تقارير

التايم الأمريكية: بعد 10 سنوات.. ما زالت توكل كرمان تعتقد أن التغيير ممكن

16/01/2021, 14:16:28

كانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة "نوبل للسلام"، توكل كرمان، في "بوسطن" يوم 6 يناير، عندما أثار الرئيس دونالد ترامب مثيري الشغب لاقتحام مبنى "الكابيتول" في العاصمة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

قبل أسبوع واحد فقط، شاهدت في رعب إطلاق الإرهابيين صواريخ على مطار عدن اليمني، مما أسفر عن مقتل 28 شخصا بعد وصول الحكومة اليمنية الجديدة من الرياض.
"في بلدنا ، تمردنا على الدكتاتورية من أجل أن نكون قادرين على انتخاب رئيس جديد بشكل ديمقراطي. نحن نضحي بأنفسنا من أجل الديمقراطية"، قالت كرمان لمجلة "التايم" عبر الهاتف.

وأضافت "هنا في الولايات المتحدة، هناك رئيس يريد محو الديمقراطية".
قبل عشر سنوات، بدأت الديمقراطية في العالم العربي في صعود. في 14 "يناير" 2011 ، فرّ الديكتاتور التونسي زين بن علي من بلاده إلى المملكة العربية السعودية بعد شهر من الاحتجاجات ضد إهانات البطالة والفساد والقمع السياسي.

في اليوم التالي، في اليمن، اجتمعت كرمان مع قادة الطلاب خارج جامعة صنعاء للدعوة إلى "ثورة الياسمين" في البلاد ضد الحاكم المستبد علي عبد الله صالح.
أعقب ذلك تسعة أشهر من الاحتجاجات القاتلة في الشوارع، واستقال صالح في 23 نوفمبر 2011، في صفقة شهدت منح مجلس التعاون الخليجي حصانة له من الملاحقة القضائية.
في ذلك العام، منحت لجنة "نوبل" كرمان جائزة "نوبل السلام" لعام 2011 لجهودها في تعزيز مشاركة المرأة في أعمال بناء السلام.
مثل معظم الشبان والشابات العرب، الذين انتفضوا ضد الطغاة في عام 2011، تعرض المتظاهرون اليمنيون السلميون للخيانة.

في السنوات التي أعقبت ذلك، عانى اليمنيون من "ثورة مضادة، مؤامرة إقليمية، حرب سعودية- إماراتية، وانقلاب ممول من إيران"، على حد وصف كرمان.
اليوم، تقول الأمم المتحدة إن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وقال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، لمجلة "التايم" في ديسمبر، إنه يتوقع أن تُرى المجاعة هناك في الأشهر القليلة المقبلة.

قد يتدهور الوضع أكثر في 10 يناير، صنّفت إدارة ترامب (المنتهية ولايتها) المتمردين الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية" أجنبية.
تأتي هذه الخطوة - وهي جزء من حملة "الضغط الأقصى"، التي يشنها ترامب على إيران - على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى من أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتعوق إيصال المساعدات في البلاد.

بعد عشر سنوات من وقوفها، ناقشت كرمان قوة المرأة اليمنية، والتوقعات التي تنتظرها من إدارة بايدن، ولماذا في ظل هذه الظروف الأليمة تعتقد أن الحرية والديمقراطية سوف تسود في اليمن.

في 15 يناير 2011 أُطلقت "ثورة الياسمين" في اليمن. ما هي أكثر ذكرياتك تميزا في ذلك اليوم؟


عندما سمعت أن بن علي هرب من تونس، شعرت بفرح لا يوصف. منذ عام 2006، كنت أدعو الشعب اليمني إلى التظاهر السلمي ضد الديكتاتورية، وضد الإرهاب والفقر، والمطالبة بحقوق الإنسان. لطالما اعتقدت أن التغيير ممكن. لكن لسوء الحظ، لم يشارك معظم الناس في بلدي وفي المنطقة هذا الاعتقاد. أعطتني الثورة التونسية الثقة في أنهم سيستمعون، وسيشاركونني الحلم نفسه الذي كنت أحلم به.
في الليلة التي أعقبت فرار بن علي، اتصلت بطلاب من "جامعة صنعاء"، ونشرنا أول بيان للثورة. من تلك اللحظة، وحتى رحيل دكتاتور اليمن علي صالح في 21 نوفمبر، لم تتوقف ثورتنا.

