تقارير

المرضى النفسيون.. أرقام تضاعفها سنوات الحرب في اليمن

16/04/2021, 10:27:19
المصدر : نشوان علي

تتردد أم عبدالله الشويع على عيادة أحد الأطباء النفسيين في العاصمة صنعاء، برفقة ابنها البالغ من العمر 18 عاما، الذي أصيب بمرض نفسي إثر انفجار صاروخ ألقته إحدى مقاتلات التحالف السعودي- الإماراتي، العام 2019.

تقول أم عبدالله لـ"بلقيس": "انفجر الصاروخ جوار منزلنا في منطقة 'عطان'، أثناء خروج عبدالله من المنزل، فسقط على الأرض، ونهض وهو مرعوب، ويصرخ، ويتحدث بكلام غير مفهوم".
"حاولنا تهدئة روعه، لكنه ظلّ على هذه الحال أكثر من أسبوع، عندها قررت أن آخذه إلى الطبيب النفسي"، تضيف أم عبدالله والدّموع تسيل من عينيها.
وتتابع: "كنا ننتظر أن يدخل إحدى الجامعات ليدرس 'هندسة'، لكن الآن لم يعد مستقبله واضحا، فلا نعلم متى يعود إلى سابق أيامه، الحمد لله".

معلِّم شارد الذهن

قصة أخرى يرويها الحاج أحمد محمد الظلماني عن مأساة ابنه يحيى (46 عاما)، الذي كان يعمل مدرسا في إحدى المدارس الحكومية، موضحا أنه كان مجتهدا ومحبوبا من جميع طلابه قبل أن يُصاب بمرض نفسي العام 2016، بعد أن فقد مرتبه الذي كان ينفقه على أسرته البالغ عددها 5 أفراد (ثلاثة أبناء وبنتان).

يقول الظلماني: "أصيب ابني بذهان حاد، ومع الأيام تطوّرت حالته، وأصبح يجوب الشوارع دون وعي، ورفض تناول العلاج".
مضيفا: "كان متجاوبا في البداية، لكن مع استمرار انقطاع المرتب أصبح متمردا  وشارد الذهن لا ينام، ويرفض حتى البقاء في المنزل".

معاناة الشاب عبدالله الشويع والمعلِّم عبدالله الظلماني جزء بسيط من عملية حسابية تزداد أرقامها يوميا في ظل الحرب التي تشهدها اليمن منذ قرابة سبع سنوات، ومع ندرة الأطباء والمراكز والمستشفيات المخصصة لعلاج المرضى النفسيين في اليمن، مع وجود أقل من 5 مصحات نفسية، توقفت ميزانيتها، وحوّلت مليشيا الحوثي إحداها إلى معتقل (في محافظة إب).

40 حالة يوميا

يقول رئيس قسم الأمراض النفسية في هيئة مستشفى "الثورة" العام بصنعاء، الدكتور عبدالله عبدالوهاب الشرعبي، لـ"بلقيس: "تستقبل عيادة الطب النفسي في المستشفى يوميا ما لا يقل عن 40 حالة، بما يعادل 14 ألف حالة سنوياً".

وأضاف الشرعبي: "في قسم الرقود بالمستشفى لدينا 24 سريراً، تتراوح مدة بقاء المرضى في القسم ما بين 20 - 30 يوما، وأحيانا تستمر شهرين".
وأوضح الشرعبي أن "أنواع الأمراض، التي يتم تشخيصها، معظمها: الاضطراب الواجداني، إما ثنائي القطبية أو الأحادي، والفصام، والهوس، والذهان الحاد".
وعن الأسباب التي أدت إلى تضاعف أعداد المرضى، قال الشرعبي إن "الظروف التي تمر بها البلاد، من حرب وحصار، أدت إلى مضاعفة عدد المرضى، ونتمنّى أن تنتهي في القريب العاجل".

فجوة كبيرة

ووفق دراسة حديثة صادرة عن الجمعية اليمنية للطب النفسي، أُعلنت في مارس الماضي، لا يوجد في اليمن سوى قسم حكومي واحد لعلاج الأمراض النفسية في مستشفى "الثورة"، وقسم مختلط (حكومي وخاص) في مستشفى "الأمراض النفسية والعصبية".

وأوضحت الدراسة أن عيادات الطبّ النفسي الخاصة الموجودة في اليمن (لا يتجاوز عددها 40 في اليمن) مخصصة لعلاج 7 ملايين شخص سنويا.
وبحسب الدراسة، فإن تلك تعتبر "فجوة كبيرة، تؤكد أن الصحة النفسية ما تزال في مستوى الصفر باليمن".

وأوضحت الدراسة أن مراكز العلاج النفسي تتواجد في محافظات؛ عدن، وحضرموت، وتعز، والحديــــدة وصنـــــعاء، في حين تفتقر بقية محافظات الجمهورية الأخرى إلى الأطباء الـمــــتخصصــين في هذا المجال، والكادر الموجود، الذي لا يتجاوز عدده 60 - 70 طبيبا.

وقدّرت مؤسسة "التنمية والإرشاد الأسري"، في دراسة صادرة عنها، عدد المتضررين نفسياً من الحرب بنحو خمسة ملايين و455 ألفاً و348 شخصاً.
وأوضحت الدراسة أن الفئة العُمرية (16 - 30 سنة) سجلت ارتفاعا في عدد الحالات المبيّنة في الدراسة، ووصلت إلى 80.5% من إجمالي الحالات.

وأكدت أن اليمن يعاني نقصا في الموارد والاحتياجات اللازمة لإتمام خدمات الصحة النفسية، وأن هناك طبيبا نفسيا واحدا لكل 600 ألف شخص، وأن المنشآت النفسية هي عبارة عن أقسام وعيادات في مستشفيات عامة وخاصة، بلغ عددها 13 منشأة، بالإضافة إلى 35 عيادة خاصة، أغلبها في مدينة صنعاء.

تقارير

الكاتب والصحفي الراحل محمد المساح.. استوقف الزمان وغادره بصمت

الكاتب والصحفي اليمني محمد المسّاح، صاحب عمود "لحظة يا زمن"، الذي أطل به على قرائه من على صحيفة "الثورة" الرسمية، لسنوات طويلة؛ يودع الحياة ويترك خلفه إرثا ثقافيا ومعرفيا ملهما للأجيال الصحفية والأدبية، التي جاءت من بعده.

تقارير

وعود برحلات وهدايا وسلال غذائية.. هكذا تستقطب مليشيا الحوثي الطلاب لتجنيدهم في مراكزها الصيفية

دشّنت مليشيا الحوثي معسكراتها الصيفية لطلبة المدارس في مناطق سيطرتها، بعد إنهائها العام الدراسي مبكراً وتنفيذ حملات ترويجية، تضمنت وعوداً بجوائز وسلال غذائية، وسط الاهتمام الشديد من زعيم المليشيا بهذه المعسكرات، وتحذير الحكومة من خطرها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.