية الناس من الأفكار المضللة والمعتقدات الخاطئة التي تقود البلاد لمصير كارثي' وتضيف 'غياب او ضعف دور الحكومة ينعكس على المجتمع بشكل خطير وعزوف الحكرمات عن الاستمرار في التوعية الصحية وخصوصا التركيز على ضرورة التطعيم هو ما يترك المجال للشائعات ومروجيها من التغلغل في المجتمع وافساد وعيه وبالتالي صحته وحياته' كما تقول. 

تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تقارير

ما مستقبل الأزمة اليمنية بعد 10 أعوام من محاولة جلب الحل السياسي الشامل؟

الأمم المتحدة، وعبر مبعوثيها المرسلين إلى اليمن، لم تستطع، حتى الآن، إيجاد خريطة طريق للحل، ووقف إطلاق النار، وجعل مسار المفاوضات ممكنا، وسط تقارير تشير إلى تخاذلها وغض الطرف عن تصرفات مليشيا الحوثي العابثة منذ سنوات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.