لماذا لعبت المرأة مثل هذا الدور البارز في انتفاضة اليمن؟ بعد عشر سنوات، هل تقدمت حقوق المرأة أم تراجعت؟

قادت المرأة اليمنية التغيير في الثورة السلمية، وكذلك في الفترة الانتقالية. كان الديكتاتور علي صالح، ومعظم الدكتاتوريين في جميع أنحاء العالم -على ما أعتقد- يعلمون مدى قوة المرأة، ولذلك أراد صالح تهميشها. إذا أراد الديكتاتوريون أن تشارك النساء في الحياة العامة على الإطلاق، فإنهم يريدونهن فقط لتزيين أنظمتهم. لكن المرأة اليمنية ليست كما صوّرها صالح. نحن أقوياء جدا. لدينا تاريخ كبير من القيادات النسائية: ملكة سبأ، الملكة أروى. كانت اليمن تحت حكمهن أغنى دولة في المنطقة. ليس من دماء أو روح المرأة اليمنية أن تلعب الأدوار التقليدية التي أرادها صالح لنا.

لذلك، عندما أتيحت الفرصة، رأيت العديد من النساء في الخطوط الأمامية. قمنا -نحن النساء- بعمل رائع في قيادة الحوار الوطني. ولكن بعد ذلك بسبب الثورة المضادة - الفوضى والحرب التي شنتها السعودية والإمارات، وأيضا من قبل مليشيا الحوثي "المدعومة من إيران" - أصبح النساء والأطفال والشعب اليمني بشكل عام ضحايا. النساء هن أول ضحايا مثل هذه الظروف، لكنهن من قمن وما زلن يقودن التغيير..

في مايو 2020، بدأت العمل في مجلس الإشراف على "فيس بوك". منذ ذلك الحين، سمعت أنك تعرضت لحملة تشهير عبر الإنترنت. كيف كان ذلك؟

واجهت حملة ضخمة من التنمر والعار من وسائل الإعلام التابعة للأنظمة الديكتاتورية. يعتقدون أن حملاتهم ستتوقف أو تشوّه سمعتي، لكنهم يفعلون العكس. إنها تجعلني قوية، وتقوي إيماني بأنني في الجانب الصحيح من التاريخ. بالطبع، هناك أيضا الكثير من التهديدات من "الذباب الإلكتروني" في المملكة العربية السعودية [روبوتات تويتر والمتصيدون]. لكنني عرفت أنني سأضطر إلى دفع ثمن باهظ منذ أن اخترت طريقي. لقد وعدت نفسي وأولادي وبلدي بأن الشيء الوحيد الذي يجب أن أخافه هو عدم القدرة على تحقيق الحرية والديمقراطية. مثل كل الأشخاص الشجعان العظماء - رجالاً ونساءً في اليمن وفي المنطقة - أنا مستعد لدفع ثمن الحرية والديمقراطية.

بدأ التدخل العسكري السعودي في اليمن في عهد الرئيس أوباما. هل تأملين أن تغيّر إدارة بايدن مسارها؟

نعم، لديّ آمال كبيرة في إدارة بايدن. والأهم أنهم قدموا وعودا بأنهم لن يتجاهلوا انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وأنهم سيبذلون جهدا كبيرا لوقف الحرب في اليمن. أعتقد أن بايدن سيضغط على السعودية لوقف الحرب، وكذلك وقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات. إن تشجيع "ولي العهد السعودي" محمد بن سلمان و"ولي عهد أبو ظبي" محمد بن زايد على مواصلة جرائمهما في اليمن هو ضد المصلحة الوطنية الأمريكية، وضد السلام العالمي كليا. أعتقد أن إدارة بايدن لن ترتكب نفس أخطاء إدارة ترامب أو حتى إدارة أوباما.

