أخبار محلية
منظمة دولية تحذّر: اليمن يقترب من حافة الكارثة وسط تجاهل إعلامي وتراجع دولي في الدعم
حذّرت منظمة “دوركاس” الدولية من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، مؤكدة أن البلاد تواجه أزمة متصاعدة في ظل تراجع التغطية الإعلامية العالمية وضعف الاستجابة الدولية، ما يُنذر بانهيارات متعددة ما لم يتم التحرك العاجل.
وتُعد “دوركاس” منظمة إنسانية وتنموية غير ربحية، تأسست عام 1980 وتتخذ من أنديك الهولندية مقرًا لها، وتنفّذ مشاريع في مجالات الصحة، والمياه، والصرف الصحي، والتعليم، وسبل العيش، والحماية، مع تركيز خاص على دعم الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسهم النساء والأطفال وذوو الإعاقة.
في تقريرها الأخير، وصفت المنظمة الأوضاع في اليمن بأنها “هادئة لكن متوترة”، مشيرة إلى أن التوترات الإقليمية ألقت بظلالها على الداخل، لا سيما في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق الجنوبية والشرقية التي تواجه أزمات اقتصادية خانقة، وانقطاعات واسعة في الكهرباء، وتفشي أمراض فيروسية. كما تشهد تلك المحافظات احتجاجات متواصلة منذ أكثر من شهر نتيجة انهيار العملة وتفاقم أسعار السلع الأساسية وتدهور الخدمات، خصوصاً في قطاعي التعليم والصحة، وسط استمرار أزمة تأخر صرف الرواتب.
وسلّط التقرير الضوء على تداعيات قرار الولايات المتحدة بوقف تمويل العمليات الإنسانية في شمال اليمن، واصفًا القرار بأنه “تحوّل خطير” أجبر منظمات على تعليق أنشطتها أو الانسحاب، مما زاد من هشاشة الأوضاع المعيشية لملايين السكان في تلك المناطق.
ووفق “دوركاس”، فإن خطر المجاعة عاد ليهدد البلاد، مع وصول عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 17.1 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان، بينهم مجتمعات تُصنّف على حافة المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف العالمي). وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 18.1 مليون بحلول أكتوبر 2026، في ظل جفاف الموسم المطري وتزايد شح المياه.
وأكد مدير مكتب المنظمة في اليمن، جوزيه سالِما، التزام “دوركاس” بمواصلة دعم النازحين والمجتمعات المضيفة، عبر برامج تغطي مجالات الصحة، والتغذية، والمياه، وسبل العيش، والحماية. وأضاف: “رغم كل الصعوبات، نثق بقدرة الشعب اليمني على الصمود، وسنواصل العمل معهم لبناء مستقبل أفضل”.
ودعا سالِما إلى تعزيز الشراكة مع الجهات المحلية وتطوير تقنيات حصاد المياه وتحسين الوصول إلى الأسواق وتعزيز الأمن الغذائي.
وجددت المنظمة دعوتها إلى المجتمع الدولي للتحرك العاجل، مشيرة إلى أن 116 منظمة إنسانية وقعت على بيان مشترك قبل شهر، دعت فيه إلى استجابة دولية سريعة وفعالة، وتوسيع المساعدات التنموية، وتوفير تمويل مرن ومستدام لتفادي انهيار الأوضاع في اليمن.