تعثر عودة الحكومة يفتح المزيد من التكهنات حول مصير اتفاق الرياض بالمجمل، في ظل تأكيدات مراقبين بأن الاتفاق خلق ميتاً، نظراً للظروف التي أنتجته.
شروط جديدة
تقول مصادر حكومية أن قرار تأجيل العودة يتعلق بـ"ترتيبات أمنية وعسكرية"، فيما لا تقول شيئاً بخصوص جزئية إعادة تشكيل الحكومة.
مصادر أخرى كشفت عن أن هذه الترتيبات تتمثل بجملة من الشروط الجديدة التي وضعها الانتقالي وتبنتها السعودية، ومنها انسحاب قوات الشرعية من أبين وشبوة مقابل سماح الانتقالي بعودة رئيس الوزراء إلى عدن.
غير أن ما هو أبعد من ذلك تبرز مهددات أخرى قد تحول دون إنجاح اتفاق الرياض، منها التفسير المتضارب والانتقائي لبنود الاتفاق، وتحديدا حول عودة الحكومة، هل تكون بكامل سلطاتها أم أنها مجرد عودة شكلية لتنفيذ مطالب وأجندات الانتقالي وداعميه.
منذ أيام تتحدث التقارير عن استلام قوات من الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي، للعديد من المؤسسات العامة في عدن كخطوة على طريق تطبيق الاتفاق، في مشهد يذكر بما تفعله جماعة الحوثي في اتفاقات مشابهة.
وفي حين كان الانتقالي مستنفراً بكل قياداته وأنصاره لرفض إنزال العلم الخاص بهم من على المباني الرسمية في العاصمة المؤقتة عدن، تزداد الشكوك حول إمكانية تنفيذ الاتفاق، ومدى قدرة الأطراف الراعية له على الوصول به إلى غايته.
الباحث السياسي عادل دشيلة قال إن الاتفاق فاشل من اللحظة الأولى ولا أحد يعول عليه ولم ينجح في المستقبل.
تمييع القضية اليمنية
وأرجح دشيلة، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، سبب عدم نجاح الاتفاق أن هناك اجندات إقليمية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية لم تعد تحارب في اليمن، بل تسعى، مع حليفتها الإمارات، إلى الحفاظ على ما تحقق لهما من خلال عاصفة الحزم من خلال الأجندات التي نفذت على أرض الواقع.
لافتا إلى أن اتفاق الرياض غرضه تمييع القضية اليمنية وتلميع للجرائم التي ارتكبها التحالف العربي بحق الأبرياء.
واستغرب دشيلة الحديث عن أن هناك أسباب لوجستية حالت دون عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن، مضيفا أن الرياض تتحدث منذ شهرين عن أن الظروف أصبحت مهيأة في عدن لعودة الحكومة بفعل وجود القوات السعودية فيها.
مشيرا إلى أن السعودية لو أرادت عودة الحكومة الشرعية إلى عدن خلال 24 ساعة لفعلت، لكنها لا تسعى لذلك.
وتابع "المشهد القادم تصفية ما تبقى عن الوطنيين الذين يدافعون عن الدولة اليمنية ويعارضون التحالف العربي ، وقد بدأ المخطط وانتهت عاصفة الحزم وانتهت العمليات العسكرية، لتبدأ مرحلة تطبيق التقسيم وتقسيم البلد إلى كانتونات متناحرة بين الأطراف".
مؤشرات نجاح الاتفاق
من جهته؛ الصحفي ياسر اليافعي قال إن المؤشرات على الأرض بنجاح الاتفاق أكثر مؤشرات فشله، مشيرا إلى أن هناك من يريد ويسعى إلى افشال الاتفاق، لكنه بالنهاية لا حل آخر أمام الأطراف سوى تنفيذ الاتفاق، وما دون ذلك ستكون هناك حرب أهلية لن يقبل بها التحالف ودول العالم.
ولفت اليافعي إلى أن قضية الجنوب لم يتم مناقشتها باعتبار أن الاتفاق كان مرحلي لمرحلة معينة، موضحا أن قضية الجنوب لا يستطيع أحد تجاوزها.
الصحفي أنيس منصور قال إن المجلس الانتقالي الجنوبي عبارة عن مجلس مستأجر ومرتهن لدولة الإمارات وينفذ اجندتها ولا يؤمن بقضية الجنوب ولا يمثل الجنوب مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي متواجد عسكريا بدعم إماراتي من عدن إلى الضالع فقط، أما بقية المناطق الجنوبية ترفض المجلس وتهتف باسم اليمن.
وردا على حديث اليافعي عن أن الجيش الوطني عبارة عن مليشيا مسلحة، أوضح منصور أن الجيش جيش وطني يتسلم رواتبه من السعودية، ولا يمكن للسعودية أن تدعم هذا الجيش لو كان إرهابيا أو مليشيا مسلحة.
معتبرا اتفاق الرياض فاشل منذ لحظته الأولى، ولا يمكن أن يصل إلى نتيجة لأن هناك مشاريع واجندة خاصة وليست مشاريع وطنية، بالإضافة إلى ألغام أخرى داخل الاتفاق من ضمنها موضوع المحاصصة.