صنّف وزير الخارجية "المنتهية ولايته" مايك بومبيو الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. هل هذا خطأ؟

لا أثق بترامب وقرارات إدارته، رغم أن الحوثيين، ومن ورائهم إيران، والسعودية والإمارات ومليشياتهم، يمارسون تدميرا ممنهجا واسع النطاق ضد اليمن. أي جهود غير موجهة للضغط عليهم معا لوقف تدميرهم لليمن لن تؤدي إلى صناعة سلام. لذلك، أدعو الإدارة الأمريكية القادمة إلى ممارسة هذه الجهود، فأي سياسة تقلل من احتمالية إنهاء سريع وسلمي للحرب في اليمن تضر أكثر مما تنفع. يجب أن تكون الأولوية القصوى هي إيجاد حل سلمي ينهي المعاناة ويحاسب جميع الأطراف.

كشخص كافح لسنوات ضد القوى المعادية للديمقراطية، كيف كان شعورك عندما رأيت أنصار ترامب ينتشرون في مبنى "الكابيتول" الأسبوع الماضي؟

ما يحدث في الولايات المتحدة هو بمثابة محاولة انقلاب - إنه أمر محزن للغاية. لقد تمردنا في بلدنا على الدكتاتورية حتى نتمكن من انتخاب رئيس جديد بشكل ديمقراطي. نحن نضحي بأنفسنا من أجل الديمقراطية.
هنا في الولايات المتحدة، هناك رئيس يريد محو الديمقراطية. آمل أن يعزل الكونجرس ترامب، وأن يُحاكم عندما يترك منصبه ويعاقب. إذا استمر الهجوم على الكونجرس دون عقاب، فسيشجع ذلك الآخرين على الاعتقاد بقدرتهم على مهاجمة المؤسسات الأمريكية. والأسوأ من ذلك، أنه سيشجع الطغاة على الاعتقاد بأن الديمقراطية لم تعد لها أي ضمانات. يحتاج ترامب إلى أن يُحاسب: ليس فقط من أجل أمريكا، ولكن من أجل العالم.

اليمن في قبضة أسوأ أزمة إنسانية في العالم والحرب مستمرة. أين تجدين الأمل في مثل هذه الظروف السيئة؟

أنا أؤمن بالشعب اليمني. أنا أؤمن بقوتهم وتضامنهم. وللأسف، يعاني الشعب اليمني من انتصار زائف للثورة المضادة، ومن صمت المجتمع الدولي المتحالف مع قادة الثورة المضادة. ومع ذلك، فأنا أعلم أن الناس دائما يكسبون المعركة. نحن الآن في الذكرى العاشرة للثورة، ولم يتخلّ الناس في دول "الربيع العربي" عن الأمل في الحرية والديمقراطية. السعودية لم تفزْ في اليمن. لم تنتصر الإمارات في اليمن. إيران والحوثيون لم ينتصروا في اليمن. إنهم جميعا يخافون من إرادة الشعب وتصميمه. انظر إلى التاريخ: أعقب كل ثورة عظيمة ثورة مضادة، لكن بمجرد أن تتحرك عجلة التغيير فإنها لا تتوقف حتى تصل إلى وجهتها. عشر سنوات هي فترة زمنية صغيرة في منطقتنا، لكن في تلك السنوات العشر، أطحنا بأكثر من سبعة طغاة. لقد قمنا بعمل رائع، وسنواصل عملنا لإحداث تغيير كبير في منطقتنا.

التايم الأمريكية

تقارير

"غرفة الرحمة".. عرض لملابس مجانية للفئات الفقيرة في المكلا

"كانت بدايتها هو عشق وحب للخير من خلال جمع بعض من الدعم الضئيل، الذي كان فريقها التطوّعي يتحصل عليه، والذهاب إلى منازل الفقراء والمحتاجين، وتوزيع ملابس الأعياد على الفقراء والمحتاجين في مدينة المكلا شرق اليمن"، بهذه الكلمات بدأت إسراء الدّيني -رئيسة مؤسسة "الناس للناس"

تقارير

"مصيرهم الموت".. مخرجات المراكز الصيفية الحوثية وطبيعة عملها

"معظم من يتخرجون من المراكز الصيفية الحوثية مصيرهم الموت"، هذا الاعتراف جاء على لسان القيادي لدى مليشيا الحوثي، قاسم آل حمران، رئيس ما يُسمى ببرنامج الصمود الوطني، أدلى به لمتابعيه والناس، وليس تنكيلا من الخصوم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.